قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم (الأربعاء)، إن التقرير الجديد لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية يعتبر أحدث إضافة إلى «مجموعة كبيرة ومتنامية من الأدلة» على أن النظام السوري يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.
وأضاف بومبيو، في بيان، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، أن واشنطن تقدر أن «دمشق تحتفظ بكميات كافية من المواد الكيماوية، ولا سيما السارين والكلور، وخبرة من برنامج الأسلحة الكيماوية التقليدية لاستخدام السارين في إنتاج ونشر ذخائر من الكلور، وتطوير أسلحة كيماوية جديدة».
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنه «على الرغم من الجهود التضليلية لداعمي رئيس النظام السوري بشار الأسد في روسيا وإيران، من الواضح أن النظام السوري مسؤول عن هجمات كيماوية عدة».
وأضاف في بيان أن «استخدام أي بلد للأسلحة الكيماوية يشكل تهديداً غير مقبول لأمن كل الدول ولا يمكن أن يمر من دون عقاب».
من جهته، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إن «مثل هذا الانتهاك الفاضح للقانون الدولي يجب ألا يمر من دون عقاب».
وحمّلت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، للمرة الأولى، قوات النظام السوري مسؤولية اعتداءات بالأسلحة الكيماوية استهدفت بلدة اللطامنة في محافظة حماة في عام 2017.
وقال منسق فريق التحقيق التابع للمنظمة، سانتياغو أوناتي لابوردي، في بيان، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن فريقه «خلص إلى وجود أسس معقولة للاعتقاد بأن مستخدمي السارين كسلاح كيماوي في اللطامنة في 24 و30 مارس (آذار) 2017 والكلور في 25 مارس 2017 هم أشخاص ينتمون إلى القوات الجوية للنظام السوري».
وأسفر قصف جوي استهدف اللطامنة في 30 مارس عن إصابة نحو 50 شخصاً بحالات اختناق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في حينه. كما استهدف قصف جوي في 25 من الشهر مستشفى ومحيطه في البلدة، وتحدثت تقارير عن مشكلات في التنفس لدى المصابين.
وبحسب المنظمة، فإن طائرتين من طراز «سوخوي - 22» أطلقتا قنبلتين تحتويان على غاز السارين في 24 و30 مارس 2017. فيما ألقت مروحية سورية أسطوانة من غاز الكلور على مستشفى اللطامنة.
وفي العام 2018، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن غازي السارين والكلور استخدما في اعتداءات اللطامنة، من دون أن تتهم أي جهة.
ويُعد التقرير، الصادر الأربعاء، الأول الذي تُحمل فيه المنظمة جهة معينة مسؤولية هجمات تحقق فيها في سوريا.
وقال أوناتي لابوردي، الأربعاء، إن «اعتداءات استراتيجية بهذا الشكل يمكن أن تحدث فقط بناء على أوامر من السلطات العليا في القيادة العسكرية في الجمهورية العربية السورية».
وأضاف: «حتى إن كان من الممكن أن يكون هناك تفويض في السلطة، فهذا لا يسري على المسؤولية»، وتابع أن فريقه «لم يتمكن من إيجاد أي تفسير معقول آخر».
وتقع بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، في وسط البلاد، وقد سيطرت قوات النظام عليها في أغسطس (آب) العام 2019 إثر هجوم واسع استمر 4 أشهر، واستهدف مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى في محافظة إدلب المحاذية ومحيطها.
وتنفي دمشق، التي وُجهت إليها أصابع الاتهام مرات عدة، استخدام الأسلحة الكيماوية خلال سنوات النزاع التسع، وتشدد على أنها دمرت ترسانتها الكيماوية، إثر اتفاق روسي - أميركي في العام 2013.
وإثر هجوم، اتهمت دول غربية دمشق بتنفيذه، وأودى بحياة مئات الأشخاص في الغوطة الشرقية، قرب العاصمة.
ومن المفترض أن يصدر عن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية خلال الأشهر المقبلة تقرير حول هجوم بغاز الكلور استهدف مدينة دوما، قرب دمشق، في أبريل (نيسان) العام 2018. وقد شنّت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إثره ضربات جوية على مواقع عسكرية تابعة للنظام.
بومبيو: النظام السوري يحتفظ بما يكفي لتطوير أسلحة كيماوية
بومبيو: النظام السوري يحتفظ بما يكفي لتطوير أسلحة كيماوية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة