يتوقع رئيس البنك المركزي الألماني ينز فايدمان، تقلصاً في القوة الاقتصادية للبلاد بسبب أزمة وباء «كورونا المستجد». وقال فايدمان في تصريحات لصحيفة «فيلت» الألمانية الصادرة، أمس (السبت): «حدوث ركود في ألمانيا صار على الأرجح أمراً لا يمكن تجنبه»، مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تفشي الفيروس.
وأعرب فايدمان عن تأييده للإجراءات التي اتخذتها الحكومة الألمانية حتى الآن لمكافحة الوباء، وقال: «الحكومة الألمانية تصرفت على نحو سريع وسليم. الأمر المحوري بالنسبة لي هو الحفاظ على ثقة المواطنين في التحرك الحكومي».
وأكد فايدمان ضرورة أن تحدّ الدولة من العواقب الاقتصادية على الأفراد والشركات، وأن تساعد على نحو حاسم في إنعاش الاقتصاد عقب انتهاء الوباء، وقال: «الأولوية الآن لدعم السياسة النقدية، وليس للشؤون الدفاعية».
وذكر فايدمان أن ألمانيا حالياً في موقف جيد يمكّنها من الحد من تداعيات الأزمة بسبب الوضع المالي القوي للبلاد، وقال: «كان من السليم تماماً أن تحافظ على ألمانيا على ثبات الموازنة العامة في أوقات الرخاء الاقتصادي، ليكون لدينا الآن متسع (مالي) يمكّننا من التعامل مع هذه الأزمة الصعبة».
وتخطط الحكومة الألمانية لديون جديدة هذا العام بقيمة 150 مليار يورو للحد من التداعيات الاقتصادية لأزمة وباء «كورونا المستجد».
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مطلعة في الحكومة أمس، أن الحكومة تعتزم أيضاً وضع ميزانية تكميلية لعام 2020، كما تعتزم تطبيق قاعدة الطوارئ في سياسة الحد من الاستدانة، والتي ستمكّنها من الاستدانة على نحو أكبر مما هو مسموح لها خلال مواجهة أزمة «كورونا».
وحسب البيانات، لم يتحدد بعد بشكل نهائي حتى الجمعة، حجم الموازنة التكميلية، حيث تدور المقترحات حول موازنة تتراوح بين 60 و100 مليار يورو.
وبسبب أزمة وباء «كورونا»، علقت مجموعة «فولكسفاغن» الألمانية العملاقة لصناعة السيارات عمليات الإنتاج الخاصة بها في الأرجنتين والمكسيك.
وأعلنت الشركة مساء الجمعة، أنها ستوقف الإنتاج في مصنعيها بالأرجنتين، واللذين يقعان في مدينة جنرال باتشيكو بالقرب من العاصمة بوينس آيرس، وفي قرطبة، حتى 31 مارس (آذار) الجاري.
وجاء في بيان الشركة أنها ستعلق أيضاً إنتاجها في مصنعيها بالمكسيك –في بويبلا وجواناخواتو- اعتباراً من 30 مارس الجاري حتى 12 أبريل (نيسان) المقبل. وأشارت الشركة إلى أن بعض المراكز الإدارية التابعة لها ستعمل من المنزل.
وأوضحت «فولكسفاغن» في المكسيك أنها وضعت ثلاثة عوامل في اعتبارها عند اتخاذ القرار بتعليق الإنتاج، وهي: صحة موظفيها والسكان، وتراجع الطلب على السيارات، ونقص قطع الغيار.
يُذكر أن 40 موظفاً في الشركة اضطروا لعزل أنفسهم وعائلاتهم بعدما زار أحد الموردين من ألمانيا مصنعي «فولكسفاغن» في المكسيك وتبين بعد ذلك إصابته بفيروس «كورونا المستجد». وفي الأرجنتين، جاء قرار الشركة بتعليق الإنتاج عقب فرض الحكومة الأرجنتينية حظراً موسعاً على التجول ليلة الخميس - الجمعة.
ويُحظر على المواطنين هناك حالياً مغادرة منازلهم حتى نهاية هذا الشهر، ويُسمح فقط بالنزول إلى الشوارع لشراء المواد الغذائية من المتاجر المجاورة أو شراء أدوية من الصيدليات. وتُستثنى من حظر التجول فئات مهنية معينة، مثل الأطباء ورجال الشرطة والعاملين في قطاع المواد الغذائية والصيدلة والمواد البترولية. كما قررت شركة «بي إم دبليو» الألمانية لصناعة السيارات وقف عمليات الإنتاج في مصنعها الكبير بولاية ساوث كارولاينا الأميركية، بسبب وباء «كورونا المستجد». وأعلنت الشركة في بيان، الجمعة: «صحة موظفينا وحمايتهم لها الأولوية القصوى لدينا». وأشارت الشركة إلى أن جائحة «كورونا» لها، علاوة على ذلك، آثار سلبية بالغة على الطلب العالمي للسيارات، موضحةً أنه سيُجرى لذلك تكييف الإنتاج مع هذا الوضع.
«المركزي الألماني» يتوقع ركوداً اقتصادياً «لا يمكن تجنبه» بسبب الفيروس
«المركزي الألماني» يتوقع ركوداً اقتصادياً «لا يمكن تجنبه» بسبب الفيروس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة