نتنياهو يتوقع إصابة مليون إسرائيلي بـ«كورونا»

اختار كثير من العمال الفلسطينيين ما يشبه «الغربة» في إسرائيل عبر مبيتهم هناك لشهر أو شهرين (أ.ف.ب)
اختار كثير من العمال الفلسطينيين ما يشبه «الغربة» في إسرائيل عبر مبيتهم هناك لشهر أو شهرين (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يتوقع إصابة مليون إسرائيلي بـ«كورونا»

اختار كثير من العمال الفلسطينيين ما يشبه «الغربة» في إسرائيل عبر مبيتهم هناك لشهر أو شهرين (أ.ف.ب)
اختار كثير من العمال الفلسطينيين ما يشبه «الغربة» في إسرائيل عبر مبيتهم هناك لشهر أو شهرين (أ.ف.ب)

في وقت تم فيه نشر تقرير مراقب الدولة، متنياهو أنغلمان، الذي يبين أن جهاز الصحة في إسرائيل لا يقدر على التعامل مع انتشار الأوبئة، بسبب النقص الحاد في عدد الأسرّة في المستشفيات، بالإضافة إلى نقص في أجهزة التنفس الاصطناعي، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن هناك احتمالاً أن يرتفع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد خلال الشهر المقبل إلى نحو مليون شخص.
وكان نتنياهو يتكلم في جلسة خاصة لحكومته، أمس، في ضوء نشر التقرير، فحذر «من سيناريوهات كارثة صحية قد تحدث في الأسابيع المقبلة، إذا لم تتخذ إسرائيل إجراءات صارمة لوقف تفشي فيروس كورونا». وقال: «يمكن أن نصل إلى مليون مصاب في غضون شهر. ويمكن أن يكون هناك أيضاً 10 آلاف حالة وفاة في إسرائيل، كما تنبأت النماذج الصارمة لوزارة الصحة».
واتخذ مجلس الوزراء قرارات متشددة أكثر تجاه العزل في البيوت ومنع المواطنين من التجول خارجها. وتقرر وقف المواصلات العامة وإغلاق المتاجر، باستثناء متاجر الأطعمة والصيدليات، واستثناءات أخرى، منها حظر أي نشاط رياضي خارج البيت، وإلزام المواطنين بعدم الابتعاد عن منازلهم أكثر من 100 متر، باستثناء الخروج بغرض شراء أغراض ضرورية وتشديد العقوبات على المواطنين الذين يخرقون التعليمات.
وتبين في الاجتماع أن عدد الإصابات بـ«كوفيد - 19» قفز صباح أمس إلى 1656، بينها 32 حالة صعبة. والتقديرات هي أن ارتفاع عدد الفحوصات الطبية سيكشف عن مزيد من الإصابات. وقد نشب خلاف حاد بين ممثلي وزارتي الصحة والمالية. فطالبت وزارة الصحة بمنع تجول وإغلاق كامل، بينما حذرت المالية من انهيار الاقتصاد. وأمر نتنياهو الطرفين بصياغة موقف يمكن الاتفاق عليه من الطرفين.
وكان تقرير مراقب الدولة، الذي نشر مساء أول من أمس، قد أشار إلى أوجه القصور في جاهزية وزارة الصحة وصناديق المرضى والمستشفيات للتعامل مع تفشي المرض والأوبئة. وتبين أنه كان من المفترض نشره خلال العام الماضي على إثر تفشي مرض الحصبة والإنفلونزا والإيبولا، وتم تقديمه لوزير الصحة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. لكن المراقب، الذي عينه نتنياهو، حجب هذا التقرير حتى لا ينشر في فترة انتخابات. وحرص المراقب على صياغة متهاونة، وقام بشطب مواد تنتقد أداء نتنياهو.
يذكر أن وزارة الصحة الإسرائيلية، أعلنت أمس أن عدد الإسرائيليين في العزل المنزلي بلغ 135549، بينهم 4 وزراء و6 نواب في البرلمان.
وفي سياق آخر، بات العمال الفلسطينيون «غير الملتزمين» بقرارات السلطة وإسرائيل منع التنقل بين الجانبين، يشكلون مصدر قلق كبير للفلسطينيين الذي يخشون أن يساعد هؤلاء على تفشي فيروس كورونا في الأراضي الفلسطينية مع تفشيه بشكل مقلق في إسرائيل نفسها. ويترفع عدد المصابين بفيروس كورونا في الأراضي الفلسطيني بشكل قليل، ويبدو تحت السيطرة، في مقابل ارتقاع سريع ومقلق في إسرائيل، وهو ما يعني أن أي تنقل بين الجانبين قد يفتح باباً لا تمكن السيطرة عليه.
واختار كثير من العمال الفلسطينية ما يشبه «الغربة» في إسرائيل، عبر مبيتهم هناك لشهر أو شهرين، وفق الشروط الإسرائيلية والفلسطينية، لكن آخرين يعملون بشكل غير قانوني ويتسللون إلى إسرائيل أو يعملون في المستوطنات آثروا مصالحهم الذاتية على المصلحة العامة، وظلوا يحاولون التنقل بشكل شبه يومي، وهو ما دعا السلطة إلى إطلاق أكثر من نداء مغلف بالتحذيرات.
وقال المتحدث باسم الحكومة إبراهيم ملحم، أمس: «إن على العمال ألا يذهبوا لأماكن عملهم، التي يتعرضون فيها لهذا المستوى من الانحطاط الأخلاقي في التعامل معهم، بتجهيز منامات غير إنسانية في أماكن عملهم، والتخلي عنهم لحظة مرضهم، إضافة إلى أن ورش العمل والمصانع الإسرائيلية باتت حاضنة للوباء».
وأضاف، في مبادرة بديلة: «إننا سنحافظ على عمالنا وسنرعاهم، ونستقبلهم ونتحمل المسؤولية إزاءهم».
ودعا ملحم العمال إلى عدم الذهاب لورش ومصانع الاحتلال التي باتت حاضنة للوباء، وعدم القبول بمثل هذه الظروف غير الإنسانية التي يضعهم فيها أرباب العمل الإسرائيليون. وقال الناطق باسم الحكومة: «إذا كان لا بد من الحصول على لقمة العيش، فلتكن بكرامة، وليس بهذا النحو من الإهانة». وأضاف: «نعمل بكل جهد لتوعية عمالنا ألا يذهبوا إلى العمل داخل إسرائيل في هذه الظروف الصعبة، وألا يلقوا بأنفسهم في هذه البؤر والحواضن لهذا الوباء، حفاظاً على سلامتهم وأهلهم ومجتمعهم».
وجدد ملحم طلبه من العمال عدم الذهاب لأماكن عملهم في المستوطنات التي باتت «بؤراً» لفيروس كورونا المستجد. بل حذرهم من ذلك.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.