قرار بتنظيم عودة اللبنانيين من الخارج بعد تهديدات بري

حتي لـ«الشرق الأوسط»: الخارجية تنفّذ ما يقرره مجلس الوزراء

وزير الخارجية ناصف حتي
وزير الخارجية ناصف حتي
TT

قرار بتنظيم عودة اللبنانيين من الخارج بعد تهديدات بري

وزير الخارجية ناصف حتي
وزير الخارجية ناصف حتي

هدد رئيس مجلس النواب نبيه بري، بتعليق تمثيله في الحكومة اللبنانية، إذا بقيت على موقفها الرافض لإعادة المغتربين قبل 12 أبريل (نيسان) المقبل، وهو ما فعّل الاتصالات السياسية للتوصل إلى حل يعيدهم من دول موبوءة بفيروس «كورونا» في أوروبا وأفريقيا، قبل الثلاثاء المقبل.
وحرك تلويح بري المبادرات السياسية ودخل «حزب الله» على خط الاتصالات. وعُقد اجتماع وزاري طارئ برئاسة رئيس الحكومة حسان دياب لوضع آليات الإجلاء بصيغتها النهائية، وأكدت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط» أن قرار تنظيم العودة اتُّخذ، أمس، عبر رحلات تنظمها شركة «طيران الشرق الأوسط»، كاشفة أن «الخطوات التنفيذية سيُعلن عنها رسمياً يوم الثلاثاء المقبل بعد اجتماع مجلس الوزراء».
وقال وزير الخارجية ناصف حتي لـ«الشرق الأوسط» أن قرار عودة اللبنانيين الموجودين في الخارج حالياً من عدمه هو من اختصاص مجلس الوزراء، ووزارة الخارجية تقوم بتنفيذ ما يتخذه المجلس من قرارات، كما هي حال بقية الوزارات. وكشف حتي أن وزارة الخارجية تقوم حالياً باستكمال جمع المعطيات حول أوضاع المغتربين اللبنانيين في الخارج من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة عندما يقرر مجلس الوزراء المسار الذي سيسلكه في هذا الإطار. وأشار إلى أن الوزارة تقوم حالياً، عبر البعثات اللبنانية في الخارج، بمتابعة أوضاع اللبنانيين، وتقديم المساعدة عند الحاجة، خصوصاً فيما يتعلق بالطلاب.
وغداة تصعيده ضد الحكومة، مضى الرئيس بري في تصعيد إضافي أمس، حيث قال في بيان مقتضب صدر عن مكتبه الإعلامي: «أما وقد بلغ السيل الزبى بالتنكر لنصفنا الآخر لا بل للقطاع الاغترابي الذي جعلنا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس بالعطاء والفكر وحتى بالعملة الصعبة لذا إذا بقيت الحكومة على موقفها إزاء موضوع المغتربين لما بعد يوم الثلاثاء المقبل فسنعلق تمثيلنا بالحكومة».
وقالت مصادر سياسية إن هناك عدة اقتراحات طُرحت في الساعات الماضية لإجلاء المغتربين، وسط تأكيدات منهم أنهم حاضرون لإعفاء الدولة من أي تكاليف، فيما أكدت شركة «طيران الشرق الأوسط» اللبنانية، أنها حاضرة لإجلائهم. وأشارت المصادر إلى أن من ضمن الاقتراحات التي تُدرس «إرسال بعثة طبية تتألف من ممرضين وطبيب اختصاصي يفحصهم هناك قبل صعودهم إلى الطائرة، ويجري فرزهم بين حالات تحتاج إلى حجر منزلي أو عزل، قبل وصولهم إلى لبنان».
وشددت مصادر قريبة من بري على أنه «لا يجوز أن يُترك هؤلاء المغتربون، وعلينا إنقاذ الجاليات اللبنانية في الخارج اليوم قبل الغد». وأضافت: «هؤلاء المغتربون الذين جُمدت ودائعهم في المصارف ولا يستطيعون الحصول عليها، رغم ذلك، هم حاضرون لمساعدة بعضهم البعض، ويتواصلون ويتحضرون لإجلائهم».
ولم تقتصر الدعوات لإعادة اللبنانيين على بري، إذ أعلن رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع، في بيان أن «موقف الحكومة اللبنانية حتى الساعة من المغتربين اللبنانيين المنتشرين في أصقاع العالم الأربعة والذين يريدون العودة بإلحاح إلى وطنهم الأم في هذا الظرف الصعب هو مخزٍ للغاية، إذ كيف يمكن لحكومة عندها الحد الأدنى من الحسّ بالمسؤولية تجاه شعبها أن ترفض طلب عودة بعض أبنائها من الخارج تحت ضغط انتشار وباء (كورونا)». وشدد جعجع على أن «الحكومة مطالَبة باتخاذ قرار سريع جداً بتنظيم رحلات للراغبين من اللبنانيين في الانتشار بالعودة إلى ديارهم في هذه الظروف الاستثنائية».
ويأتي ذلك في ظل جدل سياسي حول خلية الأزمة الحكومية، إذ تتحدث مصادر سياسية عن مآخذ عليها، بالنظر إلى أن من يديرها ليس طبيباً. وتقول المصادر إن ثمة شكاوى من أكبر المستشفيات في لبنان أنه رغم تفشي الفيروس، لم يبلغ التنسيق الدرجة المطلوبة، وهناك خلل في التنسيق بين المستشفيات الخاصة واللجنة المعنية في خلية الأزمة.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.