مسحوق من «الأزرق الفرعوني» لكشف البصمات

استخدام الصبغة لإظهار البصمات
استخدام الصبغة لإظهار البصمات
TT

مسحوق من «الأزرق الفرعوني» لكشف البصمات

استخدام الصبغة لإظهار البصمات
استخدام الصبغة لإظهار البصمات

طوّر فريق بحثي أسترالي صبغة «الأزرق الفرعوني» لتتحول إلى مسحوق فعّال في الكشف عن بصمات «أصابع المجرمين» على الأسطح والأرضيات الصعبة. واكتشفت هذه الصبغة التي تعرف علمياً باسم «الأزرق المصري»، في بعض أنواع الطلاء التي لا تزال تلون التماثيل والتوابيت وجدران المقابر الفرعونية القديمة، ونجح الباحثون قبل عقود في فك شفرتها والتوصل لمكوناتها الكيميائية التي أهلتها للدخول في عدة تطبيقات، كان آخرها استخدامها كمسحوق لكشف البصمات.
وقبل نحو أربعة أعوام، أثبت فريق بحثي بريطاني في دراسة نشرت في شهر مايو (أيار) 2016 بالدورية المعنية بالأصباغ «Dyes and Pigments «أن نثر الأسطح بمسحوق الأزرق الفرعوني يمكن أن يساعد بشكل أفضل في الكشف عن البصمات، حيث يتم تصوير السطح المحتوي على المسحوق تحت ضوء أبيض بواسطة كاميرا ومرشح حساس للأشعة تحت الحمراء، فيؤدي ذلك إلى إظهار أي بصمات على الأسطح إن وجدت، وذلك لأن من خصائص هذه الصبغة أنها تصدر تلك الأشعة عند تعريضها للضوء، فيكون ذلك مفيداً في الكشف عن بعض الأشياء التي لا ترى بالعين المجردة.
وكشفت دراسة جديدة تنشرها دورية «كيمياء الطب الشرعي»، التي تصدرها الجمعية الأميركية لمديري مختبرات الجريمة (ASCLD) في عدد مايو (أيار) المقبل، عن تطوير يمكن إحداثه في تلك الصبغة الفرعونية لتكون الأشعة تحت الحمراء الصادرة عنها أكثر توهجاً، وهو ما يساعد في كشف بصمات الأصابع الكامنة التي يكون من الصعب الكشف عنها، مع استخدام معدات تصوير بسيطة وغير مكلفة.
ووفق تقرير نشره الموقع الإلكتروني للدورية أول من أمس عن الدراسة، فإن «تغطية مسحوق الأزرق الفرعوني بجسيمات من مادة «بروميد الستريمونيوم» يجعل هذا المسحوق المغلف يقدم مزيداً من التباين الكاشف عن البصمات مقارنة باللون الأزرق الفرعوني غير المطلي بالجسيمات.
ويقول الدكتور خالد محمدي، أستاذ الكيمياء بجامعة جنوب الوادي بمصر، أن تلك المادة المضافة للصبغة تجعلها محببة بشكل أفضل للدهون، فتلتصق بها، للكشف عن علامات الأصابع الكامنة. وتحتوي بصمات الإنسان على العرق والدهون التي يفرزها الجلد، وتعمل المادة المضافة على تحسين خاصية الالتصاق بالدهون، عند نثرها على الأسطح، مما يساعد في الكشف عن البصمة بشكل أفضل، كما يؤكد الدكتور محمدي.


مقالات ذات صلة

اختتام معرض «CES» بابتكارات تعكس توجه مستقبل التكنولوجيا الاستهلاكية

تكنولوجيا استقطبت دورة هذا العام أكثر من 100 ألف مشارك وشركة عارضة في مدينة لاس فيغاس (CES)

اختتام معرض «CES» بابتكارات تعكس توجه مستقبل التكنولوجيا الاستهلاكية

في لاس فيغاس كمبيوترات قابلة للطي، وشاشات فائقة السطوع، وساعات اللياقة الذكية وأجهزة للعرض المنزلي وغيرها.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يعد «Daily Listen» من «غوغل» نموذجاً مثيراً لكيفية تطور الوسائط الشخصية في السنوات القادمة (أدوبي)

بودكاست من «غوغل» يُقدمه اثنان من روبوتات الدردشة فقط!

روبوتا الدردشة يناقشان مواضيع تتماشى تماماً مع اهتماماتك الخاصة بناءً على تاريخ بحثك ونشاطك.

نسيم رمضان (لندن)
خاص «آي بي إم»: فجوات المهارات وتعقيد البيانات والتكاليف والحوكمة تشكل تحديات رئيسية أمام الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط (شاترستوك)

خاص مدير عام «آي بي إم» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي قادر على جني 4 تريليونات دولار سنوياً

يعدّ سعد توما مدير عام «آي بي إم» في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، أن الذكاء الاصطناعي «ليس مجرد أداة أخرى، بل ورشة عمل بأكملها».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يستمر معرض «CES 2025» حتى التاسع من شهر يناير بمشاركة عشرات الآلاف من عشاق التكنولوجيا والشركات التقنية في مدينة لاس فيغاس (CES)

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

إليكم بعض أبرز الابتكارات التي تكشف عنها كبريات شركات التكنولوجيا خلال أيام المعرض الأربعة في مدينة لاس فيغاس.

نسيم رمضان (لندن)
خاص توفر السيارة أحدث التقنيات بما في ذلك نظام صوتي قوي وميزات مساعدة السائق المتقدمة والتكامل السلس مع الهواتف الذكية (كاديلاك)

خاص تعرف على التقنيات التي تطرحها «كاديلاك» في «إسكاليد 2025»

«الشرق الأوسط» تـتحدث إلى سارة سميث مديرة هندسة البرامج في «كاديلاك».

نسيم رمضان (لندن)

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».