ألمانيا تحظر «مواطنو الرايخ» اليمينية المتطرفة

وزير الداخلية: سنستمر بمحاربة العنصرية حتى في الأزمات

ألمانيا تحظر «مواطنو الرايخ» اليمينية المتطرفة
TT

ألمانيا تحظر «مواطنو الرايخ» اليمينية المتطرفة

ألمانيا تحظر «مواطنو الرايخ» اليمينية المتطرفة

«حتى في أوقات الأزمات تستمر ألمانيا في محاربة اليمين المتطرف والعنصرية»، بهذا أعلن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر قرار حظره لمجموعة يمينية متطرفة في ألمانيا، ولمداهمات واسعة نفذتها الشرطة طالت 21 منزلاً لأفرادها في 10 ولايات ألمانية.
وشارك في المداهمات 400 عنصر من الشرطة، وعثر خلالها على أسلحة من نوع مسدسات ومواد بروباغندا ومخدرات. واستهدفت المداهمات 18 شخصاً، تعتقد الشرطة أنهم «قادة» هذه الجماعة. وفي أنحاء ألمانيا، تعتقد المخابرات الداخلية، أن عدد المنتمين لها يبلغ 120 شخصاً.
اسم هذه الجماعة التي باتت محظورة «الشعوب والقبائل الألمانية المتحدة»، وهي جزء من «مواطني الرايخ» الذين لا يؤمنون بالدولة الألمانية ولا الديمقراطية ويرفضون الاقتداء بالقوانين، وحتى دفع الضرائب وحمل جواز السفر الألماني، ويصدرون هويات خاصة بهم.
ويحمل هؤلاء أيضاً أفكاراً يمينية متطرفة، ينكرون المحرقة اليهودية. وبالنسبة إليهم، فإنهم يتبعون القوانين التي كانت على أيام الإمبراطورية الألمانية وتلك التي وضعها النازيون قبل أكثر من 70 عاماً، من هنا يأتي اسمهم لولائهم لجمهورية «الرايخ» كما كانت تعرف ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية.
وبين العامين 2015 و2017، أحصت الشرطة الجنائية أكثر من 10 آلاف مخالفة ارتكبها منتمون إلى هذه الجماعة، من بينها اعتداءات ضد المسلمين واليهود في ألمانيا. وتقدر المخابرات الداخلية أعدادهم بأكثر من 19 ألف شخص، عدد كبير منهم يحمل سلاحاً، علماً بأن أعدادهم ارتفعت كثيراً في السنوات الأخيرة. وفي عام 2016، قتل أحد المنتمين لـ«مواطني الرايخ» شرطياً ألمانياً وأصاب اثنين آخرين في عملية تبادل لإطلاق النار. وحكم عليه لاحقاً بالسجن المؤبد.
ولفترة طويلة، ظلت ألمانيا تقول، إن «مواطني الرايخ» ليسوا خطرين. ورغم الأفكار «الملتوية» التي يحملها أفراد هذه الجماعة وإيمانهم بنظريات المؤامرة ونشرهم لها، بقيت الحكومة الألمانية تراقبهم منذ عام 2016 من دون أن تحظرهم.
وقرار حظر هذه الجماعة الآن هو الأول الذي تتخذه ألمانيا بحق «مواطني الرايخ»، وقد جاء بعد نحو شهر على الجريمة التي وقعت في مدينة هاناو القريبة من شتوتغارت، والذي قتل فيها يميني متطرف 9 أشخاص في محلين للشيشية، معظمهم من المسلمين، بسبب كرهه الأجانب والمسلمين.
وتعهدت ألمانيا بعد هذه المجزرة التي جاءت بعد عام على جرائم عدة ارتكبها يمينيون متطرفون، بتصعيد معركتها ضد اليمين المتطرف. ووصف زيهوفر حينها تهديد اليمين المتطرف بأنه «التهديد الأكبر الذي يواجه ألمانيا».
ومن بين الخطوات التي تتخذها الحكومة منذ مجزرة هاناو، وضع جناح متطرف داخل حزب «البديل لألمانيا» تحت المراقبة في قرار اتخذ الأسبوع الماضي. و«البديل لألمانيا» هو أكبر حزب معارض في البرلمان، ويحمّله سياسيون وألمان ضحايا عنف اليمين المتطرف، مسؤولية تزايد جرائم الكراهية في البلاد. ويقولون بأنه «يمهد لهذه الجرائم عبر ترويجه لخطاب الكراهية».
وبالأمس، قال وزير الداخلية، إن معاداة السامية لن تعطى «ولا ميليمترا واحداً في مجتمعاتنا بعد الآن»، وأضاف بأن الجماعة التي تم حظرها «تنشر العنصرية ومعاداة السامية وتسمّم مجتمعنا الحر». وأضاف في إشارة إلى التهديدات الكثيرة التي يتلقاها رجال الشرطة والمسؤولين الحكوميين من أفراد هذه الجماعة «إن الإهانات اللفظية والتهديدات الكثيرة ضد مسؤولين حكوميين وعائلاتهم هي أيضاً إشارة إلى عدم دستورية هذه الجماعة».
ومن بين جرائم اليمين المتطرف في الأشهر الماضية، محاولة اعتداء على معبد لليهود في مدينة هاله، انتهى بإطلاق يميني متطرف النار على سيدة كانت تمر أمام المعبد ورجل كان داخل مطعم تركي قريب. كذلك، قُتل في الصيف الماضي سياسي من الحزب الحاكم برصاص في رأسه عندما كان في حديقته، بسبب تأييده للاجئين، بحسب ما اعترف مطلق النار عليه لاحقاً. وقبل أيام قليلة من مجزرة هاناو، كشفت السلطات الألمانية عن مخطط إرهابي لمجموعة يمينية متطرفة كان يخطط لاستهداف مساجد في أنحاء ألمانيا، وتنفيذ مجازر فيها على طريقة كرايستشيرش.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».