تركيا ترفض مقترحاً يونانياً يربط المساعدات الأوروبية بحجم تدفق المهاجرين

TT

تركيا ترفض مقترحاً يونانياً يربط المساعدات الأوروبية بحجم تدفق المهاجرين

اشتعل التوتر مجدداً بين أنقرة وأثينا، على خلفية مقترح قدمته اليونان إلى كل من ألمانيا وفرنسا لتوقيع اتفاق جديد للهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، يربط بين الدعم المالي والمساعدات المقدمة من الاتحاد وحجم تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء على أوروبا. ونددت تركيا بالمقترح اليوناني الذي جاء في رسالة بعث بها رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إلى الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، دعا فيها إلى توقيع اتفاق جديد للهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، بدلاً عن الاتفاق الموقع في 18 مارس (آذار) 2016، بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، حول الهجرة وإعادة قبول اللاجئين.
وندد المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أكصوي، في بيان، بالمقترح اليوناني، وقال إن «رئيس الوزراء اليوناني بعث إلى الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية رسالة تتعلق ببلادنا، واقترح فيها أن يكون الدعم المقدم لتركيا متناسباً مع حجم نقصان تدفق طالبي اللجوء إلى أوروبا». وأضاف أنه «في الوقت الذي لا تزال فيه المعاملة اللاإنسانية المعيبة التي تعرض لها طالبو اللجوء الذين وصلوا أبواب اليونان ماثلة في الأذهان، فإن مقترح أثينا عن الدعم المالي بحسب عدد اللاجئين هو نتاج مفهوم معوج غير أخلاقي للغاية».
وتابع أن تركيا أنفقت حتى اليوم 40 مليار دولار على 4 ملايين لاجئ استضافتهم لأسباب إنسانية بحتة، وأن الاتحاد الأوروبي أرسل إلى السوريين في تركيا 2.7 مليار يورو فقط، من أصل 6 مليارات يورو تعهد بها لتركيا لإنفاقها على السوريين في أراضيها، بموجب اتفاقية 2016.
ولفت إلى أنه بالمقابل، قدم الاتحاد الأوروبي إلى اليونان 3 مليارات يورو لرعاية 100 ألف طالب لجوء على أراضيها، مضيفاً: «العرض التركي ما زال سارياً... يمكن لليونان أن تستقبل طالبي اللجوء الموجودين في بلادنا، ويمكن للاتحاد الأوروبي أن يقدم دعمه المالي لليونان لرعاية طالبي اللجوء، ونحن بدورنا مستعدون لتقديم الدعم المالي لليونان أيضاً، انطلاقاً من مبدأ حسن الجوار».
وأكد ميتسوتاكيس أهمية التعاون مع تركيا في منع تدفق طالبي اللجوء، داعياً إلى توقيع اتفاق جديد معها، يتضمن آلية تمويل جديدة، لافتاً إلى أن تركيا لديها القدرة على التحكم في تدفق طالبي اللجوء، وأنها تستخدمهم ورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي.
واتفقت تركيا والاتحاد الأوروبي، في 10 مارس (آذار) الماضي، على مراجعة اتفاقية عام 2016، بشأن الهجرة، عقب لقاء جمع الرئيس رجب طيب إردوغان مع مسؤولين أوروبيين في أنقرة.
والأسبوع الماضي، أكد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، بيتر ستانو، استمرار المباحثات مع الجانب التركي حول «استكمال نواقص اتفاقية 18 مارس (آذار) 2016 بشأن المهاجرين غير الشرعيين»، وأن المباحثات والتقييمات بشأن الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي حول الهجرة لا تزال مستمرة. وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قد قالت، عقب الاجتماع الذي عقد في أنقرة في مارس (آذار) الماضي، إن اتفاقية الهجرة لا تزال سارية، وإنهم بحثوا كيفية استكمال النواقص المتعلقة بها، لافتة إلى وجود بعض الخلافات بين الطرفين، وأنه سيتم إعادة النظر في الاتفاقية بأكملها.
وقال الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن التقييم سيشمل موضوعات تحرير تأشيرة «شنغن» للمواطنين الأتراك، وتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي الموقعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي عام 1995، مؤكداً أن استمرار التعاون سيكون في مصلحة الطرفين.
وعبر بوريل عن قناعته بأن العلاقات الأوروبية - التركية لا تقف عند حدود ملف الهجرة والمساعدات المالية، ولكن هناك أوجهاً أخرى، لذا يتعين الحوار بصراحة لإيجاد حلول للمشكلات المشتركة.
وأشار بوريل، في تصريحات، أول من أمس، إلى أن العمل لا يزال جارياً بين الطرفين لإجراء مسح شامل لعلاقاتهما، مضيفاً: «لكنّ الوقت لا يزال مبكراً على الحديث عن نتائج الحوار الأوروبي - التركي».
وكنوع من الضغط على الاتحاد الأوروبي، فتحت تركيا، في 27 فبراير (شباط) الماضي، حدودها أمام المهاجرين والراغبين في التوجه إلى أوروبا طلباً للجوء، وتكدس الآلاف على حدود اليونان، قبل أن تضطر تركيا لإعادة أكثر من 5 آلاف منهم بسبب تفشي فيروس «كورونا».
واتهم وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، تركيا باستغلال يأس المهاجرين لأغراض سياسية. كما طالب باستمرار وجود بعثة المهاجرين التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في بحر إيجة، قائلاً: «لا شك أن تدفقات المهاجرين هذه كانت مدبرة بالكامل ومعززة من قبل الجانب التركي».


مقالات ذات صلة

بريطانيا تخطط لحظر التأشيرات على 3 دول

أوروبا وزيرة الداخلية البريطانية شعبانة محمود في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية يوم أمس الأحد (ا.ف.ب)

بريطانيا تخطط لحظر التأشيرات على 3 دول

ستمنع وزيرة الداخلية البريطانية شعبانة محمود، ثلاث دول من الحصول على تأشيرات دخول المملكة المتحدة إذا فشلت في استعادة المهاجرين غير الشرعيين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا مهاجرون يحاولون الانضمام لركاب مركب مطاطي في دنكيرك باتجاه بريطانيا 26 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

بريطانيا تُعلن عن تغييرات جوهرية في نظام اللجوء

أعلنت وزارة الداخلية البريطانية عن أكبر إصلاح شامل للسياسة المتبعة مع طالبي اللجوء في العصر الحديث، موضحة أنها ستجعل وضع اللاجئ مؤقتاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا جانب من إنقاذ مهاجرين غير نظاميين بعد غرق قارب كان يقلهم قرب ساحل الخُمس (جمعية الهلال الأحمر)

شواطئ ليبيا تجتذب مزيداً من الحالمين بـ«الفردوس الأوروبي» رغم المحاذير

أمام تكرار حوادث غرق المهاجرين غير النظاميين في المتوسط قبالة السواحل الليبية، أعربت المنظمة الدولية للهجرة عن بالغ حزنها لوقوع خسائر في الأرواح.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا وزير الداخلية الفرنسي لوران نونييز (حسابه بوسائل التواصل الاجتماعي)

وزير داخلية فرنسا يدعم قانون تمديد احتجاز «المهاجرين الخطرين»

يهدف إلى تمديد فترة احتجاز المهاجرين المدانين في جرائم خطيرة أو أولئك الذين يشكلون تهديداً للنظام العام، الصادرة بحقهم قرارات بالترحيل.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ متظاهرون في مدينة شارلوت ضد نشر أفراد حرس الحدود ودائرة الهجرة والجمارك (أ.ف.ب)

بدء تنفيذ مداهمات ضد المهاجرين غير الشرعيين في شارلوت الأميركية

أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية أن السلطات الاتحادية نفَّذت مداهمات، أمس (السبت)، في مدينة شارلوت، المركز المالي الرئيسي بولاية كارولاينا الشمالية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«غرينبيس» تندد باستئناف فرنسا تصدير شحنات يورانيوم إلى روسيا

صورة عامة للعاصمة باريس (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة باريس (أرشيفية - رويترز)
TT

«غرينبيس» تندد باستئناف فرنسا تصدير شحنات يورانيوم إلى روسيا

صورة عامة للعاصمة باريس (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة باريس (أرشيفية - رويترز)

ندّدت «غرينبيس»، اليوم (الأحد)، في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بـ«تكثّف» المبادلات النووية بين فرنسا وروسيا في خضمّ الحرب في أوكرانيا، بعدما رصدت أمس في دنكيرك حمولة من اليورانيوم المستردّ من إعادة المعالجة النووية موجّهة إلى روسيا.

ووثّق الفرع الفرنسي من المنظمة، أمس، في دنكيرك تحميل عشرات الحاويات المزوّدة بلواصق للمواد الإشعاعية على متن سفينة الشحن ميخائيل دودان.

وأفادت المنظمة غير الحكومية بأن هذه السفينة التي ترفع علم بنما غالباً ما تقصد دنكيرك مزوّدة بيورانيوم مخصّب أو يوارنيوم طبيعي محمّل من سانت بطرسبرغ. لكنها المرّة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات التي ترصد فيها «غرينبيس» صادرات يورانيوم مستردّ من إعادة المعالجة النووية إلى روسيا.

وقالت بولين بواييه المكلّفة بالحملة النووية في «غرينبيس فرنسا»، في تصريحات للوكالة، إن الأمر «ليس غير قانوني، لكنه غير أخلاقي».

وشدّدت على ضرورة أن «تفسخ فرنسا عقودها مع (روساتوم)، وهي مؤسسة تابعة للدولة (الروسية) تحتلّ منذ أكثر من ثلاث سنوات محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية» الأكبر من نوعها في أوروبا «وهي سابقة في تاريخ الحروب».

وفي عام 2018، أبرمت شركة الكهرباء الفرنسية (EDF) عقداً بقيمة 600 مليون يورو مع «تينيكس» التابعة لـ«روساتوم» بهدف «إعادة تدوير اليورانيوم المستردّ». ولا تخضع هذه العمليات للعقوبات الدولية التي تستهدف روسيا.

وتملك «روساتوم» الموقع الوحيد في العالم حيث يمكن تحويل اليورانيوم المستردّ قبل إعادة التخصيب التي قد تنفّذ في روسيا أو هولندا لتتحوّل المادة إلى يورانيوم مستردّ مخصّب.

ويعاد إرسال ما لا يتخّطى 10 في المائة من اليورانيوم الذي أعيد تخصيبه من روسيا إلى فرنسا حيث يستخدم في محطّة كروياس النووية وهي الوحيدة التي تعمل مع هذا النوع من اليورانيوم، حسب «غرينبيس».

ولم تتلقَّ الوكالة ردوداً على الاستفسارات التي وجّهتها إلى كلّ من وزارة الطاقة الفرنسية وشركة الكهرباء الفرنسية و«أورانو» التي تتعامل بدورها مع «روساتوم».

وأشارت «غرينبيس» إلى أن الحكومة الفرنسية «طلبت من شركة الكهرباء وقف صادرات اليورانيوم المستردّ إلى روسيا في 2022» بعد كشف المنظمة غير الحكومية عن إرسال يورانيوم مستردّ إلى روسيا بعيد غزوها الواسع النطاق لأوكرانيا.

وفي مارس (آذار) 2024، قالت الحكومة الفرنسية إنها تنظر «بجدّية» في فكرة تشييد موقع «في فرنسا» لتحويل اليورانيوم المستردّ وإعادة تخصيبه.


مساعد الرئيس الروسي يُعلن تأجيل قمة بوتين وترمب

ترمب وبوتين يتصافحان خلال لقائهما في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية (رويترز)
ترمب وبوتين يتصافحان خلال لقائهما في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية (رويترز)
TT

مساعد الرئيس الروسي يُعلن تأجيل قمة بوتين وترمب

ترمب وبوتين يتصافحان خلال لقائهما في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية (رويترز)
ترمب وبوتين يتصافحان خلال لقائهما في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية (رويترز)

قال مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، في حديث للصحافي بافيل زاروبين، إنه تم تأجيل القمة الروسية - الأميركية التي كانت مقررة في بودابست.

وقال أوشاكوف، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «تاس» الروسية: «لقد تأجّل اللقاء (بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب) لبعض الوقت، والاتصالات مستمرة في هذا الصدد».

وأكد مساعد الرئيس الروسي أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال القمة الرئاسية في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية تُعدّ وسيلة جيدة لتحقيق تسوية سلمية.

وقال أوشاكوف إننا «نتحدث بشكل استباقي حول التسوية الأوكرانية بناءً على التفاهم الذي تم التوصل إليه في مدينة أنكوريج».

وأضاف أوشاكوف أننا «نعتقد أن هذا هو بالفعل المسار الصحيح لتحقيق تسوية سلمية»، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».

يُذكر أنه في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي صرّح ترمب بعد مكالمة هاتفية مع بوتين، بأنهما اتفقا على الاجتماع في بودابست قريباً، وتم تأجيل القمة لاحقاً.


سيارة سباق تصدم حشداً من المتفرجين في أستراليا... وإصابة 9 أشخاص

موقع الحادث (وسائل إعلام أسترالية - «فيسبوك»)
موقع الحادث (وسائل إعلام أسترالية - «فيسبوك»)
TT

سيارة سباق تصدم حشداً من المتفرجين في أستراليا... وإصابة 9 أشخاص

موقع الحادث (وسائل إعلام أسترالية - «فيسبوك»)
موقع الحادث (وسائل إعلام أسترالية - «فيسبوك»)

أُصيب 9 أشخاص بجروح بعد أن صدمت سيارة حشداً من المتفرجين خلال سباق للسيارات في جنوب شرقي أستراليا، وفق ما أفادت الشرطة.

وكانت السيارة تشارك في سباق، مساء أمس (السبت)، في والتشا، على بُعد نحو 300 كيلومتر شمال سيدني، عندما فقد سائقها السيطرة عليها واخترق سياجاً وصدم حشداً خلفه، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأفادت شرطة نيو ساوث ويلز بأن رجلاً يبلغ 54 عاماً في حالة حرجة، بينما أصيب 3 آخرون بإصابات بليغة. وأضافت الشرطة أن المصابين تتراوح أعمارهم بين 20 و75 عاماً.

وأظهرت لقطات مُصوَّرة، نشرتها وسائل إعلام محلية، السيارة وهي تخترق السياج بسرعة كبيرة وتدهس الحشد خلفه.

وأشارت الشرطة إلى أن السيارة تعرَّضت لـ«حادث صدم على الحلبة» قبل لحظات من اقتحامها السياج.