أحدث فيروس «كورونا» هزة شديدة في العلاقات؛ ليس فقط بين الأفراد بعضهم ببعض، وإنما أيضاً بين الأفراد والحكومات، وكذلك بين الحكومات بعضها ببعض. وعلاوة على ذلك، تسبب فيروس «كورونا» في مزيد من الطمس في الخط الفاصل بين الأمن القومي والأمن الدولي. وباختصار فقد تكشف للعالم أنه يواجه أزمة في الحوكمة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية كافة.
في حين أنه من الطبيعي أن تركز الجهود الفورية، سواء كانت الوطنية أو الدولية على مكافحة فيروس «كورونا»، فإننا في أمس الحاجة إلى نظرة أعمق وأشمل للأبعاد الحقيقية للأزمة. وهو الأمر الذي يستوجب تحديد الأسباب التي أعاقت التحقيق الكامل للنظام الدولي الذي يعكسه ميثاق الأمم المتحدة.
فكما ذكر المفكر يوفال هراري، فإن الأزمة التي نواجهها اليوم، تضعنا أمام أحد خيارين؛ الأول هو الخيار بين المراقبة الشمولية المتسلطة والتمكين المجتمعي، والثاني بين القومية الانعزالية والتضامن الدولي. وفي واقع الأمر، فإننا لسنا في حاجة إلى الاختيار، حيث إننا حسمنا أمرنا عندما اعتمدنا ميثاق الأمم المتحدة الذي بني على أساس الكرامة الإنسانية التي تتأتى من خلال تمكين المواطن داخلياً والتعاون الدولي خارجياً.
سفير مصري ومسؤول أممي سابق