خمسون فناناً من 10 دول يشاركون في معرض افتراضي يتحدى «اكتئاب كورونا»

يستضيفه موقع إلكتروني تحت عنوان «الفن ينشر الأمل»

عمل للفنان إيهاب لطفي  -  عمل للفنانة أسماء خوري
عمل للفنان إيهاب لطفي - عمل للفنانة أسماء خوري
TT

خمسون فناناً من 10 دول يشاركون في معرض افتراضي يتحدى «اكتئاب كورونا»

عمل للفنان إيهاب لطفي  -  عمل للفنانة أسماء خوري
عمل للفنان إيهاب لطفي - عمل للفنانة أسماء خوري

«بالفن يمكن أن نرى ذلك الشعاع اللامع، الذي يخترق الجانب المعتم والكئيب من الحياة ويضيء ما حولنا»... وفي ظل وباء كورونا المستجد الذي يجتاح العالم، ما أحوجنا إلى هذا الشعاع، لكي يعطي لنا الأمل في الحياة والشفاء والعيش بسلام... بهذا المعنى، وتحت عنوان «الفن ينشر الأمل»؛ تجتمع في الوقت الحالي أعمال 50 فنانا تشكيليا من 10 دول، في معرض افتراضي يستضيفه الموقع الإلكتروني لمنتدى «يورو آراب آرتوداي»، (https://www.euroarabartoday.com/online/)، ذلك المشروع الثقافي العربي - الأوروبي الذي تعتمد فلسفته على إشراك فنانين من مختلف البلدان ومن مختلف الأجيال والمستويات والخبرات، بما يسمح بتبادل الخبرات وتطوير الحوار الثّقافي، وهو ما ينعكس من خلال جنسيات الفنانين المشاركين بالمعرض، الذين ينتمون إلى دول مصر، إيطاليا، صربيا، فرنسا، بلجيكا، الكويت، نيوزيلاندا، الفلبين، قبرص، الولايات المتحدة الأميركية.
عن معرض «الفن ينشر الأمل»، تقول مُنظمته الفنانة المصرية شيرين بدر: «المعرض يعد مبادرة لنشر الأمل والتفاؤل بعد وباء كورونا الذي اجتاح العالم، فكان يجب علينا كفنانين تشكيليين أن نواصل دورنا حتى لو من داخل منازلنا، لنقوم بدورنا في نشر الثقة بأن العالم سيهزم كل الأوبئة، فحين نُبدع نعيد تكوين الأمل من جديد، وهو ما يؤكد إشعاع الفن وسحره وقدرته على التغيير».
اختيار عرض أعمال المعرض «أون لاين» جاء لتوفير فضاء تواصل بين الفنانين لعرض أعمالهم، بما يسمح للجمهور بالتعرف على إبداعاتهم في مجالات التصوير والرسم والطباعة والموزاييك والغرافيك والنحت والتصوير الفوتوغرافي، والتلاقي معهم دون عوائق، وفق ما قالته بدر لـ«الشرق الأوسط».
كما يهدف المعرض، الذي يستمر حتى نهاية شهر أبريل (نيسان) الجاري، إلى توجيه جزء من حصيلة مبيعاته للمساهمة في علاج المصابين بفيروس كورونا في جميع البلاد المشاركة، والتأكيد على تنامي الطاقة الإيجابية لدى الإنسان في مواجهة الأزمات، وتشجيع الجمهور لا سيما الطلاب على توثيق علاقاتهم بالفن والثقافة وزيارة المعرض خاصة في أوقات حظر التجول، وفق بدر.
مفهوم الأمل يمكن أن نراه في أعمال المعرض بأكثر من زاوية؛ فالفنانة الفرنسية لاريسا نوري، ترى أن «اللون هو الأمل والسعادة»، وهي فلسفة تطبقها في أعمالها الفنية وفي حياتها اليومية، واختارت في المعرض أن تنقلها عبر انعكاس جمال الطبيعة غير المترابط، وتفاعل الأضواء والأشكال معه، بما يعبر عن التناغم غير المترابط.
الفن لا ينشر الأمل فقط بل السلام أيضا؛ هي الرؤية التي يحملها الفنان البلجيكي جورج ڤان دايل عبر مشروعه «منحوتات من أجل السلام»، التي يهدف به تعزيز السلام في جميع أنحاء العالم، حيث يقوم بإدخال العديد من التركيبات إلى الحجر بما يخدم رؤيته. التعبير عن استمرار الحياة في الزقاق والحارة والشارع كانت رؤية الفنان المصري محمد الناصر، فعمله يدور بين الوجوه والأماكن لتمنح دور البطولة للمهمّشين في البيئة الشعبية، محافظا على العلاقات التشكيلية في علاقات الكتل بالفراغ والمنظور الخطي واللون باستخدام في الأبيض والأسود وأيضا الألوان الزيتية وكذلك الألوان المائية التي اشتهر بها. فيما يرى الفنان الإيطالي جورجيو بيكيايا، أنه في هذه الفترة الصعبة التي يواجهها العالم بشكل عام ووطنه إيطاليا بشكل خاص، يكون الأمل في اللجوء إلى الطبيعة، بحسب تعليقه على اللوحتين اللتين يشارك بهما في المعرض، الأولى هي زهور زرقاء مع ملصقة ذهبية تمثل معبداً، حيث يعبر عن الطبيعة التي تتطلع إلى الروحانية، واللوحة الثانية عن ثلاثة حيوانات كانت تعيش فيما قبل التاريخ على خلفية حمراء... يقول إنها الطبيعة التي تتقدم بقوة. أما الفنان المصري الدكتور أحمد عبد العزيز، فتندرج أعماله النحتية بالمعرض في الاتجاه التجريدي التي تهتم بفكرة كينونة الإنسان المعاصر، والتأثيرات التي تشكل عقله وتفكيره وخياله بل ووجدانه، مع إيقاع كوني صوفي بكل ما يحتويه من طاقات وتفاعلات وإيقاعات تؤكد قوة التعبير الإنساني وجزالته واحتوائه على القيم الجمالية التي نود أن نعثر عليها.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.