إدارة ترمب متمسكة بإعادة فتح قطاعات اقتصادية

فريق عمل ثانٍ لمكافحة الوباء... ونيويورك تستبعد العودة إلى «حياة طبيعية» قريباً

إدارة ترمب متمسكة بإعادة فتح قطاعات اقتصادية
TT

إدارة ترمب متمسكة بإعادة فتح قطاعات اقتصادية

إدارة ترمب متمسكة بإعادة فتح قطاعات اقتصادية

تكافح الإدارة الأميركية وحكام الولايات ومسؤولو الصحة للسيطرة على تفشي وباء كورونا، مع توقعات الوصول إلى ذروة الإصابات والوفيات هذا الأسبوع. وأبدى المسؤولون عن تفاؤلهم لنجاح إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي في تقليل الإصابات. ولاتزال الولايات المتحدة أسوأ بقعة ساخنة في العالم لتفشي وباء كورونا، مع ارتفاع حالات الإصابة إلى أكثر من 433 ألف حالة والوفيات إلى 15 ألف، وفقا لإحصاءات جامعة جونز هوبكنز.
وتعاني ولاية نيويورك من أسوأ حصيلة في البلاد، حيث تجاوزت الإصابات 152 ألف حالة مؤكدة، وما يقرب من سبعة آلاف حالة وفاة. وقال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو إن ولايته يمكن أن تستقر في معدلات الإصابة والوفيات في غضون أسابيع إذا استمرت سياسات التباعد الاجتماعي، لكنه استبعد أن تعود الحياة اليومية إلى طبيعتها خلال هذه الفترة.
وانخفضت أعداد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في العاصمة واشنطن وولايتي ميرلاند وفيرجينيا عما كان متوقعا، حيث بلغت الوفيات في ولاية فيرجينيا 891 حالة بانخفاض عن توقعات ببلوغها 1041 حالة في وقت سابق من هذا الأسبوع. بينما سجلت ميريلاند 1094 حالة وفاة، بانخفاض أكثر من 50 في المائة من التوقعات السابقة بأن تصل حالات الوفيات في الولاية إلى 2332. لكن العاصمة الأميركية واشنطن شهدت ارتفاعا في حالات الوفيات وصلت إلى 84 حالة بعد أن قدر الباحثون هذا الرقم بحوالي 58 حالة فقط، وفسر البعض ذلك بأن العاصمة الأميركية ربما قد وصلت إلى الذروة في حالات الإصابة والوفيات.
ويقول مسؤولو البيت الأبيض إن هناك أدلة حقيقة على أن عملية الإغلاق في ولايات مثل كاليفورنيا وواشنطن قد نجحت في احتواء تفشي الوباء. وقال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس: «نحن في خضم أسبوع مؤلم». وأبدى بنس تفاؤله بالتقدم المحرز في احتواء تفشي وباء كورونا في ولايات مثل نيوجيرسي وكونتيكيت ولويزيانا، وقال إن أعداد الحالات المصابة الجديدة تشير إلى بداية الاستقرار. وتتحرك إدارة الرئيس ترمب بشكل جدي لإعادة فتح بعض القطاعات الاقتصادية في وقت قريب. وقد اضطر الرئيس ترمب إلى تغيير تصريحاته السابقة برغبته في إعادة فتح الاقتصاد بحلول 12 أبريل (نيسان) الحالي، وتمديده إلى 30 أبريل. ورغم تحفظات مسؤولي الصحة، يبدو أن الرئيس ترمب مصمم على إعادة فتح الاقتصاد.
وخلال المؤتمر الصحافي اليومي للبيت الأبيض مساء الأربعاء، بدا الرئيس الأميركي متفائلا من إمكانية إعادة فتح الاقتصاد قريبا، وأشار إلى تقارير تؤكد إمكانية إعادة فتح الاقتصاد بنهاية هذا الشهر. وقال ترمب: «كنت أريد القيام بذلك في عيد الفصح، لكنني رأيت أنه أمر سيكون صعبا للغاية، وقد تعرضت للنقد بسبب ذلك لكني لا أعتقد أننا سننتظر كثيرا».
وأشارت مصادر بالبيت الأبيض إلى أن الرئيس ترمب سيعلن خلال هذا الأسبوع عن تشكيل فريق عمل ثان لمكافحة فيروس كورونا، تركز في عملها بشكل خاص على معالجة التداعيات الاقتصادية للفيروس والأماكن التي يمكن إعادة فتح الاقتصاد فيها. ويتألف الفريق من كبار المسؤولين في القطاع الخاص ووزير الخزانة ستيفن منوشين والمستشار الاقتصادي للرئيس ترمب لاري كودلو ورئيس الأركان مارك ميدوز. وصرح وزير الخزانة ستيفن منوشين بأن ولاية نيويورك قد تستغرق وقتا أطول لإعادة فتح القطاعات الاقتصادية بها، مشيرا إلى أنه سيتم فتح القطاعات الاقتصادية بناء على الظروف الطبية لكل ولاية، وليس قوة اقتصادها. وقال منوشين في تصريحات لشبكة «سي. إن. بي. سي» صباح أمس، إنه بمجرد أن يشعر الرئيس ترمب بالارتياح تجاه القضايا الطبية فإننا نبذل كل ما هو ضروري حتى تكون الشركات الأميركية والعمال منفتحين للعمل، ولديهم الدعم المالي لتشغيل أعمالهم.
وكانت وزارة العمل الأميركية قد أعلنت صباح الخميس أن أكثر من 6.6 مليون شخص قدموا طلبات للحصول على إعانة البطالة خلال الأسبوع الماضي ليرتفع عدد الأميركيين الذين يسعون للحصول على إعانات بطالة إلى أكثر من 16 مليون أميركي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية مع تزايد الخسائر الاقتصادية المرتبطة بتفشي فيروس كورونا. ويؤثر ارتفاع معدلات البطالة وتوقعات ارتفاعها خلال الأسابيع المقبلة على الاقتصاد الأميركي بشكل كبير.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه يوم الأربعاء المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)

ترمب يدرس خصخصة خدمة البريد وسط خسائر مالية ضخمة

يبدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب اهتماماً بالغاً بخصخصة خدمة البريد الأميركية في الأسابيع الأخيرة، وهي خطوة قد تُحْدث تغييرات جذرية في سلاسل الشحن الاستهلاكي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية يثير مخاوف المستثمرين من تصحيح وشيك

تتزايد المخاوف في الأسواق المالية بعد الارتفاعات الكبيرة في تقييمات الأسهم الأميركية في الأسابيع الأخيرة؛ ما يشير إلى أن السوق قد تكون على وشك تصحيح.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار شركة ديلويت المسؤولة عن البوابة الإلكترونية للولاية (وسائل إعلام محلية)

اختراق معلومات شخصية ومصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية أميركية

اخترقت مجموعة دولية من المجرمين المعلومات الشخصية والمصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية رود آيلاند الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

خاص قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.