تحت شعار «بما تيسر»... طهاة يبتكرون أطباقاً تناسب العزل المنزلي

صورة من حساب الطاهي المحبوب جداً من الفرنسيين سيريل لينياك (إنستغرام)
صورة من حساب الطاهي المحبوب جداً من الفرنسيين سيريل لينياك (إنستغرام)
TT

تحت شعار «بما تيسر»... طهاة يبتكرون أطباقاً تناسب العزل المنزلي

صورة من حساب الطاهي المحبوب جداً من الفرنسيين سيريل لينياك (إنستغرام)
صورة من حساب الطاهي المحبوب جداً من الفرنسيين سيريل لينياك (إنستغرام)

مع إقفال المطاعم، يجد الطهاة الفرنسيون الكبار أنفسهم معزولين في المنازل كسائر المواطنين لكنهم يعكفون على إعداد أطباق «بما توفر» من مستلزمات في المنزل ويتشاركون الوصفات من خلال برنامج تلفزيون أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يعد الطاهي المحبوب جداً من الفرنسيين سيريل لينياك وهو يرتدي قميصاً قطنياً طعام العشاء مباشرة من منزله في توقيت يحظى بمتابعة كبيرة عبر التلفزيون. ويقول: «اليوم أتوجه إليكم بصفتي سيريل ولست الطاهي لينياك وأنا أنزل كما كل الفرنسيين، للتبضع في الحي الذي أسكن فيه».
يشاركه في برنامج «توس أن كويزين» الذي أطلقته محطة «إم 6» الثلاثاء، شخصيات معروفة ومواطنون عاديون من مطبخهم في كل أرجاء فرنسا.
ويؤكد سيريل لينياك أن الجميع بإمكانهم تحضير الأطباق هذه المؤلفة من كينوا وخضراوات على الطريقة الصينية وساندويتش تونا مع جبن أبيض والبيض المحشو وحساء الجزر والريزتو باللحم المقدد، حتى لو تطلب الأمر استبدال بعض المكونات الناقصة بما توفر في المطبخ.
https://www.instagram.com/p/B-PS4xhgsZT/
ويوضح سيريل لينياك لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذا الوضع الاستثنائي يسمح للطهاة «بعزف مقطوعة مطبخية أخرى فمن المهم تحسين يوميات الناس من خلال الطبخ بما تيسر في رفوف المطبخ أو البراد».
ويرى سيريل لينياك كما طهاة كبار اتصلت بهم وكالة الصحافة الفرنسية، أن ما يقوم به الآن «أمر رائع» بعدما حرم من المنتجات العالية الجودة التي كان يستخدمها في مطعمه.
https://www.instagram.com/p/B-UAEPJgzmB/
ومع هذا البرنامج الذي سيتواصل مع استمرار العزل المنزلي، يأمل في حمل الفرنسيين على الطبخ في منازلهم من خلال التشديد على أن هذه العملية غير معقدة والطعم لذيذ والتكلفة متدنية.
وتقول الطاهية الفرنسية أماندين شينيو في حصة تدرب فيها على طهو الهليون: «أنا لا أغش، لدي مطبخ صغير وأنتم قادرون على ذلك بما أنني قادرة عليه».
https://www.instagram.com/p/B-SFT83AX4q/
وتطهو شينيو الهليون والبيض في القدر نفسه وتخلطه بالزبدة في شريط صورته لأصدقائها الذين اعتادوا الأكل في المطعم.
وتوضح لوكالة الصحافة الفرنسية: «القول إني عاجز عن القيام حتى بالأمور البسيطة يشل حركة الفرد. يجب أن تكون الوصفة سهلة من دون استخدام الكثير من المعدات والمكونات غير المتوافرة».
في مرسيليا، يؤكد ألكسندر مازيا الحائز على نجمتين من دليل «ميشلان» واختاره دليل «غو إي ميو» كأفضل طاه لسنة 2019. أن مشروعه الحالي يتمحور على دوره بصفته «رب عائلة» يساعد أولاده على فروضهم المدرسية وممارسة الرياضة والطبخ معهم.
وفي حال توفر له بعض الوقت، يبث عبر «فيسبوك» بعض الوصفات المعدلة لتكييفها مع ظروف الحجر. وهي تلقى رواجاً كبيراً.
وهو يعرض وصفة قالب حلوى «يخفق مثل عجة البيض وهو بسيط التحضير ولذيذ الطعم» من دون الحاجة إلى الفصل بين صفار البيضة وبياضها.
وفي سلطة العدس الأخضر، يمكن على سبيل المثال استبدال الكاجو بأي مكون شبيه آخر.
ويوضح لوكالة الصحافة الفرنسية: «تلقيت أكثر من 350 رسالة نصية لمعرفة كيفية إعداد العدس الأخضر».
أما الطاهي كريستوف باكييه من منطقة بروفانس والحاصل على 3 نجوم من دليل ميشلان، فيضفي مذاقات متوسطية.
ويوضح: «زوجتي أقنعتني بأن أبث عبر إنستغرام ما أعد من طعام عندما أكون ضمن العائلة».
وهو يؤكد لوكالة الصحافة الفرنسية أنه مع الإغلاق والعزل التام «ينبغي أن نتدبر أمرنا بما هو متوفر وعلينا أن نشكل مثالاً يحتذى به في هذا المجال».


مقالات ذات صلة

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.


شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
TT

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين، وتُمثل هذه الشراكة علامة فارقة في العلاقات السعودية - الصينية، إذ تجمع بين خبرات أكاديمية «دونهوانغ» التي تمتد لأكثر من 8 عقود في أبحاث التراث والحفاظ الثقافي، والتزام الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالحفاظ على التراث الثقافي الغني للعلا ومشاركته مع العالم.

وتتولى أكاديمية «دونهوانغ» إدارة كهوف «موغاو»، وهي مجمع يضم 735 كهفاً بوذياً في مقاطعة «قانسو»، تم تصنيفه موقعاً للتراث العالمي للـ«يونيسكو» في عام 1987، وتشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم.

وبوصفها بوابة مهمة إلى الغرب، كانت «دونهوانغ» مركزاً رئيسياً للتجارة على طريق الحرير، في حين شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة؛ حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية، وأسهمت في تبادل المعرفة والتجارة عبر العصور.

وتُشكل المنطقتان مركزاً حيوياً للتجارة والمعرفة والتبادل الثقافي، ما يجعل هذه الشراكة متماشية مع الإرث التاريخي المشترك.

وتهدف الشراكة إلى توحيد الجهود بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» للحفاظ على تراث وتقاليد المحافظة، وقد نالت الأكاديمية إشادة دولية من قبل «اليونيسكو» والبنك الدولي والحكومة الصينية؛ تقديراً لجهودها في الحفاظ على كهوف «موغاو».

تشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم (الشرق الأوسط)

وستسهم الشراكة في تطوير برنامج شامل للحفاظ على المواقع والمعالم التاريخية في غرب الصين والعلا، إضافة إلى تنظيم معارض أكاديمية وبرامج تبادل للموظفين والعلماء.

وقالت سيلفيا باربون، نائب رئيس الشراكات الاستراتيجية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا: «لطالما جمعت بين السعودية والصين علاقة تاريخية عميقة، تجاوزت المسافات واختلاف الفترات الزمنية، لتربط بين الشعوب والأماكن، واليوم نواصل تعزيز هذه الروابط من خلال تعاوننا المثمر مع المؤسسات الرائدة والوجهات الحاضنة لأبرز المعالم التاريخية في العالم».

وأضافت: «بصفتنا حماة لبعض من أهم المواقع الثقافية في العالم وروّاداً لتراثنا الإنساني المشترك، تنضم أكاديمية (دونهوانغ) إلى الهيئة في طموحنا لجعل العلا مركزاً للبحث والاكتشاف في مجالات الثقافة والتراث والسياحة، في حين نواصل التجديد الشامل للعلا».

وتأتي هذه الشراكة عقب انطلاق معرض السفر السعودي، الذي نظمته الهيئة السعودية للسياحة؛ حيث تميّزت العلا بمشاركة لافتة من خلال جناح مميز في حديقة «تيان تان» بالعاصمة الصينية بكين، والذي سلّط الضوء على التراث الطبيعي والثقافي الغني للعلا.

وتزامنت هذه المشاركة مع توقيع اتفاقية تعاون جديدة بين وزارتي الثقافة السعودية والثقافة والسياحة الصينية لإطلاق العام الثقافي السعودي الصيني 2025.

من جانبه، قال الدكتور سو بوه مين، مدير أكاديمية «دونهوانغ»: «نحن فخورون بالدخول في هذه الشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتُمثل هذه الشراكة خطوة مهمة نحو ربط تاريخنا الثقافي الغني وتعزيز جهود الحفاظ على التراث».

وأضاف: «من خلال مشاركة خبراتنا ومواردنا، نسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي، وتعميق الفهم المتبادل، وابتكار برامج جديدة تُفيد المجتمع في الصين والسعودية، ونتطلع إلى تعاون مثمر يلهم ويثقف الأجيال القادمة».

وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، استضافت المدينة المحرّمة -موقع التراث العالمي للـ(يونيسكو) في بكين- معرض العلا: «واحة العجائب في الجزيرة العربية»، الذي تضمن عرضاً لمقتنيات أثرية من مجموعة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وذلك لأول مرة، واستقطب المعرض أكثر من 220 ألف زائر، والذي اتبعه توقيع اتفاقية شراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وإدارة التراث الثقافي في مدينة خنان الصينية.

وتدعم هذه الشراكة تطوير العلا و«دونهوانغ» بوصفها مراكز سياحية عالمية، كما تسهم في تفعيل برامج الحفاظ المشتركة والمبادرات الثقافية، وتعزيز مشاركة المجتمعات لدعم الازدهار، بما يتماشى مع مبادرة الحزام والطريق الصينية و«رؤية السعودية 2030».