خبير أميركي: مقتل الفرنسي دروغن ضربة كبيرة لتنظيم «خراسان»

أكد خطورة قيام إرهابيين محتملين في أوروبا بإجراء حجوزات على متن رحلات بحرية في طريقهم إلى «داعش»

خبير أميركي: مقتل الفرنسي دروغن ضربة كبيرة لتنظيم «خراسان»
TT

خبير أميركي: مقتل الفرنسي دروغن ضربة كبيرة لتنظيم «خراسان»

خبير أميركي: مقتل الفرنسي دروغن ضربة كبيرة لتنظيم «خراسان»

قال بول كريكشانك، محلل شؤون مكافحة الإرهاب لدى «سي إن إن»، إن مقتل ديفيد دروغن، الفرنسي الخبير في صنع المتفجرات في صفوف شبكة خراسان التابعة لـ«القاعدة» بغارة أميركية في سوريا جرت مؤخرا هو ضربة قوية للشبكة، ولكنه رجح استمرار خطرها مع نجاح قياديين آخرين، بينهم زعيم الجماعة وساعده الأيمن.
وقال كريكشانك، ردا على سؤال حول أهمية تصفية دروغن: «يبدو أنه كان يلعب دورا أساسيا في صنع المتفجرات لصالح جماعة خراسان وقتله انتصار كبير للولايات المتحدة بحال التأكد من ذلك. لقد كان متخصصا بصنع القنابل المتطورة والمعقدة على أن يحاول لاحقا تهريبها إلى الغرب عبر طائرات الركاب الأميركية من خلال إخفائها داخل معدات إلكترونية». وتابع كريكشانك: «دروغن شاب لم يتجاوز من العمر 24 سنة، وقد سبق له اعتناق الإسلام في فرنسا، ومن ثم تحول إلى الأفكار المتشددة وسافر إلى باكستان عام 2010 عندما كان يبلغ من العمر 20 سنة، وتعلم في باكستان صنع القنابل داخل معسكرات (القاعدة)، وسافر بعد ذلك بعام إلى سوريا وهو يضع الخطط لهجمات منذ ذلك الحين ويحاول تجنيد المزيد من الأوروبيين لمساعدته على تنفيذ الهجمات».
وحول ما إذا كان مقتل الشاب الفرنسي قد حد من خطر التنظيم رد كريكشانك بالقول: «لا أظن أن الغارات أدت إلى قتل كل عناصر شبكة خراسان، لا بد أن هناك عددا كبيرا من أفراد الشبكة يتجولون بحرية في سوريا».
وأضاف: «هناك زعيم الشبكة، الكويتي محسن الفضلي، الذي كان مع زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، قبل هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، والقيادي السعودي في التنظيم، عبد الرحمن الجهني، الذي تلقى تدريبات مكثفة على صنع المتفجرات والمواد السامة، وبالتالي فالشبكة ما زالت تمثل خطرا على أميركا وأوروبا والطيران العالمي».
ولفت كريكشانك إلى خطر التحذير الصادر عن الإنتربول حول قيام الإرهابيين المحتملين في أوروبا بإجراء حجوزات على متن رحلات بحرية من أجل الانضمام لداعش عبر الأراضي التركية قائلا: «هذا التحذير جاء عن طريق الإنتربول، الذي ينتابه القلق حيال إقبال المتشددين في أوروبا على حجز تذاكر على متن رحلات بحرية مخصصة لقضاء عطلات كطريقة للتسلل إلى سوريا دون كشفهم من خلال الفرار وترك سفن الرحلات عند وصولها إلى محطتها في تركيا والتسلل من تركيا إلى داخل سوريا».
وأضاف: «هذا يأتي في وقت بدأت فيه تركيا تتشدد أكثر في مراقبة القادمين إليها جوا، وبالتالي فالمتطرفون الأوروبيون يبحثون عن طرق أخرى لدخول سوريا، وبالطبع سيكون من الصعب للغاية مراقبتهم أو منعهم من التحرك داخل تركيا، إذ أنها دولة سياحية يقصدها 40 مليون سائح سنويا وسيكون بالتالي من الصعب دعوة الناس إلى عدم الذهاب للشواطئ من أجل تمضية العطلات بسبب من يريد التسلل لسوريا».



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.