«المهن التمثيلية» المصرية تدشن مبادرة «الممثلين القادرين لغير القادرين»

الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية المصرية
الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية المصرية
TT

«المهن التمثيلية» المصرية تدشن مبادرة «الممثلين القادرين لغير القادرين»

الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية المصرية
الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية المصرية

دشنت نقابة المهن التمثيلية المصرية مبادرة «الممثلين القادرين لغير القادرين»، والتي تطالب فيها أعضاءها بمساعدة زملائهم المتضررين من تبعات أزمة «كورونا».
الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية قال في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس، إن «المبادرة الجديدة تختلف عن مبادرة (تحدي الخير) التي شارك فيها عدد من الفنانين المصريين أخيراً، فهذه المبادرة تهدف إلى مساعدة الزملاء داخل النقابة، بعد تضرر عدد كبير منهم بسبب تبعات أزمة (كورونا)»، مشيراً إلى «وجود عمالة يومية داخل النقابة، وشُعب تضررت من الوضع الحالي الذي فرضه كورونا».
ودعا زكي الفنانين الأعضاء بالنقابة بالتبرع لمساعدة الأعضاء غير القادرين والمتضررين من الأزمة الحالية، موضحاً أن «أي فنان يرغب في المساعدة عليه التواصل معه مباشرة أو مع النقابة عبر غروب يضم الفنانين على تطبيق (واتساب) يجري الاتفاق من خلاله على طرق تلقي المساعدات المادية حتى نكفل بعضنا بعضاً في هذا الظرف الاستثنائي الذي يعيشه الفنانون»، بحسب زكي.
ويشكو أعضاء نقابة المهن التمثيلية من ضعف ميزانية نقابتهم، التي تقتصر على اشتراكات ومساعدات أعضائها. ووفق تصريحات سابقة لزكي فإن «فنانين مصر فقراء جداً»، موضحاً أن «الكثير من الناس يعتقدون أن نقابة المهن التمثيلية تحصل على الملايين من الجنيهات، وهذا غير صحيح».
وتثير أخبار الممثلين المصرين الذين يتعرضون لأزمات مادية وصحية اهتمام الكثير من المصريين، وتلقى أخبارهم صدى واسعاً في جميع وسائل الإعلام المصرية والعربية، على غرار ما حدث مع الفنان المصري يوسف فوزي الذي أثار ضجة وجدلاً كبيراً في مصر، في بداية العام الجاري، بعد إعلانه عن المعاناة التي تعرض لها عقب إصابته بمرض «الشلل الرعاش»، وابتعاده عن التمثيل منذ نحو 5 سنوات، وتخلي بعض زملائه عنه في وقت الشدة، بحسب وصفه.
ويبلغ عدد أعضاء نقابة المهن التمثيلية المصرية نحو 4 آلاف عضو، وفق الفنان إيهاب فهمي، عضو مجلس النقابة، والذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «نحن بصدد تحديد آليات تنفيذ المبادرة خلال الساعات المقبلة داخل النقابة التي تتعامل مع الموقف على أنها أسرة واحدة»، موضحاً أنه لم «يتم الانتهاء حتى الآن من حصر أعداد الأعضاء الذين يستحقون المساعدة»، لافتاً إلى أن «أعضاء المجلس الحالي لا يتأخرون في مساعدة أي عضو بالجمعية العمومية بنقابة الممثلين».
وخلال اليومين الماضيين أعلن عدد كبير من الفنانين المصريين مشاركتهم في مبادرة «تحدي الخير» للتكفل برعاية الأسر المتضررة من أزمتي فيروس كورونا والسيول التي ضربت عدداً من المدن والمناطق المصرية أخيراً، وكان من بينهم الفنان المصري تامر حسني، الذي أعلن تكفله بـ400 أسرة متضررة عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وطلب من متابعيه البقاء في المنزل للحد من انتشار فيروس كورونا، وأعلن كذلك عن استعداده للمشاركة في مبادرة نقابة المهن التمثيلية لمساعدة الممثلين غير القادرين. فيما أعلن الفنان المصري عمرو يوسف، عبر حسابه على «إنستغرام» قبوله التحدي، والمشاركة في كفالة 100 أسرة متضررة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».