إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

- غسل اليدين بالماء والصابون
> كيف يفيد الغسل بالماء والصابون في منع انتشار الجراثيم التي تجعلنا مرضى؟
- هذا ملخص أسئلتك المهمة جداً حول كيفية تنفيذ غسل اليدين بالماء والصابون والطريقة الصحيحة في ذلك لمنع انتشار الميكروبات.
وبداية علينا ملاحظة أن الميكروبات موجودة في كل مكان، أي في الهواء والتربة والماء وعلى كل سطح، بما في ذلك جسم الإنسان. وصحيح أن معظم الميكروبات غير ضارة وبعضها مهم لصحة الإنسان، مثل البكتيريا الصديقة التي تعيش في الأمعاء، ولكن هناك العديد من الميكروبات البكتيرية والفيروسية التي تسبب المشاكل الصحية للإنسان، وهذه هي الأنواع التي نفضل ألا تكون موجودة في أجسامنا كي لا نُصاب بالمرض. ولحسن الحظ أن خط دفاعنا الأول ضد تلك الميكروبات الضارة، والذي أثبت جدواه العالية، هو الصابون المتوفر في كل مكان.
الصابون في تركيبه هو عبارة عن مزيج من ثلاثة مكونات بنسب محددة، وهي: الدهون أو الزيت، والماء، والقلويات أو نوع من الملح الأيوني الأساسي. أي أن الصابون «ملح دهني». ويتم إنتاجه إما بالطريقة الباردة وإما الحارة التي تمزج المكونات من هيدروكسيد الصوديوم مع الماء بالزيت الحيواني أو النباتي، كي تتفاعل مع بعضها البعض ضمن عملية كيميائية تُسمى «التصبّن».
والجدوى الأهم لغسل اليدين بالماء والصابون هو النجاح الفعلي لإزالة الميكروبات العالقة على أيدينا. وللتوضيح، فإن الميكروبات عادة تلتصق بسطح دهني، ولذا فهي بحاجة إلى أن تلتصق وتبقى ضمن طبقة الدهون الطبيعية الموجودة على سطح الجلد. وهي الدهون التي تفرزها الغدد الدهنية بالجلد لترطيبه.
وعند الغسل بالماء فقط، فإن الماء وحده لا يستطيع إزالة طبقة الدهون الممتزجة بالميكروبات بشكل فاعل وكامل، لأن الماء والدهون لا يمتزجان لوحدهما، بل يتنافران، ولذا تبقى الدهون المحملة بالميكروبات ملتصقة على الجلد بعد غسله بالماء فقط. ولكن عند غسل اليدين بالماء والصابون معاً، وتكوين رغوة كافية لتغطية كامل سطح وثنايا اليدين والأصابع والأظافر، وإبقاء تلك الرغوة وإجراء عملية الفرك لفترة زمنية كافية (لإتمام التفاعلات الكيميائية اللازمة لإزالة طبقة الدهون المحملة بالميكروبات)، فإن عملية تنظيف اليدين بالماء والصابون تكون ناجحة وفاعلة في إزالة الميكروبات عن الجلد.
والتفاعلات الكيميائية التي تحصل عن الغسل بالماء والصابون بطريقة صحيحة هي كالتالي:
- ترطيب اليدين بالماء أولاً خطوة مهمة جداً في المساعدة على حصول التفاعلات المفيدة لمادة الصابون في تنظيف الجلد من الميكروبات. ولذا يجدر تبليل اليدين جيداً بالماء الجاري النظيف أولاً، سواء كان دافئاً أو بارداً.
- ثم وضع الصابون السائل وفركه جيداً حتى يُكوّن الرغوة التي يجدر أن تغطي كافة أجزاء اليدين. وكذلك الحال عند استخدام قالب الصابون الجاف بفركه بين أجزاء اليدين لتكون كمية كافية تغطي أجزاء اليدين بالرغوة.
- وبعد ذلك ينبغي فرك اليدين بشدة لمدة لا تقل عن 20 ثانية على الأقل. ويجدر تذكر فرك اليدين بالكامل جيداً، بما في ذلك ظهر اليدين والرسغان وبين الأصابع وتحت الأظافر. ولو زاد المرء مدة التنظيف إلى 30 أو 40 ثانية فإنه أفضل ويفيد في إزالة المزيد من الميكروبات كما يشير كثير من المصادر الطبية.
ومادة الصابون نفسها هي مادة قطبية «مزدوجة الألفة» ، أي أنها ذات قطبين وتمتلك نتيجة لذلك خاصيتين. الخاصية الأولى حب الماء في قطب، والخاصية الثانية حب الدهون في القطب الآخر. وهذا يجعلها أولاً قابلة للذوبان في الماء لأنها تمتلك قطباً محباً للماء. ويجعلها في نفس الوقت قابلة للالتصاق والتفاعل مع الدهون وحملها ونزعها عن الأسطح التي تلتصق بها تلك الدهون، لأنها تمتلك قطباً محباً للدهون. وإزالتها للدهون يتم من خلال تفاعلات تُسمى خفض التوتر السطحي أو الشد السطحي للدهون. ومعلوم وملاحظ أن طبقة الدهون تدفع الماء بقوة إذا ما وُضع عليها. ولذا يعمل الصابون على خفض ذلك «التوتر» على سطح الدهون وتسهيل إزالتها عن طبقة الجلد بكل الميكروبات المنتشرة فيها والملتصقة بها. ثم بعد ذلك، وعند شطف اليدين جيداً بالماء الجاري لإزالة الرغوة، تخرج الميكروبات عن سطح الجلد. أي أن جزيئات الصابون تعمل كوسيط بين جزيئات الماء ودهون الجلد المحملة بالميكروبات، وتلتصق بهما في نفس الوقت، ثم عندما يتم شطفهما، ينقل الصابون الجراثيم بالماء بعيداً عن اليدين.
ولضمان عدم انتشار الميكروبات من قطرات الماء المتساقطة عن الجلد بعد غسل اليدين، يجدر تجفيف اليدين بمنشفة نظيفة أو بالهواء النقي.
ولذا نلاحظ أهمية تبليل اليدين جيداً بالماء أولاً، وأهمية تكوين الكمية الكافية من الرغوة ثانياً، وأهمية استمرار عملية فرك اليدين بالرغوة لمدة كافية لا تقل عن 20 ثانية ثالثاً، وأهمية شمول الفرك بالرغوة الصابونية لما بين الأصابع وباطن وظاهر اليدين وما تحت الأظافر رابعاً، وأهمية التجفيف لليدين بمناشف أو محارم نظيفة خامساً.
وتفيد المصادر الطبية بأن الصابون العادي كاف لنقاء وتنظيف اليدين من الميكروبات إذا ما تمت عملية الغسل لليدين بطريقة صحيحة.
كما تفيد المصادر الطبية بأن المرء عندما يلمس بيديه الناس والأسطح والأشياء طوال اليوم، فإن الميكروبات تتجمع على يديه، وبالتالي يمكن أن يُصيب نفسه أو غيره بهذه الميكروبات عن طريق لمس عينيه أو أنفه أو فمه أو نقلها إلى الآخرين. ويمكن أن يساعد غسل اليدين بشكل متكرر في الحد من انتقال البكتيريا والفيروسات والميكروبات الأخرى.
ولذا يجدر غسل اليدين قبل تحضير الطعام أو تناوله وقبل علاج الجروح أو الاعتناء بشخص مريض وقبل ارتداء العدسات اللاصقة أو خلعها. كما يجدر غسل اليدين دائماً بعد تحضير الطعام، أو استخدام المرحاض أو تغيير الحفاضات أو تنظيف الطفل الذي استخدم المرحاض، أو لمس حيوان أو لمس طعامه أو فضلاته، أو تنظيف الأنف أو السعال أو العطاس، أو علاج الجروح أو الاعتناء بشخص مريض، أو إزالة القمامة، أو عندما تكون متسخة بشكل واضح.
وتضيف تلك المصادر أن مطهِّرات الأيدي المحتوية على الكحول، التي لا تتطلب استخدام الماء، هي بديل مقبول عند عدم توفر الصابون والماء. وإذا كنت ستستخدم مطهراً لليد، ضع منتج الجل في راحة يدٍ واحدة، وتحقق من الملصق التعريفي على العبوة لمعرفة الكمية المناسبة، ثم افرك يديك معاً، وبعدها افرك الجل على جميع أسطح يديك وأصابعك حتى تجف يديك.
- استشاري باطنية وقلب
مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:
[email protected]


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.