سُجّلت 500 وفاة في الساعات الـ24 الماضية في فرنسا، فيما يعتبر الاختصاصيون أن البلاد لم تصل بعد الى مرحلة الذروةّ لجهة أعداد ضحايا «كوفيد ــ 19»، لكنها مع ذلك تخطت أعداد الوفيات التي وقعت حتى اليوم (3523 ضحية) ما تعرفه الصين، مهد الوباء. ورغم أن فرنسا ما زالت بعيدة عما تعيشه إيطاليا وإسبانيا، فإن أرقام وزارة الصحة تثير مزيداً من القلق. فالأشخاص الموجودون في العناية الفائقة يزيد عددهم على 5500 شخص وينضم إليهم يوميا ما بين 400 و500 شخص إضافي أي ما يساوي تقريبا أعداد الوفيات اليومية. وبحسب المدير العام لوزارة الصحة جيروم سالومون، فإن ما تعانيه فرنسا «غير مسبوق في تاريخها الصحي».
وبعد منطقة شرق فرنسا وهي البؤرة الأولى للوباء، يتخوف المسؤولون الصحيون من تفشيه بمعدلات مرتفعة للغاية في منطقة باريس ومحيطها. وشكا اليوم (الأربعاء) فيليب جوفين، رئيس قسم الطوارئ في «مستشفى جورج بومبيدو» الأكبر في المنطقة، من النقص الذي يعانيه المستشفى بما في ذلك الكمامات الطبية والفحوص المختبرية والأدوية والأسرّة. وانتقد بشدة شركات إنتاج الأدوية التي نقلت مصانعها الى الصين «من أجل توفير بعض السنتيمات (القروش) ونحن اليوم ندفع الثمن».
وبدأت الأربعاء المرحلة الثانية من الحجر الصحي التي تمتد حتى 15 أبريل (نيسان) الجاري وسط تشدد رسمي في فرض تدابير حظر الخروج وإنزال غرامات ثقيلة بالمخالفين. وبالنظر الى غياب حركة المسافرين، أُغلق مطار أورلي الواقع جنوب العاصمة الى أجل غير مسمى، وهو مطارها الثاني من حيث الضخامة ولن يبقى مفتوحا ألا أمام الرحلات الرسمية والحالات الطارئة. وقد استقبل العام الماضي 32 مليون مسافر.
وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير إن القوات الأمنية من شرطة ودرك قامت ب 5.8 مليون عملية مراقبة على الطرق منذ بدء العمل بالحظر قبل أسبوعين وفرضت 359 ألف غرامة، مذكّراً بمنع التنقل.
وفي الأيام العشرين الأخيرة غادر العاصمة ومحيطها الى الأرياف والمنتجعات ما لا يقل عن مليون شخص. ورفع عددا من نقابات الشرطة الصوت مطالبة بتوفير الحماية لأفراد الأمن وتزوديهم بالكمامات والقفازات. وبسبب غياب وسائل الوقاية، فإن مئات من رجال الأمن أصيبوا بالوباء.
وفي هذا الوقت، ما زالت باريس تسعى لسد النقص في وسائل الحماية من فيروس كورونا عن طريق تشجيع الإنتاج المحلي للكمامات وأجهزة التنفس الصناعي والفحوص المختبرية. وفي هذا السياق، جاء لافتا كلام الرئيس إيمانويل ماكرون أمس (الثلاثاء)، بمناسبة زيارته مصنعاً متخصصاً في إنتاج الكمامات قرب مدينة أنجيه جنوب غرب باريس، إذ سعى الى رسم بعض الملامح الإستراتيجية لما يتعين على فرنسا القيام به.
وللتذكير، فإن القطاع الطبي وحده في فرنسا يحتاج إلى 40 مليون كمامة في الأسبوع، بينما المصانع الأربعة المتخصصة لا يتجاوز إنتاجها الأسبوعي ربع هذه الكمية. وأعلن ماكرون أن الوقت حان «لتعيد فرنسا بناء سيادتها الوطنية واستعادة القوة الروحية والإرادة من أجل إنتاج المزيد (من الكمامات) في فرنسا». وأضاف أن الهدف هو «استعادة الإستقلال التام والناجز» لجهة الإكتفاء الذاتي في مهلة لا تتجاوز نهاية العام، محدداً هدفاً مرحلياً عنوانه التوصل الى إنتاج 15 مليون كمامة في الأسبوع مع انتهاء أبريل (نيسان) الجاري.
إلا أن طموحات ماكرون تذهب أبعد من ذلك إذ أنه يريد تغيير الأمور جذريا بحيث «لا يكون الغد شبيها بالأمس»، وبحيث تتمتع بلاده وأيضاً الإتحاد الأوروبي بالسيادة التامة لجهة سد حاجاتها الطبية المتنوعة.
وبانتظار الوصول الى الإكتفاء الذاتي، فإن فرنسا، كما بقية البلدان الأوروبية، مضطرة للتوجه الى الصين لاستيراد الكمامات وأجهزة التنفس وغيرها مما ينقصها. وبالتوازي، قامت الحكومة الفرنسية بجهود إضافية لإنشاء كونسورسيوم من أربع شركات صناعية رئيسية في البلاد للتعجيل في إنتاج أجهزة التنفس التي تنفرد بها حتى اليوم شركة «آير ليكيد مديكال سيستمز»، وهي أحد الأطراف الأربعة. والشركات الثلاث الأخرى هي فاليو وشنيدر ألكتريك وبيجو ــ سيتروين. وثمة عروض أخرى من شركات تعمل في الصناعات العسكرية. وتريد السلطات أن يكون الكونسورسيوم الجديد قادرا على إنتاج عشرة آلاف جهاز تنفس في الأيام الخمسين الآتية. كذلك تريد زيادة الفحوص للتحقق من الإصابة بالكورونا، وزيادة عدد الاجهزة في غرف العناية الفائقة لتصل الى 14 ألف سرير مقابل تسعة آلاف في الوقت الحاضر.
واستغل الرئيس الفرنسي الفرصة ليعلن منح القطاع الصحي أربعة مليارات يورو إضافية لكي يستكمل تجهيزاته الطبية من كل الأنواع وليكون في وضع يسمح له بمحاربة تفشي الوباء على نطاق واسع في البلاد.
فرنسا تخطت الصين في أعداد الوفيات بـ3523 ضحية لـ«كورونا»
https://aawsat.com/home/article/2211011/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7-%D8%AA%D8%AE%D8%B7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%803523-%D8%B6%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%80%C2%AB%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7%C2%BB
فرنسا تخطت الصين في أعداد الوفيات بـ3523 ضحية لـ«كورونا»
ماكرون: لا نريد لغدنا أن يكون شبيهاً بأمسنا
- باريس: ميشال أبونجم
- باريس: ميشال أبونجم
فرنسا تخطت الصين في أعداد الوفيات بـ3523 ضحية لـ«كورونا»
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة