إيران... العد العكسي لتخفيف إجراءات الحكومة لمنع انتشار الفيروس

وزارة الصحة توجه رسالة احتجاج للرئيس الإيراني بعد قرار استئناف الأعمال

رجل يمشي بينما يقوم عناصر من الباسيج برش المعقمات في شارع وسط طهران أمس (رويترز)
رجل يمشي بينما يقوم عناصر من الباسيج برش المعقمات في شارع وسط طهران أمس (رويترز)
TT

إيران... العد العكسي لتخفيف إجراءات الحكومة لمنع انتشار الفيروس

رجل يمشي بينما يقوم عناصر من الباسيج برش المعقمات في شارع وسط طهران أمس (رويترز)
رجل يمشي بينما يقوم عناصر من الباسيج برش المعقمات في شارع وسط طهران أمس (رويترز)

فيما بدأت الحكومة الإيرانية العد العكسي لتخفيف قيودها لمواجهة فيروس كوفيد19. حذرت وزارة الصحة أمس من التسرع في استئناف العمل في الدوائر الحكومية والورش الصناعية، في وقت أصدر الرئيس حسن روحاني تعليمات تجهز مرحلة ما بعد خطة «التباعد الاجتماعي» التي أقرتها الحكومة لاحتواء تفشي وباء كورونا الذي لا يزال يحقق أرقاما كبيرة وفق الإحصائية الرسمية لوزارة الصحة الإيرانية.
ووجه وزير الصحة سعيد نمكي رسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، احتجاجا على قرار «مفاجئ» لوزارة الصناعة والتجارة بإعادة فتح بعض المصانع والقطاعات المهنية واصفا الخطوة بأنها تهديد للصحة العامة والاقتصادية وبمثابة «حرية إطلاق النار» حسب وكالة «تسنيم» شبه الرسمية. وحذر نمكي في رسالة إلى روحاني من أن قرار وزارة الصناعة لاستئناف الأعمال، قائلا «قرار حرية إطلاق النار (أحادي) من جانب أي جهاز حكومي أو غير حكومي سواء ثقافي أو ديني و... لا يحظى بتأييد (وزارة الصحة) ستنال ألسنة نيرانه من النظام الصحي واقتصاد البلد».
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية، أمس، أن 2715 إصابة إضافية بفيروس كورونا المستجد، سجلت خلال 24 ساعة، ما يعني أن الحصيلة الإجمالية للإصابات باتت 53183 حسب الإحصائية الرسمية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور، تسجيل 134 وفاة جديدة ناجمة عن الوباء ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 3294 في أنحاء البلاد، لافتا إلى 4035 مصابا في حالة حرجة حاليا، فيما أشار إلى شفاء 17935 حالة.
في الأثناء، أفادت وكالة «إيسنا» الحكومية أن روحاني أبلغ عبر اتصال هاتفي، سبعة من أعضاء حكومته، من بينهم وزير الصحة إضافة إلى وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي ورئيس البنك المركزي، تعليمات حول مكافحة وإدارة وباء كورونا و«تقييم دقيق لخطة التباعد الاجتماعي».
وأمر روحاني وزير التعليم محسن حاجي ميرزايي ووزير التعليم العالي والأبحاث والتكنولوجيا، منصور غلامي بدراسة دقيقة لوضع خطة إعادة فتح المدارس والجامعات والمراكز التعليمية والسكن الجامعي، وفق البرتوكولات الصحية الصادرة من الحكومة. ووجه روحاني أوامر مماثلة إلى نائبه في الشؤون الإدارية والتوظيف جمشيد أنصاري، كما طلب من وزير النفط بيجن زنغنه توجيه أوامر لـ«توفير الطاقة والأنشطة المؤثرة في مجال إنتاج البتروكيماويات».
وفي نفس السياق، أصدر تعليمات إلى نائب الرئيس في شؤون التخطيط والميزانية محمد رضا نوبات ورئيس البنك المركزي عبد الناصر همتي بمتابعة قرار الحكومة، الأربعاء الماضي، إزاء خصيص عشرة مليارات دولار لتعويض المهن المتضررة جراء وباء كورونا.
وأقرت الحكومة الأسبوع الماضي، خطة «التباعد الاجتماعي» لأسبوع، بعد انتقادات لاذعة حاصرت روحاني بسبب رفضه فرض الحجر الصحي على المدن المتأثرة بالوباء منذ بداية الأزمة. ولكن الخطوة بدت متأخرة لأنها جاءت وسط عطلة النوروز، إذ أكدت السلطات تنقل ثمانية ملايين إيراني في الأسبوع الأول على بداية رأس السنة الإيرانية بين 21 و28 مارس (آذار). ووافق روحاني الأربعاء الماضي على تمديد الخطة لأسبوع إضافي، بعد فرض قيود على حركة الإيرانيين، قبل أن يعلن الخميس، عزم حكومته على اتخاذ القرار النهائي الأحد المقبل حول استئناف العمل في بعض القطاعات.
والثلاثاء وصف روحاني الإحصائيات الإيرانية المتعلقة بمرض كورونا بأنها «مقبولة».
وأشار نمكي في جزء من رسالته للرئيس الإيراني، إلى تصريحات أدلى بها حول خطة «التباعد الاجتماعي»، التي أشار فيها إلى أن الوزارة تخطط لبدء المرحلة الثانية في «التباعد الاجتماعي»، سماها «التباعد الذكي»، موضحا أنها تهدف إلى إعادة نشاط الأعمال والمهن وبعض المراكز العلمية والثقافية والمراكز الدينية.
ونوه نمكي مرة أخرى أمس بأن الوزارة تعمل على تجهيز خطة «التباعد الذكي»، بالتنسيق مع مراكز العمل. وجاءت تصريحات الوزير الأربعاء عن بدء المرحلة الثانية، في وصف روحاني إجراءات حكومته بعد 21 مارس بأنها كانت المرحلة الثانية من خطة «التباعد الاجتماعي».وقال مسؤولون، الشهر الماضي إن الأزمة الاقتصادية والعقوبات الأميركية منعت الحكومة الإيرانية من اتخاذ خطوة بفرض الحجر الصحي وإغلاق المدن. وتقول الحكومة الإيرانية إنها لا تواجه نقصا في السلع الأساسية، كما طمأن روحاني الإيرانيين أول من أمس إزاء توفر العملة للحصول على الأدوية بعدما نفى الأربعاء أن تواجه بلاده نقصا في المعدات الطبية والأدوية. على نقيض توجه الحكومة، انتقد النائب الإصلاحي عن مدينة شيراز، بهرام بارسائي، في تصريحات لوكالة «إيلنا» سوء إدارة فريق روحاني في مواجهة أزمة كورونا، خاصة فيما تعامل السلطات الإيرانية مع مبادرة منظمة أطباء بلا حدود وعدم التدخل في الوقت المناسب لمنع السفر في عطلة رأس السنة ونقص الإمكانيات للكوادر الطبية ما أدى إلى تسجيل خسائر كبيرة بين الأطباء والممرضين وعدم فرض الحجر الصحي على مدينة قم، بؤرة تفشي الوباء.
من جانبه، حذر رئيس لجنة الصحة في البرلمان، علي نوبخت من أن «التهوين» من قضية كورونا سيؤدي إلى خسائر إنسانية واسعة، مطالبا بـ«عدم الإسراع في استئناف الأنشطة الجماعية».
وكرر رئيس لجنة مكافحة كورونا في طهران مرة أخرى تحذيرات للحكومة أمس من أن تراجع عدد المرضى في الأيام الأخيرة لا يعني السيطرة على الوضع، محذرا المسؤولين من أن ارتكاب «أخطاء استراتيجية في اتخاذ القرار» سيؤدي إلى أوضاع مماثلة للحرب، وحض الحكومة على تجنب مثل تلك القرارات.
وعن احتمال تخفيف إجراءات خطة التباعد الاجتماعي، اعتبارا من الأربعاء المقبل، نوه زالي أن أياما عدة مضت على تنفيذ الخطة وأن بلاده لم تواجه بعد تبعات عودة المسافرين خلال عطلة النوروز، مشددا على أن العاصمة طهران «لم تشهد بعد وضعا مستقرا وصامدا على صعيد تفشي الوباء».



تباين إيراني حول تقديرات تأثير غياب الأسد

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
TT

تباين إيراني حول تقديرات تأثير غياب الأسد

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)

تباين مسؤولون وقادة عسكريون إيرانيون حول تقديرات تأثير سقوط نظام بشار الأسد على الجماعات المتحالفة مع طهران في المنطقة.

وقال رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، إنَّ سقوط الأسد «سيتسبب في اختلال في العمق الاستراتيجي للقوى المرتبطة بالجمهورية الإسلامية»، لكنَّه أشار إلى أنَّ «(حزب الله) في لبنان سيتمكّن سريعاً من التكيف مع الظروف الجديدة».

في المقابل، قلَّل قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، مرة أخرى، من تأثير سقوط الأسد على نفوذ إيران الإقليمي خصوصاً صلاتها بجماعات «محور المقاومة». وقال سلامي لمجموعة من قادة قواته: «البعض يّروج لفكرة أنَّ النظام الإيراني قد فقد أذرعه الإقليمية، لكن هذا غير صحيح، النظام لم يفقد أذرعه». وأضاف: «الآن أيضاً، الطرق لدعم (جبهة المقاومة) مفتوحة. الدعم لا يقتصر على سوريا وحدها، وقد تأخذ الأوضاع هناك شكلاً جديداً تدريجياً».