نصف سكان الضفة وغزة أطفال

200 في السجون الإسرائيلية و28 قتلتهم إسرائيل العام الماضي

TT

نصف سكان الضفة وغزة أطفال

أظهر تقرير أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن عدد الأطفال دون 18 سنة منتصف العام 2020 في دولة فلسطين، بلغ نحو 2.27 مليون طفل؛ منهم 1.16 مليون طفل ذكر، و1.11 مليون طفلة، وبذلك تشكل نسبة الأطفال في فلسطين نحو 45 في المائة من إجمالي السكان، بواقع 42 في المائة في الضفة الغربية و48 في المائة في قطاع غزة.
واستعرضت رئيس الإحصاء الفلسطيني علا عوض، أوضاع أطفال فلسطين لمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، الذي يصادف الخامس من أبريل (نيسان) من كل عام.
وتضمن التقرير بيانات هيئة شؤون الأسرى والمحررين التي أظهرت أن عدد حالات الاعتقال للأطفال (دون 18 سنة) خلال العام 2019 بلغت 889 طفلا، وأصدرت سلطات الاحتلال أوامر اعتقال إداري بحق أربعة أطفال. أما عدد الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال الإسرائيلي نهاية العام 2019 فبلغ 200 طفل (دون 18 سنة).
واستنادا إلى سجلات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، ارتقى 28 طفلا شهيدا (دون 18 سنة) خلال عام 2019. منهم سبعة أطفال في الفئة العمرية (0 - 12) سنة، و10 أطفال في الفئة العمرية (13 - 15) سنة، و11 طفلا في الفئة العمرية (16 - 17) سنة، وكانت حصيلة الأطفال الشهداء 57 طفلا خلال العام 2018. وتطرق التقرير إلى أحوال الأطفال بشكل عام في الأراضي الفلسطينية.
وأشارت بيانات المسح الأسري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2019 أن نسبة الأطفال (10 - 17 سنة) الذين استخدموا الإنترنت، بلغت 66 في المائة في فلسطين، بواقع 69 في المائة في الضفة الغربية و62 في المائة في قطاع غزة، كما أظهرت بيانات العام 2019 أن نسبة الأطفال (10 - 17 سنة) الذين استخدموا شبكات التواصل الاجتماعي أو المهني بلغت 64 في المائة، بواقع 71 في المائة في الضفة الغربية و54 في المائة في قطاع غزة، وحسب الجنس فقد بلغت النسبة 73 في المائة للأطفال الذكور مقارنة بـ55 في المائة للإناث.
وبالنسبة للعنف في المجتمع الفلسطيني في العام 2019، فإن 9 في المائة من الأطفال (12 - 17 سنة) تعرضوا لأحد أشكال العنف الإلكتروني (التعرض للابتزاز والتهديد والتحرش والشتم والإهانة عبر مواقع التواصل الاجتماعي) من قبل آخرين، عبر استخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي بواقع 8 في المائة للذكور مقارنة بـ10 في المائة للإناث. أما خُمس الأطفال فقد اشتركوا في الألعاب الرياضية الداخلية والخارجية ونحو 3 في المائة فقط منهم قاموا بنشاط القراءة.
وأظهرت البيانات الأولية لمسح التعليم للعام الدراسي 2019-2020. أن عدد طلبة المدارس في فلسطين بلغ حوالي 1.313 مليون طالب وطالبة، وبلغ معدل التسرب في العام الدراسي 2017-2018 حوالي 1.0 في المائة بين الذكور مقابل 0.6 في المائة بين الإناث، كما أظهرت البيانات ربع الأطفال في الفئة العمرية (12 - 17 سنة) تعرضوا للعنف في المدارس.
ويقول التقرير إنه يوجد ثبات في نسب عمالة الأطفال مقارنة مع السنوات السابقة، وأشارت بيانات مسح القوى العاملة 2019، أن نسبة الأطفال العاملين (سواء بأجر أو من دون أجر) في فلسطين قد بلغ نحو 3 في المائة من إجمالي عدد الأطفال في الفئة العمرية (10 - 17 سنة)، بواقع 4 في المائة في الضفة الغربية و1 في المائة في قطاع غزة.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.