الأردن يحظر التجول وقواته المسلحة تطالب المواطنين بالالتزام

 متسوقون سارعوا إلى المحلات التجارية بعد الإعلان عن حظر التجول في عمان أمس (إ.ب.أ)
متسوقون سارعوا إلى المحلات التجارية بعد الإعلان عن حظر التجول في عمان أمس (إ.ب.أ)
TT

الأردن يحظر التجول وقواته المسلحة تطالب المواطنين بالالتزام

 متسوقون سارعوا إلى المحلات التجارية بعد الإعلان عن حظر التجول في عمان أمس (إ.ب.أ)
متسوقون سارعوا إلى المحلات التجارية بعد الإعلان عن حظر التجول في عمان أمس (إ.ب.أ)

قررت الحكومة الأردنية، وفق أحكام قانون الدفاع، حظر التجول في البلاد ابتداء من صباح السبت وحتى إشعار آخر، وذلك بعد وقوع خروقات لمنع التجمعات وتقييد حركة التنقل ضمن مقتضيات الضرورة القصوى، أمام الإجراءات الاحترازية التي تتخذها البلاد لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19).
وقرر رئيس الوزراء بأمر الدفاع إغلاق جميع المحلات في مناطق البلاد كافة، على أن يتم الإعلان صباح الثلاثاء المقبل عن أوقات محددة تسمح للمواطنين بقضاء حوائجهم الضرورية وبالآلية التي ستعلن في حينه، وفق الإيجاز الصحافي الذي قرأه وزير الإعلام أمجد العضايلة.
وفور إعلان الخبر، تدافع المئات تجاه الأسواق في حالة تسببت في ازدحامات مرورية خانقة، وأحدثت ارتباكا في تنظيم حركة المواطنين الذين سارعوا لشراء المواد التموينية والخضار والمحروقات، في مشهد أعاد الخطورة من المخالطة التي حذرت منها السلطات الصحية. كما أصدر الأمن العام في البلاد قرارا بالتوقف الفوري لمركبات النقل العمومي ومركبات الأجرة وتلك العاملة على نظام التطبيقات الذكية.
وما زالت مواقع التواصل الاجتماعي تبثّ خروقات واسعة لمواطنين تجاوزوا التعليمات الرسمية بتقييد الحركة، ومنع التجمعات، فيما نقلت صور تجمع مواطنين أقاموا خطبة وصلاة الجمعة في إحدى الساحات رغم قرار إغلاق المساجد ومنع إقامة الصلوات فيها.
ووجّهت القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي) نداء للمواطنين، طالبتهم بالالتزام بقرارات الدفاع، مؤكدة أن نشر قواتها في الشوارع يهدف إلى حماية المواطنين، ومستبقة أي اختراقات، وتطبيق القانون بحق مرتكبيها، في إشارة لتطبيقات القانون على المخالفين.
وقد بلغت عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في البلاد 69 حالة، في حين أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن ارتفاع متوقع في عدد المصابين سيعلن عنه ليل الجمعة، بعد سريان قرار حظر التجول.
وبينما استقرت أرقام القاطنين في الفنادق بغرض الحجر الصحي عند 4892 شخصا؛ منهم 3055 شخصا في العاصمة عمّان، و1837 شخصا في منطقة البحر الميت، أكدت مصادر من وزارة الصحة الأردنية أن حالة بين المحجور عليهم صحيا تبين إصابته بالفيروس، ما يفتح باب الأرقام على ارتفاع آخر في حال نقل العدوى لمن خالطهم. وكانت القوات المسلحة الأردنية قد نفذت خطتها في إغلاق العاصمة عمان وباقي محافظات المملكة، ابتداء من صباح الخميس، في وقت رصدت كاميرات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ازدحامات مرورية على مدخل العاصمة الشمالي في محاولة لاختراق القرار العسكري.
كما أصدر رئيس الوزراء وزير الدفاع عمر الرزاز قرار الدفاع رقم (1) المتعلق بتعطيل أحكام بعض بنود قانون الضمان الاجتماعي النافذ، وإلغاء عقوبات وغرامات وفوائد تسديد الاشتراكات على المنشآت، وصرف معونات طارئة، في إطار التخفيف من خسائر القطاع الخاص.
وصرح الرزاز في وقت سابق بأن بلاده اتخذت 130 قرارا وإجراء منذ نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وكلها في سياق سلامة صحة المواطنين وسلامتهم، مشدداً على أن قرارات مرتقبة ستكون في إطار حماية المزارعين والتخفيف عنهم، وذلك خلال الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة، لافتاً إلى أنّ المرحلة المقبلة قد تكون أصعب.


مقالات ذات صلة

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.


غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».