كيف تعامل رؤساء أميركا مع أبرز الأزمات الصحية بالبلاد؟

الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت (أ.ب)
TT

كيف تعامل رؤساء أميركا مع أبرز الأزمات الصحية بالبلاد؟

الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت (أ.ب)

واجه كثير من الرؤساء الأميركيين أزمات تركت آثاراً عميقة في حياة الأميركيين، سواء كانت هذه الأزمات كارثة طبيعية، أو حرباً، أو انكماشاً اقتصادياً، أو تهديداً للصحة العامة، أو الإرهاب. وبحسب تقرير نشرته وكالة أنباء «أسوشييتد برس»، فقد اختلفت طريقة تعامل الرؤساء المختلفين مع هذه الأزمات بشكل كبير.
وأوضح التقرير أن الرؤساء الأميركيين السابقين لم يشاركوا في قضايا الصحة العامة بالطريقة نفسها التي انغمس فيها الرئيس الحالي دونالد ترمب، في جهود مكافحة فيروس «كورونا» المستجد؛ حيث كانت هذه القضايا تُترك عادة للعاملين في الصحة العامة على مستوى الولايات.
أما ترمب، فقد أسس قوة مهام خاصة بمكافحة فيروس «كورونا»، ويقود جلسة الإحاطة اليومية الخاصة بها في البيت الأبيض، وقد وصف نفسه بأنه رئيس «لزمن الحرب» في مواجهة «عدو غير مرئي»، مسؤولاً عن مئات القتلى وآلاف الإصابات في الولايات المتحدة.

وتستعد السلطات لتعزيز إجراءاتها لمكافحة الوباء، مع إنشاء مستشفيات ميدانية بشكل طارئ، تبلغ سعتها الإجمالية أربعة آلاف سرير.
وأغلقت كاليفورنيا ونيويورك -الولايتان الأكبر عددياً في البلاد- كل المحلات غير الأساسية، وأمرتا سكانهما بلزوم منازلهم. كما فرضت إيلينوي ونيوجرسي وكونيتيكت وبنسلفانيا ونيفادا قيوداً صارمة على سكانها.
وتُوفي في الولايات المتحدة حوالي 416 شخصاً بوباء «كورونا» حتى الآن، وأُصيب أكثر من 33 ألف شخص.
وعلى الرغم من ذلك، فإن ترمب يواجه انتقادات من جانب عدد من المواطنين للرد الأول لحكومته على الوباء؛ حيث بدا في بداية الأزمة وكأنه يقلل من حجم الخطر، مؤكداً خصوصاً أن الفيروس ليس أخطر من الإنفلونزا الموسمية، وسيختفي في أحد الأيام.
أما الرئيس السابق باراك أوباما، فقد واجه أزمة انتشار إنفلونزا الخنازير بعد شهور من توليه الرئاسة في عام 2009.

وأودت هذه الإنفلونزا بحياة نحو 200 ألف شخص حول العالم، من بينهم ما يقرب من 12500 في الولايات المتحدة. وشكل أوباما فريقاً للتعامل مع الأزمة، وأعلن في نهاية المطاف حالة طوارئ صحية عامة، وحالة طوارئ وطنية للتعامل مع المرض.
وطلب أوباما من الكونغرس 1.5 مليار دولار للمساعدة في التصدي للفيروس.
وقال الدكتور هوارد ماركل، مدير مركز تاريخ الطب بجامعة ميشيغان، إن أوباما كان «متعاوناً للغاية» خلال هذه الأزمة، ولكن ليس بشكل واضح مثل ترمب.
وأضاف ماركل: «لقد تراجع أوباما عن ترمب بخطوة؛ لأنه سمح لخبرائه بإدارة الأزمة بشكل كامل».
وفي عام 2014، انتشر وباء «إيبولا» في عهد أوباما أيضاً، وأودى بحياة أكثر من 11 ألف شخص حول العالم، لينفق الرئيس الأميركي السابق ما يقرب من مليار دولار أميركي للتصدي له، ويرسل عسكريين أميركيين إلى غرب أفريقيا للمساعدة في جهود التصدي له.
أما فرانكلين روزفلت، فقد كان أول شيء يفعله خلال الأزمات هو محاولة تهدئة الأمة. فخلال 12 سنة استثنائية في منصبه (1933- 1945)، قام بتهدئة الشعب وتوجيهه في هدوء خلال فترة قاتمة من البطالة في فترة الكساد الاقتصادي العظيم، والجفاف الشديد في الغرب الأوسط المعروف باسم «وعاء الغبار» والمعركة ضد النازيين واليابانيين في الحرب العالمية الثانية.

وقد كانت أشهر مقولات روزفلت خلال هذه الأزمات: «الشيء الوحيد الذي يجب أن نخاف منه هو الخوف نفسه».
وشهدت أميركا خلال فترة رئاسة وودرو ويلسون (1913- 1921) أزمتين شديدتين أثرا على البلاد بشكل كبير، هما الحرب العالمية الأولى، وانتشار الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 التي تسببت في وفاة ما يقرب من 50 مليون شخص حول العالم، في عام واحد فقط، وأصابت ربع سكان العالم.

وقد انصب تركيز ويلسون بشكل أكبر على الحرب العالمية الأولى، مما أدى في نهاية المطاف إلى إصابة حوالي 675000 أميركي بالفيروس، بمن فيهم الرئيس نفسه.
وقال جون باري، مؤلف كتاب «الإنفلونزا الكبرى» عن الإنفلونزا الإسبانية: «لم يُصدر ويلسون أبداً أي بيان عام على الإطلاق بخصوص الأزمة. كان يركز بشكل كامل على الحرب فقط».
وأودى فيروس «كورونا» المستجد، بحياة أكثر من 14 ألف شخص، بينهم أكثر من 7500 في أوروبا، وأصاب أكثر من 324 ألف شخص في العالم، نصفهم في القارة العجوز. وينبغي على قرابة مليار شخص في كل أنحاء العالم البقاء في منازلهم للحدّ من تفشي الفيروس.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

مونتينيغرو تسلم «دو كوون» مؤسس العملات الرقمية المشفرة إلى أميركا

مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون (رويترز)
مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون (رويترز)
TT

مونتينيغرو تسلم «دو كوون» مؤسس العملات الرقمية المشفرة إلى أميركا

مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون (رويترز)
مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون (رويترز)

قامت جمهورية مونتينيغرو (الجبل الأسود)، اليوم الثلاثاء، بتسليم مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون «ملك العملات الرقمية المشفرة» إلى الولايات المتحدة، بعد القرار الذي اتخذته وزارة العدل في وقت سابق من الشهر الجاري بقبول طلب أميركي، ورفض طلب التسليم الكوري الجنوبي، حسبما قالت السلطات في الدولة الواقعة بمنطقة البلقان.

وقالت الشرطة إن ضباط المكتب المركزي الوطني للإنتربول في مونتينيغرو سلموا دو كوون، مؤسس شركة العملات المشفرة السنغافورية «تيرافورم لابس»، إلى ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) عند المعبر الحدودي بمطار بودجوريتشا.

وقال بيان للشرطة نقلته وكالة «أسوشييتد برس»: «اليوم، في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2024، تم تسليمه (دو كوون) إلى سلطات إنفاذ القانون المختصة في الولايات المتحدة ورجال مكتب التحقيقات الاتحادي».

يذكر أنه بعد صراع قانوني طويل، تقدّمت كوريا الجنوبية، وطن كوون الأصلي، والولايات المتحدة بطلبين لتسليم كوون.

ويتهم الادعاء في كلا البلدين كوون بالاحتيال من بين تهم أخرى. وقد تم اعتقال كوون في مونتينيغرو في مارس (آذار) 2023.

ومؤخراً، قضت المحكمة العليا في مونتينيغرو بأن طلبي التسليم صحيحان من الناحية القانونية، الأمر الذي ترك لوزير العدل مهمة الاختيار بين البلدين طالبي التسليم.

وكان كوون قد أنشأ العملتين المشفرتين «تيرا» و«لونا» في سنغافورة. ومع ذلك، انهار نظام العملتين بشكل مدو في مايو (أيار) من العام الماضي، ما ترك المستثمرين «بلا شيء».

وتردد أن الإفلاس تسبب في خسائر بلغت 40 مليار دولار.

ثم اختفى كوون. وأصدر الإنتربول «منظمة الشرطة الجنائية الدولية» مذكرة اعتقال دولية بحقه في سبتمبر (أيلول).

وفي مارس 2023، تم اعتقال كوون وشريكه التجاري هون تشاند يون في بودجوريتشا، أثناء محاولتهما السفر إلى دبي بجوازي سفر مزورين من كوستاريكا.

وحُكم عليهما بالسجن في مونتينيغرو لعدة أشهر بتهمة تزوير وثائق، وفي وقت لاحق تم احتجازهما في انتظار تسليمهما.