أمينة مجلس المرأة في كردستان: أكثر من 100 إيزيدية أنقذن من قبضة «داعش»

باخشان زنكنه كشفت لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات ترتب لتبني أكثر من 200 طفل مشرد

باخشان زنكنه (تصوير: جيمس حنا)
باخشان زنكنه (تصوير: جيمس حنا)
TT

أمينة مجلس المرأة في كردستان: أكثر من 100 إيزيدية أنقذن من قبضة «داعش»

باخشان زنكنه (تصوير: جيمس حنا)
باخشان زنكنه (تصوير: جيمس حنا)

عدت باخشان زنكنه، الأمينة العامة للمجلس الأعلى لشؤون المرأة في إقليم كردستان، اختطاف واستعباد النساء واتخاذهن سبايا وبيعهن في سوق النخاسة من ممارسات «داعش» اليومية لترهيب الأهالي.
وأضافت زنكنه، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بلندن، أن هذه الممارسات «تزامنت مع سيطرة (داعش) على منطقة سنجار وبعدها سهل نينوى، وهي مناطق تقطنها أكثرية غير مسلمة من الإيزيديين والمسيحيين والشبك والكاكائيين». وتابعت: «لم تقتصر ممارسات (داعش) على اختطاف النساء وتعذيبهن بأبشع الصور، بل اختطفوا أيضا أطفالا وشردوهم».
وقالت زنكنه إنه من الصعب الحصول على أرقام دقيقة لعدد النساء والأطفال المختطفين، خاصة في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة «داعش» فإن التقديرات تشير إلى أن ما لا يقل عن 500 فرد، نساء وأطفالا، نُقلوا في شاحنات إلى سجن بادوش في الموصل، فيما نقل البعض الآخر إلى الرقة في سوريا. وأوضحت أن من ممارسات سياسة الترهيب التي يمارسها «داعش» الضغط على النساء والفتيات المختطفات للتواصل مع أهاليهن وإخبارهم بفظاعة ما يتعرضن له من اغتصاب همجي يتكرر مرات كثيرة يوميا.
وحول التدابير المتخذة لإعادة تأهيل الفتيات والنساء الناجيات من قبضة «داعش»، تقول زنكنه: «تسعى السلطات ومختلف القوى المجتمعية والبيشمركة إلى إنقاذ الرهائن ومساعدة من تمكنّ من الهرب. وشهدنا حالات ناجين وناجيات، تمكّن بعضهم من الإفلات من قبضة مسلحي التنظيم، أو اشترتهم عشائر معينة وأعادتهم إلى مناطقهم». وتتابع: «تجاوز عدد الناجيات المائة وأعيد بعضهن إلى أسرهن، فيما انضم البعض الآخر إلى أفواج النازحين».
وأشارت الأمينة العامة للمجلس الأعلى لشؤون المرأة في كردستان إلى المجهودات التي تبذلها سلطات الإقليم لإنشاء مراكز وبرامج إعادة تأهيل للناجين وأسرهم. في المقابل، لفتت إلى صعوبة تنفيذ هذه البرامج في الوضع الحالي لانتشار النازحين في المخيمات والمدارس والمنشآت الدينية من مساجد وكنائس وغيرها.
وكشفت زنكنه عن أن السلطات تسعى إلى تنظيم برامج لتبني أكثر من 200 طفل في حالة تشرد تامة، وكشفت عن مشاريع مستقبلية للكفالة عن بعد تمكّن أسرا في الخارج من التكفل بالأطفال ماديا.
من ناحية ثانية، أشادت زنكنه بالتقدم الذي أحرزه الإقليم في ما يتعلق بقوانين العنف الأسري وحماية المرأة، وقالت: «عدلنا 25 مادة في قانون الأحوال الشخصية، أهمها تحديد حالات تعدد الزوجات، وحصة الزوجة من الإرث قبل تقسيمه، وتثبيت مفهوم المسؤولية المشتركة في تعريف الزواج». وأضافت: «استفدنا من النموذجين التونسي والمغربي في ما يتعلق بتعريف الزواج وتعدد الزوجات وولاية الأم وغيرها».
أما في ما يتعلق بقانون العنف الأسري، فأكدت زنكنه أن الإقليم سجل تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة، خاصة في سياق الوضع السياسي والأمني اللامستقر الذي تعيشه المنطقة. وتقول: «بازدياد العنف السياسي وتدهور الأوضاع الأمنية، يتفاقم العنف ضد المرأة التي لا تزال تعتبر الحلقة الضعيفة في المجتمع». وتضيف: «لعل أهم إنجاز حققه قانون العنف الأسري، الذي تم إقراره عام 2011، هو تحويل قضية العنف ضد المرأة من الدائرة الأسرية المغلقة إلى قضية مجتمعية. علاوة على ذلك، اتخذ تطبيق القانون أشكالا عدة، منها إقرار مديرية عامة، تابعة لوزارة الداخلية، لمناهضة العنف ضد المرأة تدير مكاتب في 25 منطقة في إقليم كردستان، هذا إلى جانب إقرار برامج خاصة بالمرأة في عدد من الوزارات، أهمها وزارة التربية، والصحة والعمل والشؤون الاجتماعية».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.