نصائح للوقاية من «كورونا» والتعامل مع الأعراض الأولية

الخبراء نصحوا بممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر (رويترز)
الخبراء نصحوا بممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر (رويترز)
TT

نصائح للوقاية من «كورونا» والتعامل مع الأعراض الأولية

الخبراء نصحوا بممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر (رويترز)
الخبراء نصحوا بممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر (رويترز)

مع التفشي الواسع لفيروس «كورونا» المستجد، تزايدت التساؤلات بشأن كيفية حماية الأشخاص لأنفسهم من الإصابة بالعدوى، وكيفية التعامل مع الأعراض الأولية فور شعورهم بها.
ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية نصائح بعض الخبراء الصحيين في هذا الشأن.
وهذه النصائح هي:
- احمِ رئتيك:
يقول توم وينغفيلد، أستاذ الأمراض المعدية في مدرسة ليفربول لطب المناطق الحارة «يجب على الأشخاص تجنب أي شيء يضر برئتيهم. توقفوا عن التدخين، ولا تعرضوا الآخرين للتدخين السلبي. تجنبوا الشواء والنيران الكثيفة، خاصة إذا كنتم تعانون من حساسية في الصدر».
ونصح وينغفيلد كذلك بممارسة تمارين «الإيروبيك»، قائلاً إنها تساعد الرئتين بشكل ملحوظ.
- عزز جهازك المناعي:
يشير الخبراء إلى أنه لا يوجد مكمل غذائي سحري لتعزيز المناعة، وأن أفضل ما يمكن للأشخاص فعله في هذا السياق هو عدم شرب الكحول وممارسة الرياضة وأخذ قسط كاف من النوم واتباع نظام غذائي متنوع ومتوازن يحتوي على الكثير من الخضراوات والفاكهة.
ويؤكد طبيب الصحة العامة أمير خان أن التعرض المباشر لأشعة الشمس يومياً يقوي مناعة الأشخاص بشكل ملحوظ، لأنه يعزز مستويات «فيتامين د» في الجسم.
- استرح بمجرد أن تبدأ في ملاحظة أعراض الفيروس:
يقول خان: «يستخدم جسمك كل طاقته لمحاربة فيروس يصيب الخلية تلو الأخرى. لذلك فعند شعورك بأي أعراض بسيطة، استرخ على الأريكة أو في السرير حتى تدخر طاقتك ويتمكن جسمك من محاربة الفيروس».
- اهتم بشرب السوائل باستمرار:
يقول خان: «يجب أن يلتزم الجميع بشرب من 2 إلى 3 لترات من السوائل يومياً». وأيدت سايرة غافور، استشارية الجهاز التنفسي في مستشفى سانت ماري في لندن، رأي خان قائلة: «عندما تكون مصاباً بالحمى، تزيد احتمالية إصابتك بالجفاف، لذلك عليك التأكد من شرب كمية وافرة من الماء، خاصة إذا كنت تشعر أنك لا تتبول كثيراً، فهذه من أهم العلامات التي تشير إلى إصابتك بالجفاف».
- لا تتناول دواء الإيبوبروفين:
ينصح الخبراء بعدم تناول عقار الإيبوبروفين عند الشعور بأي أعراض أولية وبتناول الباراسيتامول بدلاً منه، حيث إن هناك قلقاً من أن الإيبوبروفين، وهو مضاد للالتهابات، يمكن أن يقلل من وظائف المناعة ويجعل أعراض فيروس كورونا أسوأ.
- «فيتامين سي» لا يعتبر «العلاج المعجزة» لـ«كورونا»:
أشار خان إلى أنه شاهد نصيحة على الإنترنت حول تناول أقراص «فيتامين سي» لعلاج «كورونا»، وهو الأمر الذي شكك فيه قائلاً: «إن تناول قرص فيتامين سي لن يحميك من الإصابة بالفيروس ولن يساعد في علاجه».
وأضاف خان: «لقد استخدمت بعض المستشفيات في الصين (فيتامين سي) بالفعل للمساهمة في علاج الفيروس، إلا أنها نفذت ذلك عن طريق حقنه بجرعات عالية جداً جداً في أوردة المرضى، وهذا الأمر يختلف تماماً عن تناوله في هيئة أقراص».
وتابع: «لا تعلق آمالك على هذه العلاجات التي تصفها منشورات مواقع التواصل بـ«العلاجات المعجزة»، حيث لا يوجد دليل حتى الآن على أن لها أي تأثير على (كورونا)».
- اهتم بتمارين التنفس:
شارك سارفاراز مونشي، رئيس قسم الرعاية العاجلة في مستشفى كوين في لندن مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يوضح فيه بعض تمارين التنفس التي قال إنها يمكن أن تخفف أعراض «كورونا».
https://www.youtube.com/watch?v=HwLzAdriec0
ومن جهته، يقول وينغفيلد إن الأشخاص الذين يعانون من الربو والذين يتعافون من الالتهاب الرئوي غالباً ما ينصحهم اختصاصيو العلاج الطبيعي بممارسة بعض التمارين لدعم جهازهم التنفسي.
وأضاف وينغفيلد: «تساعد هذه التمارين في إبقاء رئة المرضى مفتوحة قدر الإمكان ومحاولة التخلص من بعض المواد السائلة والالتهابية بها».


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
TT

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء: الطقوس، الممارسات الجمالية والاجتماعية» ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي لـ«اليونيسكو» على أنه تراث مشترك بين 16 دول عربية.

ويأتي الملف التراثي نتيجة تعاون مشترك بين وزارتي الثقافة والخارجية المصريتين وسائر الدول العربية التي تعد الحناء من العناصر الثقافية الشعبية المرتبطة بمظاهر الفرح فيها، كما تمثل تقليداً رئيساً لمظاهر احتفالية في هذه المجتمعات وهي: السودان، مصر، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، العراق، الأردن، الكويت، فلسطين، تونس، الجزائر، البحرين، المغرب، موريتانيا، سلطنة عمان، اليمن، وقطر.

وتعقد اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي اجتماعاً يستمر منذ الاثنين الماضي وحتى الخميس 5 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، في أسونسيون عاصمة باراغواي، للبت في إدراج 66 عنصراً جديداً رُشحَت على أنها تقاليد مجتمعية، وفق «اليونيسكو».

وذكّرت المنظمة بأن الحنّة (أو الحناء): «نبتة يتم تجفيف أوراقها وطحنها ثم تحويلها إلى عجينة تُستخدم في دق الوشوم وتحديداً تلك التي تتلقاها المدعوات في حفلات الزفاف، وتُستعمل أيضاً لصبغ الشعر أو جلب الحظ للأطفال».

الحنة تراث ينتقل بين الأجيال (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

وعللت «اليونيسكو» إدراج الحنّة في قائمة التراث الثقافي غير المادي بأنها «ترمز إلى دورة حياة الفرد، منذ ولادته وحتى وفاته، وهي حاضرة خلال المراحل الرئيسة من حياته، وترافق طقوس استخدام الحنّة أشكال تعبير شفهية مثل الأغنيات والحكايات».

من جهته أعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، عن اعتزازه بهذا الإنجاز، مشيراً إلى أن تسجيل الحناء يُعد العنصر التاسع الذي تضيفه مصر إلى قوائم التراث الثقافي غير المادي منذ توقيعها على اتفاقية 2003، بحسب بيان للوزارة.

وأكدت الدكتورة نهلة إمام رئيسة الوفد المصري أن الحناء ليست مجرد عنصر جمالي، بل تمثل طقساً اجتماعياً عريقاً في المجتمعات العربية؛ حيث تُستخدم في الحياة اليومية والمناسبات المختلفة، كما أشارت إلى «ارتباط استخدام الحناء بتقاليد شفهية، مثل الأهازيج والأمثال الشعبية، وممارسات اجتماعية تشمل زراعتها واستخدامها في الحرف اليدوية والعلاجية».

وسلط الملف الذي قُدم لـ«اليونيسكو» بهدف توثيقها الضوء على أهمية الحناء بأنها عنصر ثقافي يعكس الروح التقليدية في المجتمعات المشاركة، وكونها رمزاً للفرح والتقاليد المرتبطة بالمناسبات الاحتفالية وفق الدكتور مصطفى جاد، خبير التراث الثقافي اللامادي بـ«اليونيسكو»، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تمثل الحناء واحدة من أهم عناصر تراثنا الشعبي، فهي مرتبطة بمعظم مفردات التراث الشعبي المصري والعربي الأخرى؛ وهي وثيقة الارتباط بالنواحي الجمالية والتزيينية، وأغاني الحناء، فضلاً عن الأمثال والمعتقدات الشعبية، والاستخدامات والممارسات الخاصة بالمعتقدات الشعبية، وتستخدم الحناء في الكثير من طقوسنا اليومية، المتعلقة بالمناسبات السعيدة مثل الزواج والأعياد بشكل عام».

الحنة تراث عربي مشترك (بكسيلز)

وأكد جاد أن التعاون العربي تجاه توثيق العناصر التراثية يعزز من إدراج هذه العناصر على قوائم «اليونيسكو» للتراث اللامادي؛ مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، وقال: «تثمن (اليونيسكو) عناصر التراث الشعبي المشتركة بين الدول، وقد سبق تسجيل عناصر النخلة، والخط العربي، والنقش على المعادن المشتركة بين مصر وعدة دول عربية؛ مما يؤكد الهوية العربية المشتركة».

وأضاف: «نحن في انتظار إعلان إدراج عنصر آخر مشترك بين مصر والسعودية على القوائم التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بـ(اليونيسكو) اليوم أو غداً، وهو آلة السمسمية الشعبية المعروفة».

وكانت بداية الحناء في مصر القديمة ومنها انتشرت في مختلف الثقافات، خصوصاً في الهند ودول الشرق الأوسط، حتى صارت ليلة الحناء بمثابة حفل «توديع العزوبية» في هذه الثقافات، وفق عالم المصريات الدكتور حسين عبد البصير، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأدلة الأثرية والتحاليل العلمية وثقت دور الحنة باعتبارها مادة أساسية ذات أهمية كبيرة في الحياة اليومية للمصريين القدماء»، وتابع: «بخلاف استخدامها في الأغراض التجميلية مثل صبغ الشعر، فقد تمت الاستعانة بها في الطقوس الجنائزية؛ إذ يعتقد استخدامها في التحنيط، كما كانت جزءاً من الممارسات الروحية لتحضير المومياوات للحياة الآخرة، فضلاً عن صبغ الأقمشة والجلود».

ارتبطت الحناء بالمناسبات والأعياد (بكسيلز)

الفنان العُماني سالم سلطان عامر الحجري واحد من المصورين العرب الذين وثقوا بعدستهم استخدام الحنة في الحياة اليومية، وسجّل حرص الجدات على توريثها للأجيال الجديدة من الفتيات الصغيرات، يقول الحجري لـ«الشرق الأوسط»: «الحنة في سلطنة عمان هي رمز للفرحة، ومن أهم استخداماتها تزيين النساء والأطفال بها في عيد الفطر، حيث عرفت النساء العربيات منذ القدم دق ورق الحناء وغربلته ونخله بقطعة من القماش وتجهيزه، مع إضافة اللومي اليابس (الليمون الجاف)، لمنحها خضاب اللون الأحمر القاتم، وذلك قبل العيد بعدة أيام، ثم يقمن بعجن الحناء المضاف له اللومي الجاف بالماء، ويتركنه لفترة من الوقت، وقبل النوم يستخدمن الحناء لتخضيب اليدين والرجلين للنساء والفتيات».