على الرغم من التقديرات الإسرائيلية الرسمية بأن «السلطة الفلسطينية تدير حملة مكافحة تفشي فيروس كورونا بشكل جيد وتسيطر على الوضع»، كشفت مصادر عسكرية في تل أبيب، اليوم (الاثنين)، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات قد يخرج فيها الوضع في الضفة الغربية عن السيطرة نتيجة انهيار الوضع الصحي وتدهور الحالة الاقتصادية بفعل انتشار واسع للفيروس، وأن هذا الانهيار قد يؤدي إلى اندلاع عمليات عسكرية، ولذلك وضع خطة عسكرية لمواجهة هذا الخطر.
وقالت هذه المصادر إن الجيش الإسرائيلي يخشى ليس فقط من العمليات بل من انفجار أزمة «كورونا» أيضاً، وهو يستعد لسيناريوهات عديدة لاحتمال أن يؤدي الغضب الشعبي إلى زيادة كبيرة في تسجيل الإصابات بالفيروس. ولذلك فإنه يدرس إمكان إعادة 50 ألف عامل فلسطيني موجودين في إسرائيل إلى بيوتهم في الضفة الغربية، مع أن مثل خطوة كهذه يمكن أن تشل قطاع البناء في إسرائيل وتثير موجة معارضة من الأوساط الاقتصادية.
ومن بين السيناريوهات التي يتوقعها الجيش ويدرس سبل التعامل معها، تتحدث المصادر عن إغلاق قرية أو بلدة، ما سيؤدي إلى احتجاجات عنيفة ضد السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي على السواء.
وكان مسؤولون أمنيون في إسرائيل قد أكدوا أن هناك تنسيقاً كاملاً بين الجيش الإسرائيلي والمخابرات الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وتنسيقاً مشابهاً بين وزارتي المالية في الطرفين، لكنهم حذروا من تدهور مفاجئ يتجاوز الحدود، وقالوا إن «الفيروس لا يتوقف عند الحدود. فعندما يسخن الجو وينفد الصبر، يحدث ذلك بسرعة كبيرة. لقد رأينا بالفعل في الأسابيع الأخيرة تهديدات كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية الذين يطالبون بالإفراج عن الأسرى في إسرائيل خشية إصابتهم بالعدوى... من شأن ذلك أن يسخن الأوضاع».
ومع أن الحكومة الإسرائيلية لم تقرر بعد إعادة العمال الفلسطينيين، فإن الجيش وضع خطة لإعادتهم إذا تقرر الإغلاق الكامل في إسرائيل. وتأخذ خطة الجيش في الاعتبار، حصول توتر أمني على الحواجز، عند العودة الجماعية لعشرات الآلاف من الفلسطينيين مرة واحدة إلى أراضي السلطة الفلسطينية.
كما تأخذ في الاعتبار ما سيحدث مع قوات الأمن الفلسطينية، في حال بقي ملايين المواطنين الفلسطينيين محاصرين في منازلهم، خصوصاً خلال رمضان المقبل، ولم تحل الأزمة الاقتصادية. ويرون أن أوضاعاً كهذه ستثير حتماً توتراً يضاف إلى التوتر القائم بسبب التخوف من الانتشار المحتمل للفيروس.
ومن اللافت أن خطة الجيش تتحدث عن أهمية دعم السلطة الفلسطينية في هذه الحقبة بالذات، و«عدم الإقدام على خطوات لاستفزازها بمشاريع ذات طابع سياسي»، وتقصد توسيع الاستيطان وهدم البيوت وغير ذلك من ممارسات احتلالية.
وتقول إن «السلطة الفلسطينية تبذل جهوداً طبية للحفاظ على وضع متوازن بدعم من إسرائيل. ففي الوقت الحاضر، هناك 109 إصابات في الضفة بكورونا، وحالة وفاة واحدة، وهو ما يعكس جدية الحكومة الفلسطينية ووزاراتها، والانضباط العام للجمهور ونجاعة الكوادر الطبية الفلسطينية».
وأكدت مصادر الجيش الإسرائيلي أن السلطة الفلسطينية تبدي أداء مفاجئاً، بمستوى عالٍ جداً في إجراء اختبارات «كورونا»، وهو الموضوع الذي يعدّ بمثابة نقطة ضعف في إسرائيل، وكشفت أنه، في بداية الأزمة، جرى نقل عشرات الفحوصات إلى إسرائيل لإجراء اختبار مزدوج للتحقق من جودة الاختبارات الفلسطينية وتمت مطابقة جميع الاختبارات بشكل كامل مع النتائج.
سيناريوهات لخطة عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية... إذا تفشّى الوباء
إعادة 50 ألف عامل... ودعم السلطة الفلسطينية
سيناريوهات لخطة عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية... إذا تفشّى الوباء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة