إسرائيل تغلق بلدات يهودية يتفشى فيها «كورونا»

تسجيل إصابات جديدة بالفيروس في مدن فلسطينية

TT

إسرائيل تغلق بلدات يهودية يتفشى فيها «كورونا»

في الوقت الذي يغلق الجيش الإسرائيلي والشرطة مدينة بني براك الدينية وعدداً آخر من البلدات والأحياء الدينية اليهودية، باعتبارها مصدراً أساسياً لنشر فيروس «كورونا»؛ نتيجة لعدم الالتزام بتعليمات وزارة الصحة، توجه رئيس المعارضة، يائير لبيد، بمطلب لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن يقيل وزير الصحة يعقوب ليتسمان؛ لأنه هو نفسه لم يلتزم بتعليمات وزارته وأصيب بالفيروس ونقل العدوى لمسؤولين آخرين.
وقالت مصادر عليا في الحكومة الإسرائيلية، إن الوزير، وهو متدين متزمت، تساهل مع جمهوره وأتاح لهم أداء الصلاة الجماعية طيلة أسابيع ماضية، بل شارك بنفسه في هذه الصلوات. فتحولت مصدراً لنشر الفيروس. وبناءً عليه، قررت وزارة الصحة التركيز على البلدات والأحياء الدينية التي لا تلتزم بالتعليمات، فأغلقتها تماماً وأنزلت قوات الجيش والشرطة لفرض شروط العزل عليها وراحت تفرغ عشرات البيوت من سكانها وتحتجزهم في عزل فندقي تحت إشراف صارم من قوات الأمن.
وتوقعت هذه المصادر، أن تؤدي هذه الإجراءات إلى كشف العدد الحقيقي من المصابين وبدء تخفيف وطأة الفيروس في إسرائيل، علماً بأن إحصاءات الوزارة تشير إلى أن عدد المصابين في إسرائيل ارتفع، أمس (الجمعة)، إلى 7030 حالة، منها 95 حالة صعبة يخضع أصحابها للتنفس الصناعي الكامل، في حين توفي 39 شخصاً.
ونقلت وكالة «رويترز» عن خبراء طبيين قولهم، إن 38 في المائة من سكان بني براك البالغ عددهم 200 ألف نسمة مصابون بـ«كورونا». ويرجع ذلك إلى الكثافة السكانية في المدينة التي يقول مسؤولون إسرائيليون، إنها أعلى بنحو 100 مرة من المتوسط على المستوى الوطني. وكثير من سكانها فقراء وأنصت بعضهم للحاخامات الذين رفضوا تدابير مكافحة الفيروس انطلاقاً من الشعور بعدم الثقة في الدولة، بحسب ما جاء في تقرير لـ«رويترز».
بالمقابل، أعلن الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في رام الله، إبراهيم ملحم، عن تسجيل 10 حالات جديدة بفيروس كورونا في مدن مختلفة في الضفة الغربية. وأشار ملحم إلى أن الإصابات الأخيرة كانت في القدس ورام الله وطولكرم، مضيفاً أن جميع المصابين تم نقلهم لمراكز الحجر الصحي، مشيراً إلى أنه تم إجراء أكثر من 1500 عينة فحص. وأشار ملحم إلى أن أعداد المصابين بـ«كورونا» ارتفع إلى 171 إصابة في فلسطين حتى صباح أمس. وأكد أن جميع المصابين حالتهم مستقرة في مختلف المدن.
في غضون ذلك، كشف مصدر في وزارة الصحة الإسرائيلية، عن أن الأطباء في مستشفى «معياني يهشوعا» في بني براك، باشروا إجراء تجارب في دواء لمعالجة فيروس كورونا. والدواء هو عقار «كولكيتسين»، الذي يستخدم حتى الآن لمعالجة المصابين بحمى النيل الغربي. ويتم تطبيق التجارب على 25 مريضاً بفيروس كورونا في هذا المستشفى، 8 منهم في حالة خطيرة وسيكون هؤلاء أول من يتناول هذا العقار التجريبي الذي يرجح أن يعالج الالتهاب الذي يسببه فيروس كورونا في الرئتين، وهذه أول مرة تتم فيها تجربة هذا العقار في العالم لمعالجة «كورونا».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.