مشهد تفجير بمسلسل مصري يلتهم الاستوديو

بوستر المسلسل
بوستر المسلسل
TT

مشهد تفجير بمسلسل مصري يلتهم الاستوديو

بوستر المسلسل
بوستر المسلسل

تحول مشهد تمثيلي لعملية تفجير ضمن أحداث مسلسل «النهاية» للفنان المصري يوسف الشريف، إلى كابوس على أرض الواقع، بعد أن خرج الأمر عن السيطرة، وتسبب في نشوب حريق ضخم التهم استوديو «المسلمي» بمنطقة الهرم في محافظة الجيزة فجر اليوم (السبت).
معاينات الحماية المدنية التي سيطرت على الحريق دون إصابات، كشفت أنه أثناء تصوير مشهد الانفجار بمسلسل النهاية، حدث انفجار أكبر داخل الاستوديو لعدم جاهزيته لمثل هذا المشهد، وعدم أخذ الاحتياطات اللازمة، مشيرة إلى أنها أثناء التعامل مع الحريق، فرضت كردونا أمنيا لمنع تمدد النيران لباقي المجاورات.
«الخسائر مادية فقط، ولم يتعرض أحد من فريق العمل للإصابة»، بهذه الكلمات بدأ مؤلف المسلسل عمرو سمير عاطف تصريحاته عن الحادث، موضحا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه كان يتم تصوير مشهد تفجير ضمن المسلسل الذي تدور أحداثه في إطار خيال علمي بعد 100 سنة من الآن، ولكن الأمر خرج عن السيطرة بحدوث أشياء غير متوقعة، لينشب الحريق في الديكور، بعد تنفيذ المشهد.
وعن تداول أخبار تفيد بنجاة بطل المسلسل يوسف الشريف من الحريق، نفى مؤلف وجود أي من أبطال المسلسل في الاستوديو أثناء التفجير، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذا الحريق لن يؤثر على معدلات تصوير المسلسل، حيث إن مشهد الانفجار الذي تسبب في الحريق كان الأخير في هذا الديكور، ولا حاجة إليه في المشاهد المتبقية من المسلسل.
وتوقع مؤلف «النهاية» خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، اقتراب انتهاء تصوير المسلسل بالكامل، قبل بدء شهر رمضان بفترة مناسبة، حيث انتهى تصوير 75 في المائة من أحداث المسلسل حتى الآن، بينما يعكف هو على كتابة الحلقة الأخيرة.
«النهاية» يشهد عودة يوسف الشريف إلى الدراما الرمضانية، بعد غيابه عامين منذ تقديمه مسلسل «كفر دلهاب» في رمضان 2017، وتدور أحداثه حول مهندس تكنولوجيا يجسده يوسف الشريف، يسعى بشتى الطريق لوقف تأثير التطور التكنولوجي الذي يحدث بشكل سريع، فتنقلب حياته، ليواجه كثيرا من الضغوط والمواقف الصعبة.
يشارك في بطولة المسلسل، إلى جانب يوسف الشريف كل من محمد لطفي، وعمرو عبد الجليل، وأحمد وفيق، وسهر الصايغ، وناهد السباعي، ومحمود الليثي.



غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
TT

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

عاد إلى ذاكرة مُؤسِّسة غاليري «آرت أون 56»، نهى وادي محرم، مشهد 4 أغسطس (آب) 2020 المرير. حلَّ العَصْف بذروته المخيفة عصر ذلك اليوم المشؤوم في التاريخ اللبناني، فأصاب الغاليري بأضرار فرضت إغلاقه، وصاحبته بآلام حفرت ندوباً لا تُمحى. توقظ هذه الحرب ما لا يُرمَّم لاشتداد احتمال نكئه كل حين. ولمّا قست وكثَّفت الصوتَ الرهيب، راحت تصحو مشاعر يُكتَب لها طول العُمر في الأوطان المُعذَّبة.

رغم عمق الجرح تشاء نهى وادي محرم عدم الرضوخ (حسابها الشخصي)

تستعيد المشهدية للقول إنها تشاء عدم الرضوخ رغم عمق الجرح. تقصد لأشكال العطب الوطني، آخرها الحرب؛ فأبت أن تُرغمها على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية. تُخبر «الشرق الأوسط» عن إصرارها على فتحه ليبقى شارع الجمّيزة البيروتي فسحة للثقافة والإنسان.

تُقلِّص ساعات هذا الفَتْح، فتعمل بدوام جزئي. تقول إنه نتيجة قرارها عدم الإذعان لما يُفرَض من هول وخراب، فتفضِّل التصدّي وتسجيل الموقف: «مرَّت على لبنان الأزمة تلو الأخرى، ومع ذلك امتهنَ النهوض. أصبح يجيد نفض ركامه. رفضي إغلاق الغاليري رغم خلوّ الشارع أحياناً من المارّة، محاكاة لثقافة التغلُّب على الظرف».

من الناحية العملية، ثمة ضرورة لعدم تعرُّض الأعمال الورقية في الغاليري لتسلُّل الرطوبة. السماح بعبور الهواء، وأن تُلقي الشمس شعاعها نحو المكان، يُبعدان الضرر ويضبطان حجم الخسائر.

الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه (آرت أون 56)

لكنّ الأهم هو الأثر. أنْ يُشرّع «آرت أون 56» بابه للآتي من أجل الفنّ، يُسطِّر رسالة ضدّ الموت. الأثر يتمثّل بإرادة التصدّي لِما يعاند الحياة. ولِما يحوّلها وعورةً. ويصوّرها مشهداً من جهنّم. هذا ما تراه نهى وادي محرم دورها في الأزمة؛ أنْ تفتح الأبواب وتسمح للهواء بالعبور، وللشمس بالتسلُّل، وللزائر بأن يتأمّل ما عُلِّق على الجدران وشدَّ البصيرة والبصر.

حضَّرت لوحات التشكيلية اللبنانية المقيمة في أميركا، غادة جمال، وانتظرتا معاً اقتراب موعد العرض. أتى ما هشَّم المُنتَظر. الحرب لا تُبقى المواعيد قائمة والمشروعات في سياقاتها. تُحيل كل شيء على توقيتها وإيقاعاتها. اشتدَّت الوحشية، فرأت الفنانة في العودة إلى الديار الأميركية خطوة حكيمة. الاشتعال بارعٌ في تأجيج رغبة المرء بالانسلاخ عما يحول دون نجاته. غادرت وبقيت اللوحات؛ ونهى وادي محرم تنتظر وقف النيران لتعيدها إلى الجدران.

تفضِّل نهى وادي محرم التصدّي وتسجيل الموقف (آرت أون 56)

مِن الخطط، رغبتُها في تنظيم معارض نسائية تبلغ 4 أو 5. تقول: «حلمتُ بأن ينتهي العام وقد أقمتُ معارض بالمناصفة بين التشكيليين والتشكيليات. منذ افتتحتُ الغاليري، يراودني هَمّ إنصاف النساء في العرض. أردتُ منحهنّ فرصاً بالتساوي مع العروض الأخرى، فإذا الحرب تغدر بالنوايا، والخيبة تجرّ الخيبة».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه، وربما حيّزه في هذا العالم. تُسمّيه مُتنفّساً، وتتعمّق الحاجة إليه في الشِّدة: «الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه. نرى الحزن يعمّ والخوف يُمعن قبضته. تُخبر وجوه المارّين بالشارع الأثري، الفريد بعمارته، عما يستتر في الدواخل. أراقبُها، وألمحُ في العيون تعلّقاً أسطورياً بالأمل. لذا أفتح بابي وأعلنُ الاستمرار. أتعامل مع الظرف على طريقتي. وأواجه الخوف والألم. لا تهمّ النتيجة. الرسالة والمحاولة تكفيان».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه وربما حيّزه في العالم (آرت أون 56)

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها: الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع، الإسعاف والصراخ... لـ9 أشهر تقريباً، أُرغمت على الإغلاق للترميم وإعادة الإعمار بعد فاجعة المدينة، واليوم يتكرّر مشهد الفواجع. خراب من كل صوب، وانفجارات. اشتدّ أحدها، فركضت بلا وُجهة. نسيت حقيبتها في الغاليري وهي تظنّ أنه 4 أغسطس آخر.