الحملة التي غيرت وجه الرجل

تنمية الشارب وسيلة «موفمبر» للتوعية بمرض البروستاتا

المصورة والمصممة نادين كنسو
المصورة والمصممة نادين كنسو
TT

الحملة التي غيرت وجه الرجل

المصورة والمصممة نادين كنسو
المصورة والمصممة نادين كنسو

قبل عام 2003، لو قال أي أحد إن شارب الرجل يمكن أن يلعب دورا مهما في مجال الصحة، أو إنه سيغير نظرة العالم إلى مرض البروستاتا، لما صدقه أحد. لكن هذا ما حصل بالفعل، فقد برهن الشارب أنه أكبر دعاية للتوعية بهذا المرض القاتل الذي يعد من أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين الرجال، وثاني مسبب للوفيات بعد سرطان الرئة، إذ تشير الأرقام إلى إصابة أكثر من 14 مليون شخص بسرطان البروستاتا في العالم. قوة الشارب تكمن في أنه في وجه الرجل، أي أنه لا يمكن عدم ملاحظته، سواء كان رفيعا أو كثيفا، وهذا ما تستغله «موفمبر»، الحملة التي تستهدف زيادة الوعي بسرطان البروستاتا وجمع التبرعات له. وتجمع الكلمة شهر نوفمبر (تشرين الثاني) مع كلمة «موستاش»، أي شارب، دلالة على أنها مبادرة يشهدها شهر نوفمبر من كل عام منذ 2003، حين انطلقت الحملة لأول مرة في أستراليا ونيوزيلندا. سرعان ما راقت طرافة فكرتها وسمو أهدافها للرجل حول العالم، الذي تبناها برحابة صدر لتصبح تقليدا سنويا، وصل إلى العالم العربي أخيرا، كما استهوى المرأة أيضا التي تشارك في الحملة بشوارب اصطناعية للتعبير عن دعمها لها.
الفضل في انتشارها يعود إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«إنستغرام»، حيث قام الكثير من المستخدمين بتحميل صورهم بشوارب وكأنهم يجسون النبض إن كان يناسبهم فيتركونه، أو لا يناسبهم فيتخلصون منه بعد انتهاء الحملة مباشرة.
في دبي، امتدت هذه الحملة إلى مجالات فنية مثل الموضة والتجميل والتصوير الفوتوغرافي، حيث ينظم معرض فني مثير، يظهر فيه المشاركون، وبعض المشاركات، دعمهم لحملة «موفمبر»، إما بتنمية شواربهم أو لصق شوارب اصطناعية مثل الفنانة ومصممة المجوهرات نادين كنسو، التي التقطت أيضا الصور المعروضة، والمصمم رامي العلي، ومصمم قطع الأثاث خالد شعفار، وغيرهما ممن لم يمانعوا في المشاركة، لا سيما أن بعضهم يتميز بشارب خاص به أساسا. وتعرض بعض هذه الصور في قاعة «ايريس دبي» طوال شهر نوفمبر. ولا بد من التنويه هنا بأنه رغم طرافة الفكرة، فإن الشارب بحد ذاته رافق الرجل منذ الأزل، ومع الوقت رأينا البعض لا يستطيع الاستغناء عنه ليصبح جزءا من وجهه وملامحه، مثل تشارلي شابلن مثلا، والممثل توم سيليك، والرسام سلفادور دالي، وغيرهم، إلا أنه لم يتحول إلى وسيلة للتوعية إلا في عام 2003. ويقول البعض إن هناك ما لا يقل عن 40 شكلا للشارب، أهمها: شارب هتلر، شارب ستالين، الشارب الإنجليزي، الشارب الغجري، الشارب على شكل حدوة الحصان، والشارب الهرمي.. وهلم جرا.



الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
TT

الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)

اهتمام الملك تشارلز الثالث بالموضة، وبكل ما يتعلق بالبيئة، أمر يعرفه الجميع منذ أن كان ولياً للعهد. لهذا لم يكن غريباً أن يستقبل في قصر سانت جيمس حديثاً مؤتمراً نظّمه «تحالف الاقتصاد الحيوي الدائري (CBA)»، ليؤكد أنه لا يزال متمسكاً بمبادئه. فالمشروع الذي نُظّم المؤتمر من أجله يستهدف تسريع التحوّل نحو اقتصاد مستدام، وتعزيز التقدّم في المشروع الإنساني.

وتُعدّ هذه دورته الثانية، التي جاءت تحت عنوان «مختبر الأزياء المتجددة في جبال الهيمالايا»، علماً بأن من يقف وراءه أسماء مهمة في عالم المال والأعمال ومجال الإبداع على حد سواء، نذكر منها جيورجيو أرماني وبرونيللو كوتشينللي.

ريكاردو ستيفانيللي مع الملك تشارلز الثالث في المؤتمر (برونيللو كوتشينللي)

المشروع ثمرة تعاون بين فرق معنيّة بالموضة، في إطار «مبادرة الأسواق المستدامة»، التي أطلقها الملك تشارلز الثالث -عندما كان ولياً للعهد- وشركة «برونيللو كوتشينللي (S.p.A)» و«تحالف الاقتصاد الحيوي الدائري». وتأسس لدعم القضايا المرتبطة بالمناخ العالمي وغيرها من المسائل الحيوية التي تُؤثّر على البشرية. وهي قضايا يشدد الملك تشارلز الثالث على أنها تحتاج إلى تكاثف كل القوى لإنجاحها.

حضر المؤتمر باحثون وعلماء وروّاد أعمال وقادة مجتمعات محلية (برونيللو كوتشينللي)

حضر المؤتمر، إلى جانب الملك البريطاني، نحو 100 مشارك، من بينهم باحثون وعلماء وروّاد أعمال، ومستثمرون، وقادة مجتمعات محلية.

كان للموضة نصيب الأسد في هذا المؤتمر، إذ شارك فيه فيديريكو ماركيتي، رئيس فرقة العمل المعنيّة بالموضة، وجوزيبي مارسوتشي، ممثل عن دار «جورجيو أرماني»، وبرونيللو كوتشينللي، الرئيس التنفيذي لشركة «برونيللو كوتشينللي». وتحدَّث هذا الأخير عن التقدّم الذي أحرزته الشركة الإيطالية حتى الآن في إطار دعم قيم الاقتصاد الدائري، وحماية البيئة، فضلاً عن تعزيز مفاهيم الأزياء والسياحة المستدامة، مستشهداً بدفعات أولية من «باشمينا»، استخدمت فيها مواد خام من مناطق واقعة في جبال الهيمالايا.

ويُعدّ مشروع الهيمالايا، الذي وُلد من رؤية مشتركة بين «برونيللو كوتشينللي» و«فيديريكو ماركيتي»، من المشروعات التي تحرص على ضمان إنتاج يُعنى برفاهية الإنسان، من دون أي تأثيرات سلبية على الطبيعة والبيئة. وحتى الآن يُحقق المشروع نتائج إيجابية مهمة، لكن دعم الملك تشارلز الثالث له يُضفي عليه زخماً لا يستهان به.