طوكيو واللجنة الدولية متمسكتان بدورة الأولمبياد في موعدها... والرياضيون يعترضون

طوكيو ما زالت تتطلع لإقامة الأولمبياد الصيف المقبل (إ.ب.أ)
طوكيو ما زالت تتطلع لإقامة الأولمبياد الصيف المقبل (إ.ب.أ)
TT

طوكيو واللجنة الدولية متمسكتان بدورة الأولمبياد في موعدها... والرياضيون يعترضون

طوكيو ما زالت تتطلع لإقامة الأولمبياد الصيف المقبل (إ.ب.أ)
طوكيو ما زالت تتطلع لإقامة الأولمبياد الصيف المقبل (إ.ب.أ)

يبدي رياضيون قلقهم من مخاطرة السلطات اليابانية والأولمبية الدولية بالإصرار على المضي قدما في خطط إقامة أولمبياد طوكيو في موعده رغم تفشي فيروس كورونا المستجد، بينما اعتبرت اللجنة أن أي حل بشأن مصير دورة الألعاب لن يكون مثاليا.
وتسبب وباء «كوفيد - 19» بوفاة نحو 7900 شخص حتى صباح أمس، ودفع غالبية دول العالم لفرض قيود صارمة على حركة التنقل والسفر للحد من انتشاره. وفي الرياضة، علِّقت معظم المنافسات المقررة في الفترة الحالية وألغيت أخرى، وبدأ تأجيل أحداث كبيرة كانت مقررة هذا الصيف، مثل نهائيات كأس أوروبا وبطولة كوبا أميركا الأميركية الجنوبية لكرة القدم.
لكن الانتقادات حيال اللجنة الأولمبية بدأت تتسع، حتى من داخل أعضائها حيث أشارت الكندية هايلي ويكنهايزر إلى أن «هذه الأزمة هي أكبر حتى من دورة الألعاب الأولمبية»، وهي الحدث الرياضي الأكبر عالميا والذي يستقطب كل أربعة أعوام، آلاف الرياضيين وملايين المشجعين.
وأضافت الرياضية السابقة المتوجة بأربع ميداليات ذهبية في منافسات الهوكي على الجليد وعضوة اللجنة الأولمبية الدولية: «من وجهة نظر رياضية، يمكنني أن أتخيل القلق الذي يشعر به الرياضيون في هذه الأثناء».
وتابعت: «الشك وعدم معرفتك أين ستتمرن غدا في ظل إقفال مراكز التدريب وإلغاء منافسات التأهل في مختلف أنحاء العالم، هو أمر رهيب بحال كنت تستعد طوال حياتك من أجل تلك المشاركة في الأولمبياد».
وأضافت ويكنهايزر: «أعتقد أن إصرار اللجنة الأولمبية الدولية على المضي قدما، بهذا القدر من الاقتناع، هو غير مسؤول بالنظر إلى الوضع الحالي للإنسانية».
ورد متحدث باسم اللجنة الدولية أمس، معتبرا في بيان مقتضب: «هذا وضع استثنائي يتطلب حلولا استثنائية. اللجنة الأولمبية الدولية ملتزمة إيجاد حل يتسبب بأقل تأثير سلبي على الرياضيين، مع الحفاظ على نزاهة الدورة وصحة المتنافسين».
واعتبر المتحدث أن أي حل لن يكون مثاليا في هذا الوضع، ولهذا نحن نعول على مسؤولية الرياضيين وتضامنهم.
وانعكس توقف النشاطات الرياضية بشكل شبه كامل حول العالم، على العديد من التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو، على رغم أن اللجنة الأولمبية تؤكد أن 57 في المائة من إجمالي الرياضيين المقرر أن يشاركوا في الألعاب، قد ضمنوا التأهل إليها حتى الآن.
لكن هذا الموقف لم يلقَ صدى إيجابيا لدى العديد منهم. وقالت حاملة ذهبية أولمبياد ريو 2016 للقفز بالزانة، اليونانية كاتيرينا ستيفاندي: «الأمر لا يصدق، ماذا عن الرياضات الجماعية حيث يضطر الجميع للتمرن معا؟ ماذا عن السباحة؟ ماذا عن الجمباز حيث يضطرون للمس التجهيزات نفسها؟».
وتابعت: «لا يقيمون أي اعتبار للخطر الذي يضعوننا فيه حاليا».
وبدأت الشكوك تتزايد في الأيام الماضية بشأن انطلاق الألعاب في موعدها، حتى من قبل اليابانيين أنفسهم. وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة «كيودو» للأنباء أن 69.9 في المائة من أصل ألف مشارك في الاستطلاع، يرون أن طوكيو لن تكون قادرة على إقامة الألعاب في موعدها.
وأتى ذلك غداة كشف كوزو تاشيما، نائب رئيس اللجنة الأولمبية اليابانية ورئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم، أنه مصاب بفيروس كورونا المستجد.
لكن في الوقت نفسه، بقيت اللجنة الأولمبية على موقفها المعلن من أي تعديل محتمل، مؤكدة أنها «تبقى ملتزمة بشكل كامل بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، ومع تبقي أكثر من أربعة أشهر على انطلاقها، لا حاجة في هذه المرحلة لاتخاذ أي قرارات جذرية، وأي تكهنات في هذه الفترة ستكون غير منتجة».
ورأت اللجنة أن «الوضع المحيط بفيروس كورونا يؤثر أيضا على التحضيرات للألعاب الأولمبية طوكيو 2020، وهذا وضع يتبدل كل يوم»، مشجعة الرياضيين على مواصلة تحضيراتهم «بأفضل طريقة ممكنة».


مقالات ذات صلة

دون علَم أو نشيد وطني... من هم «الرياضيون الفرديون المحايدون» في الأولمبياد؟

رياضة عالمية لطقة جوية تُظهر ساحة تروكاديرو مع برج إيفل في الخلفية في أثناء رفع العلم الأولمبي خلال حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس (رويترز)

دون علَم أو نشيد وطني... من هم «الرياضيون الفرديون المحايدون» في الأولمبياد؟

مع انطلاق أولمبياد 2024 في باريس، سيتنافس رياضيون من بلدين دون لقب وطني أو علم أو نشيد. بدلاً من ذلك، سيشار إليهم باسم «AIN».

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا عمال يصلحون خط سكة الحديد قرب بلدة شارتر جنوب غرب باريس (أ.ف.ب)

الاضطراب مستمر في حركة القطارات السريعة الفرنسية غداة أعمال تخريب

تواصل السبت الاضطراب في حركة القطارات السريعة الفرنسية غداة إعلان شركة السكك الحديد عن تعرّضها «لهجوم ضخم» أتى قبل ساعات من افتتاح دورة الألعاب الأولمبية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية رياضيون من كوريا الجنوبية على متن قارب في العرض العائم على نهر السين خلال حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 (رويترز)

كوريا الجنوبية تحولت إلى «شمالية» في افتتاح الأولمبياد

أصدر منظمو الأولمبياد «اعتذاراً عميقاً» بعد تقديم الرياضيين الكوريين الجنوبيين عن طريق الخطأ على أنهم من كوريا الشمالية في حفل الافتتاح في باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية أولمبياد باريس يبهر العالم ويتحدى «التخريب»

أولمبياد باريس يبهر العالم ويتحدى «التخريب»

رغم الأعمال التخريبية التي ضربت شبكة القطارات الفرنسية، أمس، أبهرت باريس العالم بافتتاح أسطوري لدورة الألعاب الأولمبية 2024، وسط عرض غير مسبوق على نهر السين بمشاركة 6800 رياضي من 205 دول أمام معالم تاريخية في العاصمة الفرنسية.

ميشال أبونجم (باريس)
رياضة عالمية جسر نهر السين تلون بأدخنة العالم الفرنسي (أ.ب)

باريس توقد شعلتها الأولمبية بمشاهد تاريخية وعروض أسطورية

أوقدت باريس شعلتها الأولمبية، وسط افتتاح مذهل دُشّن بمقطع فيديو للكوميدي من أصول مغربية جمال دبوز، ولاعب كرة القدم السابق زين الدين زيدان «من أصول جزائرية».

ميشال أبونجم (باريس)

انتخاب المغربية نوال المتوكل نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية

صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia
صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia
TT

انتخاب المغربية نوال المتوكل نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية

صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia
صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia

انتُخبت البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل، نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، في اليوم الثاني من أعمال الدورة 142 لاجتماع اللجنة بالعاصمة الفرنسية باريس، مساء الأربعاء، إلى جانب الأرجنتيني جيراردو فيرثين. وتبدأ ولاية المتوكل، في 10 من شهر أغسطس (آب) المقبل، بعد اختتام أشغال الدورة الـ142 للجنة الأولمبية الدولية، خلفاً لجون كوتس، وسير ميانغ إنغ، وفق بلاغ للجنة.

من تكون نوال المتوكل؟

نوال المتوكل النائبة الجديدة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، من مواليد أبريل عام 1962 بمدينة الدار البيضاء، هي بطلة المغرب في سباقات 100 متر و200 متر و400 متر حواجز (1977 - 1978)، وبطلة العرب في سباقات 100 متر و200 متر و400 متر حواجز، وبطلة أفريقيا في سباق 400 متر حواجز (1983)، وبطلة الولايات المتحدة الأميركية في سباق 400 متر حواجز (1984)، والبطلة الأولمبية في سباق 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأولمبية الثالثة والعشرين في لوس أنجليس عام 1984.

فازت بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في الدار البيضاء (1983)، ودمشق (1987)، والميدالية البرونزية في سباق 400 متر حواجز في الألعاب الجامعية العالمية في كوبي (اليابان 1985)، ثم الميدالية الذهبية في زغرب بكرواتيا (1987).

باتت المتوكل عضواً في اللجنة الدولية الأولمبية في عام 1998، دخلت المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى في عام 1995، وعُيّنت وزيرة للشباب والرياضة في المغرب خلال عام 2007 عن حزب التجمع الوطني للأحرار، كما جرى تعيينها، في 27 يوليو (تموز) من عام 2008، رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد عام 2012. وفي 26 يوليو من عام 2012، انتُخبت نوال المتوكل في منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بصفتها أول امرأة عربية ومسلمة وأفريقية تبلغ هذا المنصب في التاريخ.