مع تسارع الخطوات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، وتوقف جميع الدوريات والبطولات الكروية على مستوى العالم، يظل التساؤل حول إلغاء الدوري هذا الموسم من عدمه الشغل الشاغل للوسط الرياضي السعودي، في الوقت الذي أكد إبراهيم القاسم الأمين العام بالاتحاد السعودي لكرة القدم في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط» أن كل الاحتمالات واردة بشأن استمرار منافسات الدوري من عدمها هذا الموسم وأنه «لا يمكن الإعلان عن أي أمر بهذا الخصوص حتى تتضح الصورة بالكامل عن الوضع الراهن لفيروس كورونا المستجد». وكانت «الشرق الأوسط» قد استطلعت آراء مسؤولين في الأندية السعودية حول هذا القرار المنتظر، وقال صالح أبو نخاع رئيس نادي ضمك بدوره، إنه تواصل مع عبد العزيز الحميدي رئيس رابطة دوري المحترفين المكلف وإن الأمور ما زالت غير واضحة «ولا يوجد أي خيارات نستطيع من خلالها معرفة آلية استكمال الدوري من عدمه».
وقال أبو نخاع: أنا مع أي توجه لمسؤولي كرة القدم السعودية في ظل الأوضاع الحالية التي يمر بها العالم مع تفشي مرض كورونا المستجد، ونحن على أتم الاستعداد والجاهزية لاتخاذ أي قرار يرونه في هذا الشأن، ولكن أنا كرياضي أجد أنه من الصعوبة استكمال الموسم إذا افترضنا وجود فترة لاستعداد الفرق، فلا يمكن أن تكون فترة الإعداد في شهر رمضان وحتى لو فكروا مثلاً بضغط الدوري سيكون الخاسر الأكبر لاعبو المنتخب السعودي الذين تنتظرهم استحقاقات في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وكذلك الأندية السعودية لديها استحقاقات في دوري أبطال آسيا، ومع هذا الضغط حتماً سيتعرضون للإصابات والإرهاق وسيتسبب ذلك في خسائر كبيرة، وكما هو معروف من كثرة وضغط المشاركات سيكون لها أثر سلبي كبير على نجوم الكرة السعودية. وتابع أبو نخاع: سنخسر عناصر كثيرة وأغلب اللاعبين أيضاً سيتعرضون للإجهاد، وشاهدنا على أرض الواقع قبل تعليق النشاط الرياضي كيف يتعرض اللاعب للإجهاد رغم أنه يلعب في كل أسبوع مباراة واحدة فقط، ولا ننسى التنقلات ما بين المدن والأجواء الحارة إذا افترضنا اللعب في شهر أغسطس (آب). أيضاً لا ننسى العشر الأواخر في رمضان وعيد الفطر وفريضة الحج، لذلك ستكون الأمور في قمة الضبابية، ومع ذلك أنا مع أي قرار يتخذ من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم بشأن الدوري.
وأوضح أبو نخاع أن الجزائري نور الدين بن زكري مدرب الفريق يمر بظروف قاهرة وقلق جداً على عائلته التي لا تزال عالقة في إيطاليا التي ينتشر فيها الفيروس بشكل كبير وبالتحديد مدينة ميلانو، وهو يتواصل معهم يومياً ويحاول قدر الإمكان أن يأتوا للسعودية، وهناك محاولات عن طريق السفارة، ولكن في الوقت الراهن صعب جداً في ظل توقف الرحلات الدولية.
وأكد أبو نخاع وجود صعوبات في متابعة تدريبات اللاعبين اليومية؛ كونها تقام في المنازل، وهناك فرق شاسع عندما تقام التدريبات في الملعب «ونحن نحاول قدر الإمكان التواصل مع اللاعبين بتطبيق التدريبات التي يحددها الجهاز الفني، وأتمنى أن يكونوا على قدر المسؤولية في تطبيق البرنامج رغم عدم دقته، ولكن أتمنى أن يساهم في تحقيق الفائدة ولو بنسبة 50 في المائة».
ومن جانبه، أكد عبد الله الضاوي نائب رئيس نادي الفيصلي أن إدارة ناديه لم تتلق أي خطابات من رابطة دوري المحترفين فيما يخص عودة منافسات الدوري، وحتى الرابطة لا يمكن أن تتخذ قرارا في ظل الأوضاع الحالية، ومن الصعب أن تعود الحياة للملاعب السعودية إلا في حال توقف الحظر، وما نشاهده الآن هو أن جميع دوريات العالم متوقفة حتى إشعار آخر نتيجة لانتشار فيروس كورونا المستجد، وفي حال منحت الرابطة الضوء الأخضر في عودة المنافسات فالأندية تحتاج على أقل تقدير إلى ثلاثة أسابيع حتى يكون اللاعب في جاهزيته الفنية واللياقية، ولا بد أن يستكمل الدوري ويتم تنصيب بطل الدوري وتحديد الفرق الهابطة حتى لو تم تأجيله للسنة المقبلة، وأعتقد أنه ما زال لدينا الوقت.
وتابع: أنا متفائل جداً أن هذه الغمة ستزول في القريب العاجل وستعود التدريبات في شهر رمضان المبارك الذي سيكون خير استعداد للفرق، على أن تبدأ المنافسات في أواخر شهر مايو (أيار)، ونحتاج إلى شهر ونصف لختام الموسم مع تبقي 8 جولات على أن تلعب كل جولة في ظرف خمسة أيام.
وقال الضاوي: «لا نجد أي صعوبة في متابعة تدريبات اللاعبين الذين يؤدون تدريباتهم في منازلهم وفق البرنامج الزمني الذي وضعه الجهاز التدريبي الذي يتابع باستمرار من خلال ساعات GPS التي تحدد وقت التدريب لكل لاعب، وأعتقد بعد عودة الأمور إلى وضعها الطبيعي ستتضح الصورة للمعدل اللياقي لكل لاعب، وعادة المدرب يرسل البرنامج للاعبين في الصباح، وكل لاعب يؤدي التمارين دون تحديد موعده، وله الخيار في تطبيقه في أي وقت، فالمهم هو أن يطبقه، ونحن كإدارة حريصون كل الحرص على توفير جميع الإمكانيات للاعبين وحل جميع مشاكلهم، فالرواتب تنزل في حساباتهم نهاية كل شهر دون أي نقصان، وهذا من حق اللاعب، وليس لدينا الحق في تخفيض الرواتب مع الأزمة التي نمر فيها بسبب تفشي مرض كورونا، وهذا ينطبق أيضاً على اللاعب المصاب الذي لا يشارك ستة شهور يتسلم مرتبه بالكامل. وللمعلومية نحن النادي الوحيد على مر التاريخ الذي لم تسجل ضده أي قضايا في الاتحاد الدولي الفيفا ولا حتى قضايا داخلية، وهذا يدل على الاحترافية التي نعمل بها في جميع المجالات ونتطلع إلى أن نحصل على حقوقنا المادية من بعض الأندية خلال المرحلة المقبلة».
وبين الضاوي أن النادي «لم يتضرر من الشركات المعلنة التي أبرمنا معها عقودا بداية الموسم ولم يحدث أي نقاش حيال تخفيض قيمة العقود رغم توقف النشاط الرياضي، وحقيقة نشكرهم على هذه الوقفة الرائعة التي تدل على أنهم معنا قلباً وقالباً في هذه الأزمة».
وزاد في حديثه أن «العيادة الطبية مفتوحة وتستقبل جميع اللاعبين في حال - لا سمح الله - يحتاج أي لاعب للعلاج، ولدينا أخصائي العلاج بإمكانه الذهاب لمنزل اللاعب في وقت السماح للخروج، ولكن ولله الحمد جميع اللاعبين يتمتعون بصحة جيدة ولا يشكون من أي أعراض، والمشرف العام على الفريق يتواصل يومياً مع اللاعبين بالتنسيق مع الجهاز الفني والطبي».
فيما أكد عبد الله العبد الله نائب رئيس نادي العدالة والمشرف العام على الفريق الأول أن «إلغاء الدوري هو الحل الأفضل والأمثل لو فكرنا في جميع الحلول، وأنا لا أقول هذا الكلام كون مركزنا الأخير في سلم الترتيب، ولكن عطفاً على الظروف الراهنة التي لا نعرف أبعادها، وأعتقد أن الوضع سيكون صعبا على الجميع وعلى المسؤولين في وزارة الرياضة واتحاد الكرة وعلى الأندية». وتابع: «إذا تحدثنا عن العودة ومع تبقي أسبوعين على فترة الحظر سيأتي شهر رمضان المبارك، فكيف ستكون فترة إعداد الأندية، وكم نحتاج من الوقت لفترة تدريبات اللاعبين، ولدينا الآن مشكلة عقود اللاعبين أيضاً كيف ستكون برمجة الموسم المقبل فالأزمة التي نمر بها على مستوى دوريات العالم، ولا نملك أي حلول في ظل هذا الوضع وكما ذكرت من وجهة نظري هو إلغاء الدوري وإبقاء الفرق وإلغاء الهبوط مع تصعيد أربع فرق من دوري الدرجة الأولى بحيث يصبح العدد 20 فريقاً كحالة استثنائية، ومن ثم العودة إلى الوضع الطبيعي حسب قرار اتحاد الكرة في الموسم ما بعد القادم».
وواصل: أنا أقول هذا الكلام لأننا سنواجه مشكلة في ضغط الدوري وصعوبة حجوزات الطيران والتنقل وإجهاد اللاعبين وتعرضهم للإصابات خاصة إذا لعب الفريق مباراة كل 4 أيام.
وأضاف: للأسف نجد صعوبات كبيرة في تدريبات اللاعبين في منازلهم وربما تصل الفائدة 20 في المائة عما يقوم به اللاعب من تدريب في الملعب، فالتدريبات اللياقية في المنزل مجرد أجهزة فقط، ومهما حرصنا ووضعنا من برامج لا بد أن يتم إعداد اللاعب في حالة عادة الأمور لوضعها الطبيعي.
وكان أمين اتحاد الكرة أكد أن «اتحاد الكرة على تواصل مستمر مع الاتحادين الدولي والآسيوي، وتمت مخاطبة الاتحادين كل فيما يخص ويتعلق بمنظومة كرة القدم، ومن ضمنها مشكلة عقود لاعبي الأندية، وكيفية تجديدها، ومواعيد فترات التسجيل في ظل الأزمة الحالية لتفشي مرض كورونا المستجد، والاتحاد الدولي يسعى ويبحث ويقيم اجتماعات وينشئ فرق عمل بهذا الخصوص لمتابعة آلية ودراسة فترات التسجيل، وتحديد مواعيدها، وعقود اللاعبين التي ستنتهي كيف سيكون وضعها؟».
لياقة اللاعبين و«ضغط المباريات» يقلقان الأندية السعودية قبل «القرار المنتظر»
استطلعت آراء المسؤولين حول استكمال الدوري من عدمه
لياقة اللاعبين و«ضغط المباريات» يقلقان الأندية السعودية قبل «القرار المنتظر»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة