تفاؤل عراقي حذر بقدرة الحكومة على تطويق «كورونا»

TT

تفاؤل عراقي حذر بقدرة الحكومة على تطويق «كورونا»

يسود في العراق هذه الأيام تفاؤل حذر حول إمكانية نجاح السلطات العراقية في تجاوز أزمة فيروس «كورونا» المستجد وتطويق انتشاره بين السكان، نظراً للانخفاض النسبي في أعداد المصابين التي تعلن عنها خلية الأزمة في عموم البلاد يومياً وبعد نحو شهر على اكتشاف أول إصابة في الفيروس في محافظة النجف.
وشهد العراق، أمس، تراجعاً ملموساً لأعداد المصابين ولم تسجل أي حالة وفاة. وبلغ إجمالي الإصابات المشخصة بحسب بيان وزارة الصحة 506 حالات ضمنها 42 وفاة، وتماثل 131 حالة للشفاء. وبذلك يكون عدد المصابين بالفيروس وما زالوا يرقدون في المشافي 333 حالة فقط.
وعزز من مشاعر التفاؤل الحذر التقييمات الإيجابية التي تصدرها منظمة الصحة العالمية حول مواجهة الوباء في العراق، إلى جانب التصريحات الرسمية المطمئنة التي تصدر عن وزارة الصحة العراقية بشأن إجراءاتها المتبعة. وقال وزير الصحة جعفر علاوي في تصريحات لتلفزيون «العراقية» شبه الرسمي، أمس، إن «الوضع في العراق يعد تحت السيطرة، والأرقام قريبة من الواقع وهي تخضع لمراقبة صارمة من قبل منظمة الصحة العالمية، والمخصصات المالية التي تحت تصرف خلية الأزمة كافية تماماً، ولا نحتاج إلى شيء حالياً».
وأكد الوزير علاوي أن «العراق بإمكانه تجاوز الأزمة خلال مدة قد لا تزيد على الشهر إذا ما شهد التزاماً شعبياً تاماً بحظر التجوال الوقائي»، لكنه حذر من «انهيار تام وإعلان حالة طوارئ في حال إصرار بعض الشرائح الاجتماعية على عدم الالتزام».
ورغم التفاؤل الحذر بإمكانية تطويق الوباء، فإن البلاد ما زالت تعاني من رفض بعض المواطنين لقواعد الحجر الصحي في المشافي، إلى جانب المشاكل الناجمة عن عدم التمكن من دفن جثامين ضحايا الفيروس.
وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي أمس، بالأفلام والصور التي أظهرت مواطناً في محافظة البصرة وهو يهدد بالسلاح، الفرق الصحية التي تطالب بنقل أحد أفراد أسرته إلى المستشفى لاحتمال إصابته بفيروس «كورونا». وفيما رحب كثيرون بعملية إلقاء القبض اللاحقة التي قامت بها قوات الأمن ضد المواطن المذكور، انتقد آخرون طريقة إلقاء القبض وتصويرها من قبل بعض عناصر الشرطة ونشرها عبر مواقع التواصل. كما أظهرت فيديوهات مصورة لاحقاً أطفال المواطن الصغار وهم يناشدون الأجهزة الأمنية، الإفراج عن أبيهم.
وأصدر إعلام مجلس القضاء الأعلى، أمس، بياناً ذكر فيه أن «محكمة تحقيق البصرة صدقت أقوال متهم هدد مفرزة طبية كانت تروم متابعة الحالة الصحية لزوجته المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا ومحاولته إطلاق العيارات النارية تجاههم». وقال البيان إن «المتهم هدد المفرزة الطبية بإطلاق العيارات النارية عليهم في حال عودتهم إلى داره مرة ثانية لمتابعة زوجته كونها تماثلت للشفاء ولا يوجد أي مبرر لزيارتها من قبل المفارز الطبية، بحسب أقواله».
وأضاف أن «المتهم ألقي القبض عليه بعد هروبه من داره إلى البيت المجاور له بأوامر مباشرة من قبل قاضي التحقيق المختص».
بدورها، دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، أمس، إلى الالتزام بتوجيهات الجهات المختصة ومراعاة المراسم الدينية والاجتماعية في دفن الموتى جراء وباء كورونا. وذكرت في بيان أنها «تتابع باهتمام ما تقوم به الجهات الصحية المختصة من إجراءات بشأن دفن الموتى». وأعربت المفوضية عن «أسفها الكبير لما وصلت إليه الأوضاع نتيجة لعدم استطاعة الجهات الصحية والساندة لها بدفن جثث المتوفين من أبناء محافظة بغداد تحديداً، بسبب عدم تخصيص المكان الملائم، ورفض أهالي المتوفين دفن الموتى بحجة عدم اتباع الطرق الشرعية من تغسيل وتكفين بحسب العادات والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها».
من ناحية أخرى، بلغ إجمالي الإصابات بفيروس كورونا للعراقيين في خارج البلاد 53 إصابة، بواقع (بلجيكا 11. الأردن 12. إيطاليا 6. الولايات المتحدة 5، بريطانيا 5، كندا 6، النمسا 5، لبنان 2، إيران 1) إضافة إلى حالتي وفاة في بريطانيا، وواحدة في النرويج.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».