«كورونا» 2020 يُعيد إجراءات «كرنتينا» الخمسينات في جدة

حجر الأساس لبناء «المحجر الصحي» قبل تحوله إلى حي سكني

مستشفى المحجر قديماً أصبح لاحقاً مستشفى الملك عبد العزيز
مستشفى المحجر قديماً أصبح لاحقاً مستشفى الملك عبد العزيز
TT

«كورونا» 2020 يُعيد إجراءات «كرنتينا» الخمسينات في جدة

مستشفى المحجر قديماً أصبح لاحقاً مستشفى الملك عبد العزيز
مستشفى المحجر قديماً أصبح لاحقاً مستشفى الملك عبد العزيز

مع الانتشار السريع لفيروس كورونا، برز موضوع الحجر الصحي كإجراء ضروري في مواجهة الفيروسات عبر التاريخ.
ويدخل العالم في تدابير وقائية هذه الفترة باتخاذ إجراءات كإغلاق الحدود، وحظر دخول المسافرين من الدول الموبوءة، مع تبادل وقف الرحلات الجوية، وإيقاف التصاريح والتأشيرات بأنواعها من وإلى الدول الأخرى أو الحجر الصحي، كأحد أبرز الحلول التي تتّخذها الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لمنع انتشار الأوبئة والفيروسات.
إجراءات «كورونا» المستجد، ليس وليدة اللحظة، ولكن المملكة عرفت باتخاذ هذه الإجراءات منذ الخمسينات عند وضع لبنة أحد أهم «الكرنتينات» على ساحل البحر الأحمر وميناء جدة، الذي كان يستقبل الحجاج القادمين بالسفن.
وبيّن عدنان عدس مدير مشروع تطوير المنطقة التاريخية السابق وأستاذ العمارة، لـ«الشرق الأوسط»، «أن (الكرنتينا) ساهمت كثيراً في تخفيف الإصابة بالأمراض المعدية، وعدم التزام بعض الحجيج في القدم بالعزل والحجر أدى إلى تفشي (الشوطة)، وهي الوباءات عبر التاريخ، كما عرفت في الحجاز؛ وكان الحجر الصّحي في جزيرة سعد والواسطة القريبة من جدة، وفي مرحلة لاحقة نُقل المحجر الصّحي إلى منطقة الميناء القديم، التي أصبحت اليوم في قلب المدينة بجانب مقر وزارة البريد، من ثمّ انتقل منذ ما يقرب من 50 عاماً من موقعه الأخير في منطقة الميناء القديم إلى موقعه الحالي في منطقة المحجر جنوب جدة، محيط الميناء القديم»، مضيفاً أنّ «(الكرنتينا) تطلق في مدينة جدة على منطقة الحجر الصحي بجوار ميناء جدة الإسلامي، حيث يُحجز الحجاج القادمون من خارج المملكة عبر البحر، المصابون بالأمراض المعدية، فيها، لتقديم الرعاية الصحية لهم، وأنشئ بعد ذلك ما سمي بمستشفى المحجر الصحي الذي تحول موقعه إلى مستشفى الملك عبد العزيز جنوب جدة، وحرصت السعودية في عهد الملك عبد العزيز على الاهتمام برعاية الحجاج الصحية وحجر المصابين وتقديم الرعاية اللازمة وتوفير الكوادر الطبية المختصة لرعايتهم».
ويوضح أحمد الهجاري، رئيس مجموعة الحفاظ على التراث العمراني في جدة: «أنه بعد انتقال (الكرنتينا) إلى مستشفى المحجر الصحي عام 1955، تحوّل موقعها القديم مع مرور الأيام إلى حي سكني، وقد ارتبط تطور الخدمات الصحية في المملكة في عهد الملك عبد العزيز بالحج الذي كان له الأثر الكبير في تطوّر الأوضاع الصحية، بسبب وفود أعداد كبيرة من المسلمين من مختلف العالم واجتماعهم في المشاعر المقدسة».
ويعتبر الحجر الصّحي عزلاً مؤقتاً يفرض على أشخاص أو سفن وافدة من بلدان تشهد مرضاً معدياً، وقد سُجّل أول فرض لإجراءات عزل لسفن قادمة من مناطق ضربها «الطاعون» في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، خشية من امتداده، في مدينة دوبروفنيك الأوكرانية عام 1377، وفي مدينة البندقية الإيطالية عام 1423؛ أمّا مدة الحجر فكانت 40 يوماً لتظهر الأعراض وتتضح، لعدم وجود الأدوات المتطورة في ذلك الزّمن، كما في يومنا هذا، ومنها اشتقت الكلمة الفرنسية للحجر «كارانتين» نسبة إلى «كارانت»، وهو الرقم 40 باللغة الفرنسية في مصادر أخرى هي كلمه أجنبية، وتعني «مَحْجَرٌ صِحِيّ» - حجر صحي، وقد اعتمدت عمليات الحجر بعد ذلك مراراً في أوروبا، كما حصل مع انتشار وباء «الكوليرا» في ثلاثينات القرن التاسع عشر.



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».