مصر ترجئ افتتاح «مشروعات كبرى» وتحقق في إصابة طاقم طبي بـ«كورونا»

إفراغ مساعدات طبية مصرية لإيطاليا في مطار قرب روما أمس (إ.ب.ا)
إفراغ مساعدات طبية مصرية لإيطاليا في مطار قرب روما أمس (إ.ب.ا)
TT

مصر ترجئ افتتاح «مشروعات كبرى» وتحقق في إصابة طاقم طبي بـ«كورونا»

إفراغ مساعدات طبية مصرية لإيطاليا في مطار قرب روما أمس (إ.ب.ا)
إفراغ مساعدات طبية مصرية لإيطاليا في مطار قرب روما أمس (إ.ب.ا)

بعد يوم من تجاوز مصر لحاجز مائة إصابة يومياً للمرة الأولى منذ رصد «كورونا» المستجد في البلاد الشهر الماضي، أرجأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، افتتاح عدد من «المشروعات الكبرى» ومنها «العاصمة الإدارية الجديدة» والتي كان مقرراً أن تنقل لها مقار الحكم منتصف العام الحالي.
وساد قلق واسع بين المصريين، مساء أول من أمس، بعد الإعلان رسمياً عن تسجيل 120 إصابة جديدة، ما عد مؤشراً تصاعدياً في الإصابات بعد فترة من ثبات المعدل ما بين 30 إلى 60 إصابة في المتوسط.
وحذر مسؤولون رسميون في القطاع الطبي المصري، خلال الأيام الماضية، من «ذروة الانتشار» للعدوى خلال الأسبوع الحالي.
والتقى السيسي، أمس، مع مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وعاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق، واللواء أمير سيد أحمد مستشار الرئيس للتخطيط العمراني.
وأفاد بيان رئاسي، أمس، بأن «السيسي وجّه بتأجيل فعاليات وافتتاح المشروعات القومية الكبرى التي كان من المفترض القيام بها خلال العام الحالي 2020 إلى العام المقبل 2021، بما في ذلك الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك افتتاح المتحف المصري الكبير، ومتحف الحضارة المصرية، وذلك نظراً لظروف وتداعيات عملية مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد سواء على المستوى الوطني أو العالمي».
وكان من المنتظر أن تنظم مصر افتتاحاً كبيراً لمتحفها الكبير، بنهاية الربع الأخير من العام الحالي، وتولت لجنة برئاسة رئيس الوزراء المصري، وضع خطة الافتتاح، وهو ما سيتم تأجليه وفق التوجيه الرئاسي الأخير، الذي سيطال كذلك خططا حكومية متسارعة لنقل الوزارات والموظفين للعاصمة الجديدة والذي كان سيحدث بحلول في يونيو (حزيران) المقبل.
وشدد الرئيس المصري على «تطبيق أعلى درجات الوقائية وتوفير مقتضيات الأمان والرعاية الصحية للعاملين بمواقع المشروعات والحفاظ على سلامتهم، والوقوف على الاحتياجات الصحية الميدانية المطلوبة لهم».
وبعد يوم من اتصال هاتفي للسيسي، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، أعلنت القاهرة، أمس، عن إرسال طائرتين عسكريتين محملتين بمساعدات طبية وبدل وقاية طبية ومستلزمات للتعقيم، وكان على رأس الوفد، وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، ووفد من القوات المسلحة المصرية.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن المساعدات تأتي «في إطار العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع بين الدولتين الصديقتين، وهو ما سيساهم في تخفيف العبء عن دولة إيطاليا في محنتها الحالية خاصة في ظل النقص الحاد لديها في الأدوية والمستلزمات الطبية وأدوات الوقاية والحماية، خاصة مع سرعة انتشار فيروس كورونا وارتفاع معدل الإصابات والوفيات».
في غضون ذلك، أعلنت جامعة القاهرة فتح تحقيق في إصابة 17 شخصاً من الأطباء وفريق التمريض بالمعهد القومي للأورام (التابع للجامعة) بفيروس كورونا المستجد، للوقوف على «أسباب التقصير إن وجدت، ومعاقبة المتسببين والاطلاع على جميع التفاصيل حول الأزمة».
وصدم الإعلان عن إصابة فريق طبي بمعهد الأورام (التابع للحكومة) الذي يقدم العلاج منخفض التكلفة لمرضى السرطان، قطاعاً واسعاً من المصريين، خصوصاً بعد تبين أن الإصابات طالت عدداً كبيراً من فريقه، فيما لم يتضح بعد بشكل رسمي ما إذا كانت العدوى انتقلت للمرضى المترددين، أو زملاء آخرين للمصابين.
وقررت إدارة الجامعة إغلاق المعهد ليوم واحد أمام المرضى، على أن يقتصر استقبال العيادات الخارجية خلال الفترة المقبلة على الحالات العاجلة والطارئة فقط.
وسجلت مصر حتى مساء أول من أمس، بشكل إجمالي 985 إصابة بالفيروس، و216 حالة تعافٍ، و66 وفاة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».