السيسي مطمئن بشأن مواجهة الفيروس... ويدعو إلى الحزم

وزير الإعلام المصري لـ«الشرق الأوسط»: معظم الإصابات جراء مخالطة حالات من الخارج

بائع في القاهرة يلتزم بتعليمات السلامة أثناء ساعات عمله (رويترز)
بائع في القاهرة يلتزم بتعليمات السلامة أثناء ساعات عمله (رويترز)
TT

السيسي مطمئن بشأن مواجهة الفيروس... ويدعو إلى الحزم

بائع في القاهرة يلتزم بتعليمات السلامة أثناء ساعات عمله (رويترز)
بائع في القاهرة يلتزم بتعليمات السلامة أثناء ساعات عمله (رويترز)

عبر الرئيس المصري عبد الفتاح السسيسي عن «الاطمئنان لما تحقق حتى الآن» من الإجراءات التي تتخذها بلاده لمواجهة فيروس كورونا المستجد. وفيما قال السيسي، في تغريدات عبر حسابه الرسمي الموثق، على موقع «تويتر»، أمس، إنه «على ضوء متابعتي لكل الجهود والإجراءات المتبعة لمواجهة انتشار فيروس (كورونا)... أجد أن ما تحقق حتى الآن جيد، ويدعو للاطمئنان، ويدل على جدية وتكاتف كل أجهزة الدولة والمواطنين»، فإنه عاد وأهاب بالجميع «الاستمرار بجدية وحزم في تنفيذ هذه الإجراءات حتى نعبر هذه الأزمة ونحفظ وطننا وشعبنا العظيم».
ونفذت السلطات المصرية إجراءات تدريجية متصاعدة لمواجهة «كوفيد-19»، منذ إعلان رصد أول حالة مصابة بالبلاد في 5 مارس (آذار) الماضي، إذ علقت الدراسة وألغت امتحانات بعض المراحل، كما فرضت حظراً مؤقتاً على التجول، وأوقفت كذلك كل حركة الطيران. وحتى مساء أول من أمس، كان عدد الحالات التي سجلتها البلاد إجمالاً 656 إصابة، و41 وفاة، فضلاً عن شفاء وخروج 150 شخصاً من مستشفيات العزل.
بدورها، أعلنت وزارة التربية والتعليم، أمس، «إجراءات جديدة للحفاظ على سلامة الطلاب في الداخل والخارج، وتضمنت تعديل آليات تقييم الطلاب المصريين في الخارج، وتضمنت في بعض المراحل الاكتفاء بما درسه الطالب حتى 15 مارس الماضي، وتقديم بحث بشأن المنهج إلكترونياً أو إلى السفارات المصرية بالخارج.
إلى ذلك، قال وزير الدولة للإعلام في مصر، أسامة هيكل، إن «مصر قد لا تحتاج إلى دخول المرحلة الثالثة لمحاصرة فيروس كورونا بسبب الإجراءات الاحترازية المفروضة».
وأضاف هيكل لـ«الشرق الأوسط»، أن «معظم الإصابات التي حدثت في مصر كانت بسبب المخالطة لحالات من الخارج»، كما دافع عن الانتقادات الموجهة لأداء القطاع الصحي بشأن محدودية عمليات الفحص للمشتبه بإصابتهم، وقال إن بلاده «تنتهج نفس الخطوات المتبعة في العالم، عبر الفحص للإصابات التي تصل درجة حرارتها إلى 38 درجة وظهور أعراض أخرى مثل التهاب الحلق والصدر».
هيكل تطرق كذلك إلى «الإشاعات» على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إن بعض الصور المتداولة التي يروجها البعض باعتبارها في مصر «تم التقاطها من مدينة ووهان الصينية».
وعلى صعيد قريب، كثفت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج، من استعداداتها مع وزارتي الخارجية والطيران المدني، تمهيداً لبدء عمليات «إجلاء العالقين المصريين في الولايات المتحدة الأميركية، والمقدر عددهم بنحو ألف شخص».
في سياق متصل، أغلقت محافظة شمال سيناء المصرية الحدودية، أسواقها الشعبية، ضمن الإجراءات التي تتخذها الدولة لمجابهة فيروس «كورونا المستجد»، وذلك رغم خلوها من الفيروس حتى الآن.
وتضيف تلك الإجراءات الاحترازية معاناة جديدة لأبناء المحافظة، التي تشهد منذ عام 2013، تشديداً أمنياً وحظر تجوال، ضمن مواجهات واسعة مع جماعات متشددة تنتمي لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال الدكتور طارق شوكة وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء لـ«الشرق الأوسط»، إن منع إقامة الأسواق الشعبية بمدن شمال سيناء، القصد منها منع التكدس والازدحام، وزيادة وعي المواطنين بتجنب الوجود في الأسواق المزدحمة، خصوصاً أن المحافظة خالية من أي إصابة بفيروس كورونا حتى تاريخه.
وأوضح وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء أنه يتم التواصل مع جميع المستشفيات وغرفة عمليات المحافظة على مدار الساعة في ظل الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، مع تخصيص مستشفى بئر العبد للعزل الطبي، بجانب تخصيص أسرة للعزل الطبي في مستشفيات العريش والشيخ زويد ونخل.
جدير بالذكر أن قوات الجيش والشرطة المصرية تشن عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ فبراير (شباط) عام 2018، وتعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة»، لتطهير المنطقة من عناصر متطرفة موالية لتنظيم «داعش» الإرهابي.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.