ما هي شبكات الجيل الخامس؟

ستدخل تغييرات كبرى على الحياة والأعمال

ما هي شبكات الجيل الخامس؟
TT

ما هي شبكات الجيل الخامس؟

ما هي شبكات الجيل الخامس؟

من السهل جداً أن نشرح لكم ما هي شبكات اتصال الجيل الخامس (5G)، ولكنّ الصعوبة تكمن في شرح أسباب التغيير الإيجابي الهائل الذي ستدخله على حياتكم.
إن شبكات اتصال الجيل الخامس هي تقنية لاسلكية تنقل البيانات عبر الهواء من أبراج خلوية إلى الهواتف وأجهزة أخرى، بسرعات أكبر بكثير من التي نملكها اليوم.
- سرعات هائلة
فكّروا باتصال النطاق العريض المتوفّر في منازلكم اليوم. أستخدم في منزلي اتصال بالإنترنت من شركة «إي تي & تي» (لا ألياف ولا غيغابايت). بحسب الشركة، تبلغ سرعة خطّة الإنترنت التي أستخدمها 28 ميغابايت في الثانية، وهذه هي سرعة التحميل من الإنترنت إلى منزلي.
للتحقّق، أجريت اختباراً للسرعة على موقع «سبيد تست.نت»، ووجدتُ أن سرعة التحميل كانت 28.05 ميغابايت في الثانية، كما قالت الشركة.
حصلتُ الأسبوع الماضي على فرصة لاختبار شبكة اتصال الجيل الخامس من «فرايزون» في مدينة دالاس الطبية على هاتف «غالاكسي S20 ألترا» الجديد من سامسونغ، ووجدتُ أن سرعة الاتصال بالإنترنت بلغت 975 ميغابايت في الثانية.
بحسبة بسيطة، نجد أنّ شبكة اتصال الجيل الخامس تقدّم لمستخدميها سرعة أكبر بـ35 مرّة من الاتصال المتوفر في منازلهم اليوم، فضلاً عن أنّها تنتقل عبر الهواء وليس عبر سلك يتصل بالمنزل.
إلا أن شبكات اتصال الجيل الخامس ليست واحدة، إذ تختلف أنواع اتصالات الجيل الخامس بحسب الجزء المستخدم فيها من الطيف الراديوي.
يستخدم النطاق المنخفض تردّدات 600 ميغاهرتز، و800 ميغاهرتز، و900 ميغاهرتز وتبلغ سرعته القصوى أثناء التحميل 100 ميغابايت في الثانية.
يستخدم النطاق المتوسط تردّدات تتراوح بين 2.5 غيغاهرتز و4.2 غيغاهرتز، وتصل ذروة سرعته إلى واحد غيغابايت في الثانية.
أمّا النطاق العالي فيستخدم نطاقات متعدّدة تتراوح بين 24 غيغاهرتز، و47 غيغاهرتز وينتج سرعات قصوى تصل إلى 10 غيغابايت في الثانية.
قد تجدون النطاق المتوسط تحت اسم «ساب - 6» والنطاق العالي تحت اسم «موجة المليمتر».
النطاق الأوّل هو الأقلّ سرعة، ولكنّ إرساله ينتقل لمسافة أبعد من البرج ويخترق الأبنية بنجاح. أما النطاقات المرتفعة فهي الأسرع طبعاً، ولكنّ إرسالها لا ينتقل لمسافة بعيدة عن الأبراج، أي أنّها تتطلّب كثافة أعلى في البرج لتزوّدكم بتغطية جيّدة، فضلاً عن أنّها لا تخترق الأبنية بالدرجة المطلوبة.
أمّا النطاق المتوسط، فيمكن اعتباره حلاً وسطاً، حيث إنّه يقدّم لكم مزيجاً مرضياً من السرعة، والمسافة، واختراق الأبنية.
ورد في تقرير نشره موقع «ديجيتال ترندز» أن شركة «تي موبايل» تستخدم قسماً كبيراً من طيف النطاق المنخفض، بينما تملك شركة «سبرينت» القسم الأكبر من الطيف المتوسط النطاق. أمّا النطاق العالي، فتشغّله شركتا «فرايزون» و«إي تي & تي».
- فوائد منزلية وعملية
لا تنحصر فوائد شبكة الجيل الخامس باتصال بياني أسرع على الهواتف، بل تتعدّاه إلى تزويد المستهلكين بسرعة أكبر أثناء استعمال الإنترنت في المنزل، ولا سيّما من هم مقربون من نطاق الإرسال.
اليوم، عندما يقرر الناس الاشتراك بخدمة الواحد غيغابايت في المنزل، يتوجّب عليهم التواصل مع الشركة المزوّدة لخدمات الهاتف أو الكابل لطلب تمديد سلك جديد. ولكن كم سيكون المشهد رائعاً إذا رأينا أربع أو خمس شركات تتنافس بين بعضها لبيع خدمة اتصال الجيل الخامس وتشغيلها في منازلكم دون الحاجة إلى تركيب أي جهاز جديد، والاكتفاء بنقطة لاسلكية ساخنة للحصول على الخدمة؟
يتحدّث الخبراء أيضاً عن احتمال استخدام هذه التقنية في قطاع العناية الصحية (في العمليات الروبوتية التي تُجرى عن بعد)، والسيارات الذاتية القيادة (التي تحتاج إلى كمّ كبير من البيانات للتحرّك على الطرقات)، وحتّى في البنى التحتية الذكية التي قد تتيح التواصل بين إشارات السير في المدينة.
قد تلعب هذه الشبكات دوراً كبيراً في تعزيز سلامة المركبات. ففي حال كانت سيّارتكم العصرية تعرف كم بقي على تغيير أضواء السير، ستحظون بمزيد من الوقت لاتخاذ الخطوة المناسبة في تقاطع مزدحم.
لا شكّ في أنّ شبكات الجيل الخامس ستغيّر حياتنا بشكل كبير. قد لا تتضح معالم هذا التغيير في السنة أو السنتين المقبلتين، ولكننا واثقون من أنّه سيكون مؤثراً. وبعد خمس أو عشر سنوات، قد ننسى أننّا في يوم من الأيّام استخدمنا اتصالاً سلكياً بالإنترنت.
-«ذا دالاس مورنينغ نيوز»، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

أوروبا كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

 بدأ إصلاح كابل اتصالات بحري متضرر بين هلسنكي وميناء روستوك الألماني في بحر البلطيق، الاثنين.  

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
المشرق العربي أطفال انفصلوا عن شقيقهم بعد فراره من شمال غزة ينظرون إلى صورته على هاتف جوال (رويترز)

انقطاع كامل للإنترنت في شمال غزة

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، اليوم (السبت)، عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في محافظة شمال قطاع غزة، بسبب «عدوان الاحتلال المتواصل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق حبُّ براد بيت سهَّل الوقوع في الفخ (رويترز)

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

أوقفت الشرطة الإسبانية 5 أشخاص لاستحصالهم على 325 ألف يورو من امرأتين «ضعيفتين ومكتئبتين»... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا سانيا أميتي المسؤولة في حزب الخضر الليبرالي (أ.ب)

مسؤولة محلية سويسرية تعتذر بعد إطلاق النار على ملصق ديني

قدمت عضوة في مجلس مدينة سويسرية اعتذارها، وطلبت الحماية من الشرطة بعد أن أطلقت النار على ملصق يُظهِر لوحة تعود إلى القرن الرابع عشر لمريم العذراء والسيد المسيح.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
شؤون إقليمية كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران (الخارجية الإيرانية)

إيران ترد على «مزاعم» اختراقها الانتخابات الأميركية

رفضت طهران ما وصفتها بـ«المزاعم المتكررة» بشأن التدخل في الانتخابات الأميركية، في حين دعت واشنطن شركات تكنولوجيا مساعدة الإيرانيين في التهرب من رقابة الإنترنت.


شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».