مع كل وباء يصبح البشر جيفة يجب الابتعاد حتى عن جثامينها، وصور جنازات في العالم تخبرنا ذلك، والعالم يقتسم مع سوريا هذا الموت الشاق، رغم اختلاف الزوايا.
السوريون، مرة أخرى ينتظرون الموت العشوائي في حلته الجديدة. اختبرنا كشعب كل أنواع الموت. تحت التعذيب مات عشرات الآلاف من خيرة شباب سوريا. تحت القصف، دمرت مدن سوريا. في الحرب، التي لم تنته، مات أكثر من نصف مليون سوري، عدا عن التهجير وملايين النازحين.
اليوم، يتبختر وباء «كورونا» بنسخته الجديدة، وجميعنا في سوريا ننتظره دون قوة، أو يقين، بأننا نستطيع مجابهته. في أعماقنا جميعاً، نعرف أننا شعب فائض عن حاجة النظام الذي يستطيع العيش والاستمرار بربع عدد السكان فيما لو مات ثلاثة أرباع السكان.
وفي حالة فريدة، لا يوجد أحد يتلقى السؤال ويتحمل المسؤولية. في أعماق السوريين، ينمو يقين غريب بأن من عبر الحرب هو ناجٍ من كل بد، ومن غرق في البحر لن يغص بالساقية. لكن من يدري، قد تتحول الساقية إلى طوفان رهيب يجرفنا جميعاً إلى الهاوية والمحرقة التي تجعل منا رماداً.
5:33 دقيقه
السوريون ينتظرون الموت بـ«حلته الجديدة»
https://aawsat.com/home/article/2193766/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA-%D8%A8%D9%80%C2%AB%D8%AD%D9%84%D8%AA%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9%C2%BB
السوريون ينتظرون الموت بـ«حلته الجديدة»
السوريون ينتظرون الموت بـ«حلته الجديدة»
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة