فرنسا تتشدد في إجراءات الحظر مع ارتفاع الإصابات والوفيات

عناصر من الشرطة يتفقدون تصاريح خروج مواطنين بمدينة «سو» أمس (أ.ب)
عناصر من الشرطة يتفقدون تصاريح خروج مواطنين بمدينة «سو» أمس (أ.ب)
TT

فرنسا تتشدد في إجراءات الحظر مع ارتفاع الإصابات والوفيات

عناصر من الشرطة يتفقدون تصاريح خروج مواطنين بمدينة «سو» أمس (أ.ب)
عناصر من الشرطة يتفقدون تصاريح خروج مواطنين بمدينة «سو» أمس (أ.ب)

يوماً بعد يوم، ترتفع أعداد الوفيات والإصابات في فرنسا الآخذة في اللحاق بإسبانيا وإيطاليا، بعد أن تخطت سقف العشرة آلاف وفاة.
وبعد 3 أسابيع من الحجر الصحي القاسي الذي تحرص القوى الأمنية على تطبيقه بقوة القانون، ما زالت المخاوف كبيرة من الآتي، خصوصاً أن مدير عام وزارة الصحة جيرار سالومون الذي يطل مساءً وراء مساء ليذيع أرقام الضحايا، أكد أمس أن فرنسا «لم تصل بعدُ إلى نقطة الذروة» التي يفترض بعدها أن تتراجع قوة الوباء.
ورسمياً، سيبقى العمل سارياً بالحظر حتى 15 أبريل (نيسان) الحالي. إلا إن مصادر سياسية وطبية لا تستبعد مد العمل به لأسبوعين إضافيين. وبحسب سالومون، فإن الحديث عن انتهائه «ليس له معنى في الوقت الحاضر».
ومع كل أسبوع يمر في ظل الحظر، ترتفع مخاوف الخبراء الاقتصاديين من تبعاته على الحركة الاقتصادية وعلى مالية الدولة وعلى الديون الآتية، التي لا بد من الحصول عليها لمواجهة البطالة المتفشية ودعم المؤسسات والشركات والعمال والموظفين ومئات الآلاف الذين فقدوا وظائفهم أو اضطروا إلى اتّباع نظام البطالة الجزئية التي تعني اجتزاء رواتبهم.
وبيّنت إحصاءات وزارة الاقتصاد أن الناتج الخام تراجع في شهر مارس (آذار) الماضي بنسبة 6 في المائة. لكن ما يهم الحكومة اليوم؛ وهو ما أكده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكثر من مرة، هو محاربة الوباء «مهما كان الثمن».
من هنا، فإن السلطات تعمل على توفير الأجهزة والكمامات والعقاقير للمستشفيات، وتكدّ من أجل إيجاد الأسرّة الضرورية للحالات الخطيرة، وتولي اهتمامها لما يحدث في مآوي العجزة حيث أرقام الوفيات تضرب المخيلات؛ إذ بلغت 3 آلاف و237 وفاة «حتى مساء الثلاثاء».
لكن تتعين الإشارة إلى أن هذه الأرقام ليست نهائية. وحتى التاريخ نفسه، اقتربت أعداد الوفيات من 11 ألف حالة.
إزاء هذا الوضع، وفيما الجدل مستمر حول عقار «الكلوروكين» الذي يروّج له الدكتور راوولت في مدينة مرسيليا، فضلاً عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقادة أوروبيين وأفارقة، لا تجد السلطات السياسية والصحية الفرنسية من بديل أمامها سوى التشدد في فرض حالة الحظر. وعمم وزير الداخلية على المحافظين دعوة لمزيد من التشدد مع المخالفين.
وقررت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو ومحافظ العاصمة، بعد التراخي الذي برز نهاية الأسبوع الماضي، تشديد الإجراءات بمنع ممارسة رياضة الجري بين الساعة العاشرة صباحاً والسابعة مساءً لتجنب التجمعات وتكاثر المواطنين مما يوفّر البيئة المثلى لانتقال العدوى.
وفي السياق عينه، قرّرت مدينتا «نيس» و«كان» (على الشاطئ المتوسطي)، وكذلك مدينة «سو» (جنوب باريس)، فرض ارتداء الكمامة على الجمهور وسيتعرض المخالف لدفع غرامة مالية.
كذلك؛ سعت السلطات لمنع الفرنسيين من الانتقال إلى الأرياف والمنتجعات والقرى بمناسبة عطلة عيد الفصح. وأعلن جان فرنسوا دلفريسي، رئيس «المجلس العلني» الذي يقدم المشورة للحكومة في طريقة إدارة أزمة الوباء، أن «العنصر الأساسي والرئيسي في محاربة الوباء عنوانه مواصلة الحظر المفروض والمتشدد لأسابيع عدة».
وسبق للمجلس أن طالب بأن تكون المدة 6 أسابيع انقضت منها 3، ودخلت فرنسا الثلاثاء الأسبوع الرابع.
حتى اليوم، بقيت مشكلة الكمامات طافية على السطح. فهي من جهة؛ غير متوافرة للجمهور وتسعى السلطات لتوفيرها للقطاع الصحي بالدرجة الأولى إما عن طريق تنشيط الإنتاج المحلي «وهو غير كافٍ»؛ وإما عن طريق الاستيراد خصوصاً من الصين. ولذا، فإن فرض ارتدائها يبدو غير واقعي إلا إذا نجحت المدن التي تفرضها في توفيرها للسكان. وإزاء النقص الموجود، تكاثرت الدعوات للإنتاج منزلياً رغم أن هذا النوع لا يوفر الحماية المطلوبة؛ بل يقلل فقط من مخاطر نقل العدوى أو الإصابة بها. ومن جانب آخر؛ يذكر المحللون أن السلطات شددت، منذ أن تكاثرت حالات العدوى، على أن ارتداء الكمامات غير مفيد ولا يوفر الحماية. ورأى البعض أن الغرض كان إخفاء النقص وليس حماية الجمهور، مما يجعل كثيرين مشككين فيما تطلبه السلطات التي افتقرت للشفافية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.