الجيش الليبي يعلن إسقاط 3 طائرات تركية مسيّرة في طرابلس

أكد محافظته على «تقدم نسبي» حققه في الضواحي الجنوبية للعاصمة

أحد عناصر الميليشيات الموالية لحكومة {الوفاق} خلال المعارك المستمرة في جنوب العاصمة طرابلس (رويترز)
أحد عناصر الميليشيات الموالية لحكومة {الوفاق} خلال المعارك المستمرة في جنوب العاصمة طرابلس (رويترز)
TT

الجيش الليبي يعلن إسقاط 3 طائرات تركية مسيّرة في طرابلس

أحد عناصر الميليشيات الموالية لحكومة {الوفاق} خلال المعارك المستمرة في جنوب العاصمة طرابلس (رويترز)
أحد عناصر الميليشيات الموالية لحكومة {الوفاق} خلال المعارك المستمرة في جنوب العاصمة طرابلس (رويترز)

ضاعفت قوات «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، الخسائر العسكرية لتركيا، التي تدعم قوات حكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، وذك إثر إسقاط ثلاث طائرات تركية «مسيرة» في طرابلس، التي تواصلت فيها أمس الاشتباكات المتقطعة بين الطرفين.
وقال «الجيش الوطني» في بيان مقتضب للمركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» إن قواته أسقطت أمس طائرتين مسيرتين لتركيا في محور عين زارة جنوب العاصمة. كما أعلن في بيان أصدرته في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس شعبة إعلامه الحربي أن منصات دفاعه الجوي أسقطت طائرة تركية «مُسيّرة» في جنوب طرابلس أيضاً، بعدما أقلعت من قاعدة «معيتيقة» العسكرية، الخاضعة لسيطرة حكومة السراج.
ووزع الجيش مشاهد لإسقاط إحدى طائرات «الدرون» التركية الثلاث، وهي من طراز «بيرقدار»، وقال إنها كانت معدة لشن غارات على مواقعه في محاور بجنوب طرابلس. كما وزعت عمليات الإعلام الحربي بـ«الجيش الوطني» مشاهد لاشتباكات خاضتها وحداته مع «مجموعات الحشد الميليشياوي والجماعات الإرهابية في محاور ما بعد الوشكة»، لافتة إلى أن «معنويات الجنود عاليةٌ تُعانق السماء».
وشن «الجيش الوطني»، حسب بيان رسمي مقتضب فجر أمس «سلسلة غارات جوية على مواقع للميليشيات، وتمركزات مجموعات الحشد الميليشياوي في وادي زمزم جنوب بوقرين، وشرق مدينة مصراتة بغرب البلاد» من دون ذكر أي تفاصيل إضافية.
وتبادل الطرفان القصف المدفعي، فيما قال مصدر بـ«الجيش الوطني» لـ«الشرق الأوسط» إن قواته حافظت على التقدم النسبي، الذي حققته قبل يومين في الضواحي الجنوبية للعاصمة.
في المقابل، قالت قوات حكومة «الوفاق»، ووسائل إعلام محلية موالية لها، إن مواطنا قتل وأصيب ثلاثة آخرون بسبب ما وصفته باستهداف قوات «الجيش الوطني» للأحياء السكنية في طرابلس.
واتهمت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها قوات «الوفاق» قوات «الجيش الوطني» بقصف عدة أحياء بالعاصمة طرابلس، ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة شقيقه وآخر مصري الجنسية في ضاحية قرقارش. كما أصيبت امرأة وطفل في أبو سليم، بالإضافة إلى ما وصفته بحالة من الخوف والهلع لدى المدنيين الآمنين في مناطق أخرى.
ونقلت وسائل إعلام محلية موالية لحكومة السراج، عن قائد ميداني بمحور الرملة، أن قواته شنت هجوماً في محور الطويشة، وأحرزت تقدماً جديداً، بعدما نفذت ما وصفه بـ«عملية نوعية أسفرت عن قتل العديد من المرتزقة».
وأعلنت غرفة عمليات تأمين وحماية (سرت -الجفرة) بحكومة السراج عن مقتل 10 من قواتها، بعد تصديها لثاني هجوم من نوعه لقوات «الجيش الوطني» قرب بلدة بوقرين، الواقعة على بعد 120 كيلومتراً جنوب مدينة مصراتة (غرب)، وأشارت في بيان لها إلى أن المستشفى الميداني سجل مقتل عشرة، وسقوط عدد لم تحدده من الجرحى.
وأضافت الغرفة أن قواتها «نجحت برد الغزاة إلى تمركزاتهم، وكبدتهم خسائر بشرية وفي الآليات»، تزامناً مع شن سلاحها الجوي غارات جوية على تمركزات الجيش.
في سياق آخر، تراجع إنتاج ليبيا من النفط إلى حدود أقل من 80 برميلا في اليوم بحلول الأحد الماضي، ما تسبب في خسائر مالية تجاوزت 3.8 مليار دولار أميركي منذ 17 يناير (كانون الثاني) الماضي، وهي مبالغ قالت مؤسسة النفط، الموالية لحكومة السراج، في بيان لها إنه كان بالإمكان إنفاقها على المعدات والأجهزة الطبية، التي ستساعد الليبيين على مكافحة فيروس «كورونا» المستجد.
ورغم ترحيب المؤسسة في بيان رسمي، أصدرته مساء أول من أمس، بالإفراج عن مواطن ليبي وآخر من رومانيا، كانا مخطوفين لمدة عام و7 أشهر، فقد تجاهلت الإشارة إلى الدور الذي لعبته قوات «الجيش الوطني» في تحريرهما. واكتفى بيان أصدرته المؤسسة بنقل دعوة رئيسها مصطفى صنع الله «أجهزة إنفاذ القانون المعنية إلى إجراء مزيد من التحقيقات في هذا الحادث بشكل عاجل، والكشف عن أسماء المسؤولين عن هذه الجريمة ومحاكمتهم، لضمان عدم حدوث عمليات اختطاف مرة أخرى في المستقبل».
من جهة أخرى، أعفى عبد الله الثني، رئيس الحكومة الموازية في شرق البلاد، الناطق الرسمي باسمها حاتم العريبي من منصبه. لكنه لم يعلن عن أي أسباب لذلك، كما لم يعلن عن تعيين من سيخلفه في منصبه الشاغر.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.