المغرب يخضع حاملي الأعراض للعلاج قبل ثبوت الإصابة

متطوعة تدعم جهود منظمة خيرية لتوزيع إعانات غذائية في الدار البيضاء الأربعاء (أ.ف.ب)
متطوعة تدعم جهود منظمة خيرية لتوزيع إعانات غذائية في الدار البيضاء الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

المغرب يخضع حاملي الأعراض للعلاج قبل ثبوت الإصابة

متطوعة تدعم جهود منظمة خيرية لتوزيع إعانات غذائية في الدار البيضاء الأربعاء (أ.ف.ب)
متطوعة تدعم جهود منظمة خيرية لتوزيع إعانات غذائية في الدار البيضاء الأربعاء (أ.ف.ب)

قرر المغرب إخضاع كل الحالات المشكوك في إصابتها بفيروس كورونا للعلاج دون انتظار نتائج التحاليل المخبرية. ودعا وزير الصحة المغربي، خالد ايت الطالب، مديري المراكز الاستشفائية بالمغرب، في مذكرة توجيهية، إلى علاج جميع الحالات التي تظهر عليها أعراض كورونا باستعمال البروتوكول العلاجي المعتمد حول عقار «كلوروكين»، دون انتظار نتائج التحليلات المخبرية.
وأوضحت المذكرة أن هذه التوصية تهدف إلى كسب الوقت والحيلولة دون تفاقم الوضعية الصحية للمصابين. كما أوصت مذكرة وزير الصحة الأطباء المشرفين بوقف العلاج حالما تؤكد التحليلات عدم إصابة الشخص المشتبه فيه، ومواصلته إذا تأكدت الإصابة حتى الشفاء التام المؤكد مخبريا.
ويأتي هذا القرار عقب جدل واسع خلال الأسبوع الماضي في الوسط الطبي المغربي، حيث ارتفعت العديد من الأصوات المطالبة للوزارة بتعديل استراتيجيتها، والتوجه نحو تعميم العلاج على كل حاملي أعراض المرض.
في هذا الصدد، دعا الدكتور عماد سوسو من مراكش، في رسالة إلى المجتمع العلمي، إلى اعتماد المعالجة الاستباقية للمرضى والمخالطين بعقار الكلوروكين دون الحاجة إلى تحليل مخبري، مشيرا إلى أن تكلفة العلاج المنخفضة تسمح بذلك.
من جانبه، دعا البروفسور كمال العراقي، في شريط صوتي على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى اعتماد مقاربة شبيهة بمقاربة علاج مرض السل، معتبرا أن العلاج يجب أن يشمل المريض ومحيطه المباشر دون انتظار ظهور الأعراض أو نتائج التحاليل. وأضاف أن ظهور أعراض الإنفلونزا في شهر أبريل (نيسان) يعتبر أمرا نادرا وغير عادي، وبالتالي فإن ظهور هذه الأعراض وحدها كاف للشروع في العلاج. وأوضح أن بروتوكول العلاج المعتمد على «نيفاكين» و«أزيتروميسين» لمدة أسبوع لن يكلف أكثر من 100 درهم للشخص الواحد. وشدد العراقي على ضرورة الشروع في هذا المنهج في أسرع وقت. وأضاف: «من دون اللجوء مباشرة إلى العلاج على أساس ظهور مؤشرات سريرية، سيجعل فترة الطوارئ الصحية تمتد إلى شهور، الشيء الذي لن تتحمله الشرائح الهشة للمجتمع المغربي».
على صعيد آخر، نفت إسبانيا، أمس الخميس، المعلومات التي تداولتها بعض وسائل الإعلام بشأن إقدام السلطات الإسبانية على مصادرة أدوية كانت موجهة للتصدير نحو المغرب. وأشارت التمثيلية الدبلوماسية لإسبانيا بالمغرب إلى أن «سفارة إسبانيا بالمملكة المغربية تود أن توضح أن المعلومات التي تناقلتها عدد من وسائل الإعلام المغربية والتي تفيد بأن إسبانيا قد تكون قد صادرت أدوية موجهة للتصدير نحو المغرب لا أساس لها». وأوضحت السفارة في بيان صحافي أن هذه المعلومات تشير إلى ثلاث دفعات محددة من الأدوية الموجهة للتصدير إلى المغرب، والتي رخصت الوكالة الإسبانية للأدوية بتصديرها نحو المملكة المغربية.
وسجل المصدر نفسه أنه «في إسبانيا، كما في باقي البلدان، في ظل الحاجة الماسة إلى الأدوية، فإن الوكالة الإسبانية للأدوية يمكنها أن تفحص وتحجز، بشكل مؤقت، دفعات الأدوية الموجهة للتصدير من أجل تحليل إن كانت تستجيب للمعايير الجاري بها العمل». وأضاف المصدر أنه «في الحالة المحددة للمملكة المغربية، وكباقي الدول الأخرى، تم تطبيق الإجراء ذاته على الدفعات الثلاث المشار إليها»، مشددا على أنه بعد التحقق من ملاءمة الأدوية للمعايير السارية «تم الترخيص لكل الدفعات بالتصدير نحو المغرب». وجددت سفارة إسبانيا، بهذا الخصوص، التأكيد على أن «إسبانيا لم تقم بمصادرة أي أدوية موجهة للتصدير نحو المغرب».
على صعيد ذي صلة، ذكر بيان توضيحي صادر عن وزارة الداخلية المغربية أنه جرى رصد تدوينات ورسائل ومقاطع صوتية متداولة على تطبيقات التراسل الفوري ومواقع التواصل الاجتماعي تدعي أنه «سيتم إغلاق كافة المحلات التجارية وبيع المواد الغذائية ابتداء من يوم الجمعة على الساعة الثانية عشرة زوالا إلى يوم الاثنين».
وتنويرا للرأي العام، أعلنت وزارة الداخلية أنه لم يصدر أي قرار من هذا القبيل، كما أنه ليس هناك أي تغيير في مواقيت اشتغال جميع الأنشطة التجارية والخدماتية الضرورية التي ستعمل على الاستمرار في تقديم خدماتها ومنتوجاتها للمواطنين خلال فترة الطوارئ الصحية.


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)

في أول زيارة لوزير خارجية مصر إلى السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، سلم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الذي استقبله في بورتسودان.

ونقل الوزير المصري، إلى البرهان «اعتزاز الرئيس السيسي بالعلاقات التاريخية والأخوية بين مصر والسودان، والعزم على بذل كل المساعي الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للسودان».

جلسة مباحثات مصرية - سودانية موسعة (الخارجية المصرية)

وأشار عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، إلى أن «الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين».

كما أشار إلى «حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، بما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه»، منوهاً بـ«جهود مصر لاستئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي».

وشهدت زيارة عبد العاطي لبورتسودان جلسة مشاورات رسمية بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني، علي يوسف الشريف بحضور وفدي البلدين، شدد الوزير المصري خلالها على «دعم بلاده الكامل للسودان قيادة وشعباً، وحرص مصر على بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوداني».

وزير الخارجية السوداني يستقبل نظيره المصري (الخارجية المصرية)

واستعرض، وفق البيان، موقف مصر الداعي لـ«وقف فوري لإطلاق النار والإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل نفاذ تلك المساعدات».

كما حرص الجانبان على تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل «مواقف البلدين المتطابقة بعدّهما دولتي مصب علي نهر النيل»، واتفقا على «الاستمرار في التنسيق والتعاون الوثيق بشكل مشترك لحفظ وصون الأمن المائي المصري والسوداني».

تضمنت الزيارة، كما أشار البيان، لقاء عبد العاطي مع الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وأكد خلاله الوزير المصري «موقف بلاده الثابت القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية».

كما عقد الوزير عبد العاطي لقاء مع ممثلي مجتمع الأعمال السوداني لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين واستكشاف فرص الاستثمار المشترك والاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الاقتصاد المصري، والعمل على مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. كما التقى مع مجموعة من السياسيين وممثلي المجتمع المدني من السودان، فضلاً عن لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في بورتسودان واستمع إلى شواغلهم ومداخلاتهم.

بدورها، نقلت السفارة السودانية في القاهرة، عن وزير الخارجية علي يوسف، تقديمه «الشكر للشقيقة مصر على وقفتھا الصلبة الداعمة للسودان»، في ظل «خوضه حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتھا وداعميھا الإقليميين»، على حد وصف البيان.

ولفت البيان السوداني إلى أن الجانبين ناقشا «سبل تذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، خاصة في الجوانب الھجرية والتعليمية»، واتفقا على «وضع معالجات عملية وناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين».