جنوب السودان يعلن عن أول حالة إصابة بـ«كوفيد - 19»

أعمال التطهير في جوبا (رويترز)
أعمال التطهير في جوبا (رويترز)
TT

جنوب السودان يعلن عن أول حالة إصابة بـ«كوفيد - 19»

أعمال التطهير في جوبا (رويترز)
أعمال التطهير في جوبا (رويترز)

أعلن جنوب السودان عن أول حالة إصابة بمرض فيروس «كورونا المستجد»، وأكد نائب رئيس اللجنة العليا لمكافحة الفيروس النائب الأول للرئيس الدكتور رياك مشار، أن الحالة المكتشفة تعود إلى موظفة في الأمم المتحدة تبلغ من العمر 29 عاماً، وقد وصلت إلى جوبا قادمة من هولندا الشهر الماضي، وأوضح أنها في العزل وحالتها الصحية جيدة.
وقال مشار في بيان صحافي تلاه للصحافيين في جوبا، إن المصابة قدمت من هولندا عبر أديس أبابا في 28 فبراير (شباط) الماضي. وأضاف أن الحالة تم اكتشافها أمس، بعد أن تم إجراء فحوصات معملية لها وكانت إيجابية، وأكدت أنها أصيبت بفيروس كورونا المستجد، منوهاً بأن حالة الاشتباه ظهرت في عيادة الأمم المتحدة في جوبا الخميس الماضي بأعراض الحمى والسعال والصداع وضيق في التنفس، وقال: «أرسلت وزارة الصحة فريقاً إلى عيادة الأمم المتحدة وأخذ عينات في اليوم نفسه، وأكدت الفحوصات أنها إيجابية وأصيبت بالفيروس»، وأضاف: «ليس لديها سجل تاريخي بأمراض أخرى»، مشيراً إلى أنها وضعت في العزل وحالتها الصحية جيدة.
وأوضح أن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية تعمل في تقصٍّ كامل، بما في ذلك تحديد ومتابعة جميع جهات الاتصال الممكنة والخطوة التالية، مجدداً مناشدته المواطنين بالهدوء.
وكانت اللجنة العليا لمكافحة الفيروس في جنوب السودان قد نفت الأربعاء الماضي وجود أي حالة إصابة في البلاد، وأكدت أن اللجنة وفروعها المنتشرة في البلاد لم يصل إليها أي بلاغ عن وجود حالات، بيد أنها قالت إنها أجرت فحوصات على 18 شخصاً في أوقات متفاوتة وكانت النتائج سلبية، ودعت المواطنين إلى تجاهل الإشاعات.
ولم تسجل أي حالة إصابة بالفيروس في جنوب السودان منذ انتشاره على نطاق واسع في العالم حتى إعلان الحالة الأولى، وتتخوف منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة من تفشي فيروس كورونا في دولة جنوب السودان، خصوصاً أن دولاً مجاورة لها اكتشفت فيها حالات إصابة بالفيروس مثل كينيا والسودان وإثيوبيا والكونغو الديمقراطية وأوغندا.
وظل جنوب السودان في حالة حرب أهلية استمرت لأكثر من 5 سنوات بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير الذي ينتمي إلى قبيلة «الدينكا» ونائبه الأول الحالي رياك مشار، وهو من قبيلة «النوير»، ورغم توقيعهما اتفاق سلام في عام 2018 تأخر تنفيذه لعامين، فإن هذه الدولة تعاني من وضع هش في البنيات التحتية التي دمرتها الحرب إلى جانب التدهور الاقتصادي، وما زال هناك عشرات الآلاف من النازحين في مخيمات تابعة للأمم المتحدة في جوبا وعدد من المدن الكبرى، إلى جانب أكثر من مليوني لاجئ في دول الجوار. وتتخوف المنظمات الدولية من عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية قبل تهيئة الأوضاع، وتوفير المياه الصحية والصرف الصحي، والسكن الملائم.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
TT

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)

نجح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في خلق بيئة مواتية لانتشار أسلحة نووية جديدة في أوروبا وحول العالم، عبر جعل التهديد النووي أمراً عادياً، وإعلانه اعتزام تحويل القنبلة النووية إلى سلاح قابل للاستخدام، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

في عام 2009، حصل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على «جائزة نوبل للسلام»، ويرجع ذلك جزئياً إلى دعوته إلى ظهور «عالم خالٍ من الأسلحة النووية». وفي ذلك الوقت، بدت آمال الرئيس الأميركي الأسبق وهمية، في حين كانت قوى أخرى تستثمر في السباق نحو الذرة.

وهذا من دون شك أحد أخطر آثار الحرب في أوكرانيا على النظام الاستراتيجي الدولي. فعبر التهديد والتلويح المنتظم بالسلاح الذري، ساهم فلاديمير بوتين، إلى حد كبير، في اختفاء المحرمات النووية. وعبر استغلال الخوف من التصعيد النووي، تمكن الكرملين من الحد من الدعم العسكري الذي تقدمه الدول الغربية لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ومن مَنْع مشاركة الدول الغربية بشكل مباشر في الصراع، وتخويف جزء من سكان هذه الدول، الذين تغلّب عليهم «الإرهاق والإغراءات بالتخلي (عن أوكرانيا) باسم الأمن الزائف».

بدأ استخفاف الكرملين بالأسلحة النووية في عام 2014، عندما استخدم التهديد بالنيران الذرية للدفاع عن ضم شبه جزيرة القرم من طرف واحد إلى روسيا. ومنذ ذلك الحين، لُوّح باستخدام السلاح النووي في كل مرة شعرت فيها روسيا بصعوبة في الميدان، أو أرادت دفع الغرب إلى التراجع؛ ففي 27 فبراير 2022 على سبيل المثال، وُضع الجهاز النووي الروسي في حالة تأهب. وفي أبريل (نيسان) من العام نفسه، استخدمت روسيا التهديد النووي لمحاولة منع السويد وفنلندا من الانضمام إلى «حلف شمال الأطلسي (ناتو)». في مارس (آذار) 2023، نشرت روسيا صواريخ نووية تكتيكية في بيلاروسيا. في فبراير 2024، لجأت روسيا إلى التهديد النووي لجعل النشر المحتمل لقوات الـ«ناتو» في أوكرانيا مستحيلاً. وفي الآونة الأخيرة، وفي سياق المفاوضات المحتملة مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، جلبت روسيا مرة أخرى الخطاب النووي إلى الحرب، من خلال إطلاق صاروخ باليستي متوسط ​​المدى على أوكرانيا. كما أنها وسعت البنود التي يمكن أن تبرر استخدام الأسلحة الذرية، عبر مراجعة روسيا عقيدتها النووية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع قيادة وزارة الدفاع وممثلي صناعة الدفاع في موسكو يوم 22 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

التصعيد اللفظي

تأتي التهديدات النووية التي أطلقتها السلطات الروسية في الأساس ضمن الابتزاز السياسي، وفق «لوفيغارو». ولن تكون لدى فلاديمير بوتين مصلحة في اتخاذ إجراء عبر تنفيذ هجوم نووي تكتيكي، وهو ما يعني نهاية نظامه. فالتصعيد اللفظي من جانب القادة الروس ورجال الدعاية لم تصاحبه قط تحركات مشبوهة للأسلحة النووية على الأرض. ولم يتغير الوضع النووي الروسي، الذي تراقبه الأجهزة الغربية من كثب. وتستمر الصين أيضاً في لعب دور معتدل، حيث تحذّر موسكو بانتظام من أن الطاقة النووية تشكل خطاً أحمر مطلقاً بالنسبة إليها.

إن التهوين من الخطاب الروسي غير المقيد بشكل متنامٍ بشأن استخدام الأسلحة النووية ومن التهديد المتكرر، قد أدى إلى انعكاسات دولية كبيرة؛ فقد غير هذا الخطاب بالفعل البيئة الاستراتيجية الدولية. ومن الممكن أن تحاول قوى أخرى غير روسيا تقليد تصرفات روسيا في أوكرانيا، من أجل تغيير وضع سياسي أو إقليمي راهن محمي نووياً، أو إنهاء صراع في ظل ظروف مواتية لدولة تمتلك السلاح النووي وتهدد باستخدامه، أو إذا أرادت دولة نووية فرض معادلات جديدة.

يقول ضابط فرنسي: «لولا الأسلحة النووية، لكان (حلف شمال الأطلسي) قد طرد روسيا بالفعل من أوكرانيا. لقد فهم الجميع ذلك في جميع أنحاء العالم».

من الجانب الروسي، يعتبر الكرملين أن الحرب في أوكرانيا جاء نتيجة عدم الاكتراث لمخاوف الأمن القومي الروسي إذ لم يتم إعطاء روسيا ضمانات بحياد أوكرانيا ولم يتعهّد الغرب بعدم ضم كييف إلى حلف الناتو.

وترى روسيا كذلك أن حلف الناتو يتعمّد استفزاز روسيا في محيطها المباشر، أكان في أوكرانيا أو في بولندا مثلا حيث افتتحت الولايات المتحدة مؤخرا قاعدة عسكرية جديدة لها هناك. وقد اعتبرت موسكو أن افتتاح القاعدة الأميركية في شمال بولندا سيزيد المستوى العام للخطر النووي.