الهند: السعودية طمأنتنا بعدم تعطل إمدادات غاز البترول المسال

الهند: السعودية طمأنتنا بعدم تعطل إمدادات غاز البترول المسال
TT

الهند: السعودية طمأنتنا بعدم تعطل إمدادات غاز البترول المسال

الهند: السعودية طمأنتنا بعدم تعطل إمدادات غاز البترول المسال

قال وزير النفط الهندي، أمس (الأحد)، إنه بحث التطورات في سوق النفط العالمية مع وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، ومع الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية»، أمين الناصر، حيث تناولت المباحثات أيضاً عدم تعطل إمدادات غاز البترول المسال إلى الهند.
وقال الوزير دارميندرا برادان على «تويتر»: «الأمير عبد العزيز طمأن بأن هناك إمدادات من غاز البترول المسال في الأيام المقبلة لدعم حاجاتنا المحلية».
كانت شركتا تكرير هنديتان أعلنتا يوم الجمعة حالة القوة القاهرة في مشتريات الخام من الشرق الأوسط، عقب تهاوي الطلب على الوقود بسبب إغلاق عام على مستوى البلاد، لاحتواء انتشار فيروس «كورونا»، ونظراً لامتلاء خزانات الشركتين.
وأعلنت شركات عالمية تخفيض الإنتاج والنفقات نتيجة تراجع الطلب على النفط بسبب تفشي فيروس «كورونا»، وفي هذا الصدد، قالت «سينوبك» الصينية، أكبر شركة تكرير في آسيا، إنها ستخفض النفقات الرأسمالية في 2020 بنسبة 2.5 في المائة عن العام السابق، تزامناً مع انخفاض أسعار النفط والطلب على الوقود الناجم عن تفشي فيروس «كورونا».
وتعتزم «سينوبك» إنفاق 143.4 مليار يوان (20.21 مليار دولار) هذا العام، منها 61.1 مليار يوان على أعمال التنقيب مع التركيز على حقل نفط في شمال غربي الصين وأعمال إنشائية في حقلين للغاز الصخري في الجنوب الغربي.
وستتركز التخفيضات في وحدات التكرير التابعة للشركة، التي ستقلص الإنفاق تسعة مليارات يوان مقارنة بعام 2019 إلى 22.4 مليار يوان، وفي قسم المبيعات الذي سيخفض 7.6 مليار يوان، وفقاً لبيان من الشركة إلى بورصة شنغهاي، أمس (الأحد).
لكن ستزيد النفقات الرأسمالية لقطاع البتروكيماويات 9.9 مليار يوان إلى 32.3 مليار يوان.
وقال البيان: «بسبب تفشي فيروس (كورونا)، تعدل (سينوبك) خطط الإنتاج والتشغيل لعام 2020 وفقاً لاتجاهات السوق». (الدولار = 7.0942 يوان صيني).
كانت سينوبك أبلغت منشآتها، فبراير (شباط) الماضي، بتقليص الإنتاج بنحو 600 ألف برميل يومياً، في ظل تأثر الطلب على الوقود بفعل الفيروس التاجي الآخذ بالانتشار.
يعادل الخفض نحو 12 في المائة من متوسط إنتاج شركة التكرير التابعة للدولة، العام الماضي.
وأنتجت الشركة 284.22 مليون برميل من النفط الخام في 2019. بانخفاض 1.5 في المائة عن 2018. منها 34.79 مليون برميل خارج البلاد، وهو ما يقل بنسبة 12.1 في المائة عن السنوات السابقة.
وأنتجت 1048 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي في 2019، بزيادة 7.2 في المائة عن 2018.
وأعلنت «سينوبك»، أمس (الأحد)، انخفاضاً بنسبة 8.7 في المائة في صافي أرباح العام الماضي بسبب تقلص هوامش التكرير مع زيادة الطاقة الإنتاجية، وتراجع الطلب على الوقود.
وبلغت الأرباح الصافية للعام الماضي 57.59 مليار يوان، انخفاضا من 63.089 مليار يوان في 2018 لكن أعلى من 51.119 مليار يوان في 2017.



وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 
TT

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة)، قبل أن تصبح اليوم أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، وحاصلة على 9 شهادات قياسية من «غينيس».

وسميت «الكنداسة» اشتقاقاً من اسمها اللاتيني (Condenser) والتي تعني المكثف، هذه الآلة كانت تعمل بالفحم الحجري لتكثيف وتقطير مياه البحر لتنتج المياه العذبة.

وفي عام 1926، وبسبب معاناة الحجاج والمعتمرين من قلة المياه العذبة عند وصولهم إلى جدة، إذ كانت بالكاد تكفي السكان، أمر الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود باستيراد آلتين كبيرتين لتقطير مياه البحر لتأمين احتياجهم من الماء.

أما نقطة التحول فكانت في 1974، العام الذي أنشئت فيه المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية (الهيئة السعودية للمياه حالياً). وتدير حالياً 33 محطة تحلية، من بينها 8 محطات على ساحل الخليج العربي و25 محطة على ساحل البحر الأحمر.

وتنتج هذه المحطات 5.6 مليون متر مكعب من المياه العذبة يومياً، ما يعادل نحو 70 في المائة من إنتاج المياه المحلاة في المملكة، ما يجعلها أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

وقد سجّلت في فبراير (شباط) الماضي المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تسعة أرقام قياسية سعودية جديدة في موسوعة «غينيس» العالمية، وذلك لإنتاجها ما يزيد على 11.5 مليون متر مكعب يومياً.

استثمارات ضخمة

أصبحت السعودية من كبرى الدول في العالم من حيث حجم الاستثمارات في تحلية المياه، إذ ضخت استثمارات كبيرة في بناء محطات التحلية، بحسب وكيل الرئيس للشراكات الاستراتيجية والمحتوى المحلي في الهيئة السعودية للمياه المهندس محمد آل الشيخ، خلال حديثه في مؤتمر الأطراف (كوب 16) المقام حالياً في الرياض.

وأوضح آل الشيخ أن العاصمة الرياض على سبيل المثال تحصل على المياه المحلاة من بحر الخليج العربي عبر خط أنابيب يمتد لمسافة 500 كيلومتر، وهو نظام نقل مياه متطور لنقل المياه المحلاة، مضيفاً أن هناك استثمارات في البنية التحتية قد تمت على مدار أكثر من أربعة عقود.

ووفقاً لآخر الأرقام المعلنة، فقد رصدت البلاد ميزانية تجاوزت 80 مليار دولار لتنفيذ مئات المشاريع المائية خلال السنوات المقبلة.

تعميم التجربة

ولم تدخر السعودية الخبرات التي جمعتها منذ أن تحولت تحلية المياه من «الكنداسة» إلى أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

فقد وقّعت في يوليو (تموز) 2024 اتفاقية مع البنك الدولي تهدف في أحد بنودها إلى تعميم تجربة المملكة الناجحة في قطاع المياه إلى الدول الأقل نمواً.

وتشمل أيضاً نقل المعرفة وتبادل الخبرات في إدارة الموارد المائية وتقليل التكاليف التشغيلية للمرافق.

وتسعى البلاد إلى مساعدة الدول الأخرى في تحسين كفاءة قطاع المياه وتطوير حلول مستدامة، ما يحقق الهدف السادس لهيئة الأمم المتحدة: «المياه النظيفة والنظافة الصحية»، وفق البيان.

تقنيات الطاقة

وفيما يخص التقنيات المتطورة في تحلية المياه، تحدث آل الشيخ عن التوجهات المستقبلية لتحسين تقنيات التحلية، إذ انتقلت المملكة من استخدام تقنيات التحلية الحرارية إلى تقنيات أكثر كفاءة وأقل استهلاكاً للطاقة بنسب تصل في توفير الطاقة لأكثر من 80 في المائة، وتهدف إلى أن تصبح 83 في المائة من مياه البحر المحلاة، وتعتمد على تقنية التناضح العكسي، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة.

وتُستخدم تقنية التناضح العكسي بشكل واسع في تحلية مياه البحر للحصول على مياه صالحة للشرب، وفي معالجة مياه الصرف الصحي، وكذلك في العديد من التطبيقات الصناعية التي تحتاج إلى مياه نقية وخالية من الشوائب.

آل الشيخ متحدثاً للحضور خلال إحدى الجلسات على هامش مؤتمر (كوب 16) بالرياض (الشرق الأوسط)

وأشار آل الشيخ إلى أن المملكة قامت بتنفيذ تجارب مبتكرة، مثل المشروع التجريبي في مدينة حقل (شمال غربي السعودية)، من خلال إنشاء محطة هجينة تعتمد على الطاقة الشمسية والرياح والطاقة التقليدية.

و«قد أثبت المشروع أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساهم في تقليل استهلاك الطاقة في تشغيل محطات التحلية، حيث يمكن للطاقة المتجددة أن تساهم في تشغيل المحطات بنسبة تصل إلى 60 في المائة في بعض الفصول».

انخفاض تكلفة الإنتاج

وفيما يتعلق بتكاليف الإنتاج، أكد آل الشيخ أن تكلفة تحلية المياه قد انخفضت بشكل ملحوظ، إذ كانت تكاليف إنتاج متر مكعب واحد من الماء تتجاوز 4 ريالات (1.06 دولار) في الماضي، بينما الآن لا تتجاوز التكلفة 2.5 ريال (نحو 0.67 دولار)، مع توقعات بتحقيق انخفاض أكبر في المستقبل.

وخلال الجلسة الحوارية على هامش «كوب 16»، قال المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي ساروج كومار جاه إن الدول التي تعاني من ندرة المياه يجب أن تسعى إلى إعادة استخدام كل قطرة مياه في البلاد عدة مرات.

وأشار إلى أن سنغافورة تعد نموذجاً في هذا المجال، حيث تعيد استخدام كل قطرة مياه 2.7 مرة. وفيما يتعلق بالسعودية، ذكر أن المملكة تستخدم المياه مرتين تقريباً، مع إمكانية تحسين هذه النسبة بشكل أكبر في المستقبل.

المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي ساروج كومار خلال الجلسة الحوارية (الشرق الأوسط)

وفيما يخص تكلفة تحلية المياه، قال إنها انخفضت بنسبة 80 في المائة تقريباً عالمياً، بفضل استخدام الطاقة الشمسية وتطور التقنيات المستخدمة في التحلية، مما يجعل هذه الطريقة أكثر جدوى في البلدان مثل السعودية التي تقل فيها معدلات هطول الأمطار.

ولفت كومار جاه إلى زيارته الأخيرة منطقة أنتوفاغاستا في تشيلي، وهي الأشد جفافاً في العالم، إذ لا تسقط فيها الأمطار على الإطلاق.

ورغم ذلك، تُعد هذه المنطقة من أكثر المناطق الاقتصادية ازدهاراً في العالم، بفضل تبني تقنيات تحلية المياه وإعادة استخدامها، مما يعكس إمكانية بناء المرونة المائية في المناطق الجافة مثل السعودية، بحسب كومار جاه.