زيارات افتراضية لمعالم أثرية إسلامية وقبطية ويهودية بمصر

مبادرة لوزارة السياحة والآثار لتشجيع المواطنين على البقاء في المنزل

جانب من «الدير الأحمر» الأثري بسوهاج (وزارة السياحة والآثار المصرية)
جانب من «الدير الأحمر» الأثري بسوهاج (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

زيارات افتراضية لمعالم أثرية إسلامية وقبطية ويهودية بمصر

جانب من «الدير الأحمر» الأثري بسوهاج (وزارة السياحة والآثار المصرية)
جانب من «الدير الأحمر» الأثري بسوهاج (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ضمن خطتها لمواجهة العزلة التي فرضها فيروس «كورونا» بقطاع السياحة والآثار أخيراً، وتشجيعاً للمواطنين على البقاء في بيوتهم تنفيذاً لتوجيهات الحكومة، تواصل وزارة السياحة والآثار المصرية مبادرتها لزيارة المعالم الأثرية «أونلاين»، تحت شعار «خليك بالبيت»، اليوم (الأحد)، على صفحاتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، وموقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، عبر زيارة افتراضية جديدة لـ«الدير الأحمر» الأثري القبطي، بمحافظة سوهاج (صعيد مصر). كما تتيح غداً زيارة جامع ومدرسة السلطان برقوق، بشارع المعز بالقاهرة الفاطمية. ويوم الثلاثاء، ستقدم زيارة افتراضية لمعبد «بن عذرا» اليهودي بمنطقة «مصر القديمة».
ويقع «الدير الأحمر» على بعد 21 كيلومتراً غرب سوهاج، ويعد من أهم الأديرة التي شيدت في العصور المسيحية المبكرة، إذ أنشأه الأنبا بشاي في أوائل القرن الرابع الميلادي، وقد استخدم الطوب الأحمر مادة أساسية في تشييده، لذا سمي بالدير الأحمر. كما استخدم في بنائه أيضاً حجر الجير الأبيض وبعض الأعمدة من الجرانيت الوردي والأسود.
وتعرض الدير للحريق مرتين: الأولى في أثناء حكم الرومان، والثانية بفعل البربر، ولم يتبقَ منه سوى الكنيسة والحصن الذي يقع بالجهة الجنوبية من الكنيسة. كما يوجد بقايا أجزاء معمارية إلى الشمال من الكنسية، يعتقد أنها أجزاء من مدينة صناعية.
ووفق البيان الصادر من وزارة السياحة والآثار، اليوم، فإن «الكنيسة الرئيسية بالدير عبارة عن مساحة مستطيلة مقسمة إلى صحن يتكون من 3 أجنحة. كما يوجد في الركن الجنوبي الغربي كنيسة ملحقة، تعرف باسم السيدة العذراء. ويرجح بناء الحصن في عصر الإمبراطورة هيلانة، وهو عبارة عن مبنى مربع تقريباً، يحتوي على مجموعة من الوحدات التي تمكن الرهبان من العيش لفترة طويلة، لوجود كنيسة وقلالي ومخازن ومصادر مياه بداخله».
وتطلق «السياحة والآثار»، في السابعة من مساء كل يوم، زيارة افتراضية جديدة، ثلاثية الأبعاد، تتيح للزائر التعرف على كل جوانب المباني والمقابر الأثرية عن قرب، بجودة عالية جداً، وذلك بالتعاون مع مؤسسات علمية وأثرية، دولية ومحلية، وذلك بعد إغلاق السلطات المصرية لجميع المتاحف والمواقع الأثرية، الشهر الماضي، في جميع أنحاء البلاد، بعد انتشار فيروس «كورونا»، وتوقف حركة السياحة الوافدة والرحلات الجوية بين مصر وعدد كبير من دول العالم.
ويتوقع خبراء آثار أن تساهم المبادرة الجديدة في الترويج للمعالم السياحية المصرية بعد انتهاء أزمة «كورونا».
وبدأت وزارة السياحة والآثار مبادرتها، قبل يومين، بمقبرة مننا (TT69) بالأقصر (جنوب مصر)، التي تعد من أكثر المقابر التي كان يقبل على زيارتها السائحين. وتتمتع المقبرة بأسلوب معماري مميز، بجانب كونها مقبرة أحد كبار رجال الدولة في «الدولة الحديثة»، إذ تتكون من مدخل يوصل إلى صالة عرضية تؤدي إلى صالة طويلة تنتهي بفجوة تمثال «مننا»، كاتب الحقول الملكية في عهد «تحتمس الرابع»، وتتيح العلامات الإرشادية بالزيارة الافتراضية للمقبرة الاطلاع على كل تفاصيلها ومداخلها ومخارجها.


مقالات ذات صلة

الوجبة الأخيرة القاتلة: أسرار حياة ونفوق تمساح مصري محنّط

يوميات الشرق المومياء تعود إلى فترة تتراوح بين 2000 و3000 سنة حينما كان تحنيط الحيوانات في مصر القديمة في ذروته (جامعة مانشستر)

الوجبة الأخيرة القاتلة: أسرار حياة ونفوق تمساح مصري محنّط

كشف الباحثون، أخيراً، رؤى جديدة ومثيرة حول حياة ونفوق تمساح مصري قديم محنّط، مسلطين الضوء على وجبته الأخيرة وتفاصيل أخرى مذهلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا إحدى القطع الأثرية التي عرضت بمزادات خارجية (الدكتور عبد الرحيم ريحان)

مصر: تحرك برلماني لمواجهة بيع الآثار «أونلاين»

عادت قضية الاتجار في الآثار المصرية إلى الواجهة من جديد، بعد تحرك برلماني لمواجهة بيع الآثار «أونلاين» عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

محمد الكفراوي (القاهرة )
سفر وسياحة تلسكوب برج القاهرة يمنحك رؤية بانورامية للقاهرة (الهيئة العامة للاستعلامات)

من أعلى نقطة... إطلالات بانورامية على القاهرة

تتمتع القاهرة بمزيج فريد من التاريخ العريق والحياة العصرية النابضة، ما يجذب إليها ملايين الزوار من حول العالم، الذين يبحثون ويفتشون عن سحرها كل من منظوره الخاص.

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق يقول أحد العلماء إنه حل لغز «لعنة توت عنخ آمون» بعد أكثر من 100 عام (رويترز)

بعد 100 عام... دراسة تقدم تفسيراً لـ«لعنة مقبرة توت عنخ آمون»

مستويات الإشعاع السامة المنبعثة من اليورانيوم والنفايات السامة ظلت موجودة داخل المقبرة منذ أن تم إغلاقها قبل أكثر من 3000 عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق أيقونات البشارة في متحف شرم الشيخ بمصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض مصري للأيقونات القبطية يوثّق أحداث «عيد البشارة»

بجوار الركن البيزنطي في قاعة الحضارات بمتحف شرم الشيخ (شرق مصر)، نظمت إدارة المتحف معرضاً للأيقونات القبطية.

محمد الكفراوي (القاهرة)

نداء أخير للبريطانيين لإحصاء عدد الفراشات مع أزمة المناخ

فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
TT

نداء أخير للبريطانيين لإحصاء عدد الفراشات مع أزمة المناخ

فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)

لم يتبق سوى أسبوع واحد فقط على نهاية موسم إحصاء عدد الفراشات، إذ يحذر الخبراء من أنها باتت تهاجر شمالاً بشكل أكبر بسبب تغير المناخ. ويعد موسم إحصاء تعداد الفراشات الكبير حدثاً سنوياً تقوده مؤسسة «الحفاظ على الفراشات» الخيرية للحياة البرية. ولا يتبقى أمام المشاركين سوى أسبوع واحد فقط للمشاركة، حيث ينتهي موسم الرصد في 4 أغسطس (آب).

وتطلب الفعالية من المشاركين قضاء 15 دقيقة في منطقة مشمسة، وتسجيل أعداد وأنواع الفراشات التي يرونها، إذ حدد الباحثون تغييرات في طريقة هجرتها عبر البلاد.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور دان هوير من مؤسسة «الحفاظ على الفراشات» في تصريح لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية: «الفراشات حساسة جداً فهي تحب الحرارة».

وأضاف هوير: «تحتاج يرقات هذه الفراشات إلى نباتات غذائية معينة لتتغذى عليها، كما تحتاج أيضاً إلى درجات حرارة مناسبة لإكمال دورة حياتها، ومن المؤكد أن الاتجاهات تتغير مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، إذ تصبح المزيد من الأماكن مناسبة لبعض أنواع الفراشات بشكل أكبر كلما اتجهت شمالاً مقارنة بحياتها السابقة».

وتابع: «ولذا؛ فإن أنواع مثل الفراشة الزرقاء المقدسة، وتلك التي تشبه علامة الفاصلة، وفراشة الطاووس، أصبح رصدها في أسكتلندا أسهل بكثير الآن مما كانت عليه في السابق».

وقد تراجعت أعداد نحو 80 في المائة من أنواع الفراشات الموجودة في المملكة المتحدة منذ سبعينات القرن الماضي، وأوضح الدكتور هوير: «هذا يخبرنا شيئاً عما يحدث في البيئة».

وذكر: «يتعلق الأمر بتغير المناخ، وبفقدان الموائل بسبب التنمية واستخدام المبيدات الحشرية، ولكن إذا حصلنا على هذه الإحصاءات، فإن ذلك يساعدنا أيضاً في معرفة كيفية إصلاح هذا الخلل ومعرفة سبل تحقيق التعافي للطبيعة للوصول لمستقبل أكثر إشراقاً».

يذكر أنه في العام الماضي تم إجراء أكثر من 135 عملية إحصاء أعداد في جميع أنحاء المملكة المتحدة، إذ أمضى المتطوعون ما يقرب من 4 أعوام في الرصد.

وأفاد روبرت ونيل بأنهما شاركا من قبل في إحصاء أعداد الفراشات عدة مرات، لكن هذا الموسم كان أقل نجاحاً من المواسم الأخرى.