إردوغان مخاطباً الأتراك: يجب ألا ندع الفرصة لـ«كورونا» للتغلب علينا

ترأس اجتماعاً تنسيقياً لبحث خطة التعامل مع الفيروس والمعارضة تحذر من انهيار النظام الصحي

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يترأس اجتماعاً حول فيروس كورونا المستجد (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يترأس اجتماعاً حول فيروس كورونا المستجد (رويترز)
TT

إردوغان مخاطباً الأتراك: يجب ألا ندع الفرصة لـ«كورونا» للتغلب علينا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يترأس اجتماعاً حول فيروس كورونا المستجد (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يترأس اجتماعاً حول فيروس كورونا المستجد (رويترز)

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده ستواصل اتخاذ تدابير صحية وإجراءات أخرى للسيطرة على تفشي فيروس «كورونا» الجديد (كوفيد - 19) بعد الإعلان عن أول حالة وفاة وإصابة 98 شخصا بالفيروس.
وحذر إردوغان من أن تفشي الفيروس ستكون له تبعات اقتصادية جدية إلى جانب التأثيرات الأخرى، قائلا: «من المهم ألا نمنح كورونا فرصة التغلب علينا، ومن الضروري اتخاذ التدابير الطبية والاقتصادية والنفسية التي تمكننا من التغلب عليه».
وأضاف إردوغان، في كلمة عقب اجتماع تنسيقي ضم وزراء حكومته في أنقرة أمس لبحث خطة التعامل مع الفيروس: «إذا تمكنا من توعية شعبنا بشكل جيد وسيطرنا على تفشي الفيروس فسنكون على موعد مع أيام سعيدة أكثر مما نأمل».
وتابع أن الأوبئة تشكل جزءا صغيرا من الوفيات المرتبطة بالأمراض، ومع ذلك قد يؤدي الفشل في إيقافها إلى وقوع إصابات جماعية نتيجة للأمراض الوبائية، لذلك يجب علينا اتخاذ تدابير سريعة وفعالة ضد جميع أشكال الفيروسات والأوبئة.
وقال إننا لا نعرف حتى الآن تأثير العملية الحالية على الإنسانية، كل دولة تكافح تهديد فيروس «كورونا» من خلال اتخاذ احتياطات مختلفة، وقد أغلقت دول عديدة حدودها، ولجأت إلى أساليب الحجر الصحي الصارمة، فيما يسمح البعض الآخر للمرض بالانتشار بحرية في محاولة لتنشيط أجهزة المناعة الطبيعية، مشيرا إلى أنها تراقب من كثب جميع التطورات المتعلقة بهذا المرض واتخذت بسرعة جميع الاحتياطات.
ولفت إلى أنه «كان هناك من أصيبوا بالإحباط من انتشار الفيروس المتأخر في تركيا، وحاول آخرون إثارة الفوضى وإحباط معنويات شعبنا بأخبار مزيفة، ومع ذلك فقد ارتقينا، مع شعبنا، إلى هذا التحدي باقتدار وحسم، كما نفعل دائماً في مواجهة الهجمات ضد بلدنا، وأعتقد، بصدق وبدعم أمتنا، أننا سنخرج من هذه الفترة الصعبة أقوى، بدلاً من التعثر أو السقوط».
وناشد إردوغان المواطنين الأتراك اتباع التعليمات التي تنشرها وزارة الصحة وبأن يلزموا منازلهم، إلا في حالات الضرورة القصوى، أو لمن تضطرهم ظروف عملهم، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات ستبقى سارية مؤقتاً في تركيا، كما هو الحال في دول أخرى حول العالم، حتى ينتهي خطر الوباء.
كان وزير الصحة التركي، فخر الدين كوجا، أعلن عن أول حالة وفاة في البلاد بسبب فيروس كورونا ليل أول من أمس، قائلا إن المتوفى عمره 89 عاما، وانتقل الفيروس إليه عن طريق موظف لديه زار الصين. ولفت في الوقت ذاته إلى ارتفاع إجمالي الإصابات إلى 98 حالة.
ودعا كوجا جميع المواطنين إلى اتباع التدابير المتخذة بدقة، وتنظيم حياتهم وفقا لها والاعتياد عليها لمدة ما بين شهر ونصف إلى شهرين، مشيرا إلى أن معظم المصابين يتماثلون للشفاء ويجري تقديم الدعم الطبي اللازم لهم.
وقررت السلطات التركية، أمس، إغلاق الحدود البرية أمام حركة المسافرين الخارجين أو العائدين مع كل من اليونان وبلغاريا وإبقاءها مفتوحة أمام الخدمات اللوجيستية، في إطار تدابير مكافحة تفشي فيروس كورونا.
ولم تعلن السلطات التركية عن الوضع بالنسبة لآلاف المهاجرين الذين تدفقوا على البوابتين الحدوديتين مع اليونان منذ 27 فبراير (شباط) الماضي، حيث تعهد الرئيس رجب طيب إردوغان الأسبوع الماضي بإبقاء أبواب تركيا مفتوحة أمامهم للتوجه إلى أوروبا.
وجاء القرار، الذي نقلته وسائل الإعلام الرسمية التركية، بعد 24 ساعة فقط من قمة رباعية بين إردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، عبر «الفيديوكونفرس» كانت مخصصة لبحث أزمة الهجرة واللاجئين والوضع في إدلب السورية، وتناولت أيضا الجهود المشتركة التي يمكن القيام بها في مواجهة فيروس «كورونا».
وتطرق إردوغان في كلمته أمس إلى القمة، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع القادة الثلاثة على بعض التدابير المشتركة.
في السياق ذاته، أعلن فؤاد أوكطاي، نائب الرئيس التركي، اكتمال عودة المواطنين الأتراك إلى البلاد من 9 دول أوروبية، والبالغ عددهم ألفين و807 مواطنين.
وأشار إلى أن عملية العودة انتهت في ساعة مبكرة من مساء أمس، وأنهم سيخضعون للحجر الصحي لمدة 14 يوما، تحسبا من ظهور فيروس كورونا لدى أحدهم، وستتم استضافتهم في مساكن طلابية.
وأكد أوكطاي، عبر «تويتر»، أنه سيتم توفير جميع مستلزمات المواطنين في المساكن الطلابية، من خدمات صحية وغذاء.
في السياق ذاته، أعلن رئيس مجلس التعليم العالي في تركيا يكتا ساراتش، أن مرحلة التعليم عن بعد ستبدأ من 23 مارس (آذار) الحالي.
وقال ساراتش، في مؤتمر صحافي أمس، إن المجلس تحرك على الفور لمواجهة الوضع الطارئ الذي سببه كورونا على المستوى العالمي، وبدأ العمل على سيناريوهات معينة حول الآثار المحتملة لهذه المرحلة على التعليم.
وأوضح أن 123 جامعة تحتوي على مركز تطبيق التعليم عن بعد، مؤكدا أن الجامعات التي تعاني نقصا في البنية التحتية المتعلقة بذلك، ستلبي احتياجاتها بالتعاون مع الجامعات الأخرى، وبالتنسيق مع مجلس التعليم.
إلى ذلك، حذرت المعارضة التركية من انهيار المنظومة الصحية مع انتشار فيروس كورونا.
ولفتت النائبة البرلمانية عن حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، غمزة تاشيار، في تقرير إلى البرلمان، إلى نقص عدد الأطباء في تركيا، مشددا على ضرورة الإسراع في اتخاذ كل التدابير لمنع انهيار المنظومة الصحية مع التزايد المفاجئ في عدد المرضى، فيما لم تعلن البلاد أي حالة طوارئ.
ولفت خبراء، من خلال التقرير، إلى أن العدد الحقيقي للمصابين بالفيروس أكثر من الأرقام الرسمية؛ لأن السلطات لا تجري الفحوصات إلا على المسافرين والقادمين من خارج البلاد.


مقالات ذات صلة

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (رويترز)

زوكربيرغ: البيت الأبيض ضغط على «فيسبوك» لفرض رقابة على محتوى «كورونا»

أقر الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ بقيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على موقع «فيسبوك» لفرض رقابة على المحتوى المتعلق بجائحة كورونا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا هانس كلوغه (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد»

قال المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا، هانس كلوغه، اليوم (الثلاثاء)، إن جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم ممرضة تحضر جرعات من لقاح «كورونا» في دار للمسنين بإسبانيا (إ.ب.أ)

بريطانيا: الآلاف يطالبون بتعويضات بعد إصابتهم بمشكلات خطيرة بسبب لقاحات «كورونا»

تقدم ما يقرب من 14 ألف شخص في بريطانيا بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة عن الأضرار المزعومة الناجمة عن تلقيهم لقاحات «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب اعتباراً من ديسمبر بعد فرض ضوابط صارمة منذ عام 2020 بسبب جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)

كوريا الشمالية تستأنف استقبال الزوار الأجانب في ديسمبر

قالت شركات سياحة، اليوم (الأربعاء)، إن كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب في مدينة سامجيون بشمال شرقي البلاد في ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (سول)

جزر المحيط الهادئ تعزز أمنها بعد اجتماع القادة... وترفض قطع العلاقة بتايوان

زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
TT

جزر المحيط الهادئ تعزز أمنها بعد اجتماع القادة... وترفض قطع العلاقة بتايوان

زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

أقر منتدى جزر المحيط الهادئ خطة لتعزيز أعداد الشرطة بين أعضائه، مما يقلل الحاجة إلى الاعتماد على القوى الخارجية في الأزمات، حيث أيدت جزر سليمان حليفة الصين الأمنية المبادرة التي تمولها أستراليا، اليوم (الجمعة)، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال رئيس وزراء جزر كوك مارك براون، رئيس المنتدى، في اليوم الأخير من اجتماع سنوي لزعماء دول جزر المحيط الهادئ، إن الكتلة المكونة من 18 دولة لديها القدرة على الاضطلاع بدور قوي ونشط في الأمن الإقليمي.

وأضاف في مؤتمر صحافي في تونغا، إن جزر المحيط الهادئ «منطقة تعاون ودعم وعمل مشترك، وليس منطقة تنافس ومنطقة حيث تسعى الدول الأخرى إلى محاولة اكتساب ميزة علينا».

ورفض زعماء دول المحيط الهادئ دعوات تدعمها بكين إلى قطع العلاقات مع تايوان، قائلين إن التحالف الإقليمي سيبقي سياساته المستمرة منذ عقود. وفي البيان الختامي أعاد زعماء الكتلة تأكيد اتفاق وُقّع عام 1992 سمح بإجراء محادثات مع تايبيه.

وكانت جزر سليمان، الشريك الرئيسي للصين في جنوب المحيط الهادئ، مارست ضغوطا لتجريد تايوان من وضعها كشريك في منتدى جزر المحيط الهادئ، ما أثار غضب بعض حلفاء تايبيه.

وهذا المنتدى منقسم بين دول تقيم علاقات دبلوماسية مع بكين وأخرى، مثل جزر مارشال وبالاو وتوفالو، حليفة لتايوان التي أرسلت نائب وزير خارجيتها تيان تشونغ-كوانغ إلى تونغا سعيا لتعزيز العلاقات مع حلفائها في جزر المحيط الهادئ، الذين يتناقص عددهم.

وفي السنوات الخمس الماضية، قطعت جزر سليمان وكيريباتي وناورو علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان لصالح الصين.

ومن المقرر تنظيم الانتخابات في بالاو هذا العام، وستكون علاقاتها مع تايوان، وتحول محتمل لصالح الصين، من أبرز قضايا الحملة الانتخابية.

ويرى بعض المحللين أن الخطة لإنشاء وحدة شرطة إقليمية لجزر المحيط الهادئ، يتم نشرها للتعامل مع الحوادث الكبرى هي خطوة من جانب أستراليا لمنع الوجود الأمني المتزايد للصين في المنطقة، وسط تنافس استراتيجي بين بكين وواشنطن.

وقالت جزر سليمان خلال المنتدى الجمعة، وهي دولة تربطها علاقات أمنية بأستراليا، أكبر عضو في المنتدى، وكذلك الصين، التي ليست عضواً في المنتدى، إنها وافقت على مبادرة الشرطة في المحيط الهادئ.

وصرّح رئيس وزراء جزر سليمان جيريميا مانيلي: «نحن نؤيد أيضاً، كجزء من تطوير هذه المبادرة، أهمية التشاور الوطني... لذلك نحن نقدّر حقاً المبادرة».

وقال رئيس وزراء تونغا سياوسي سوفاليني، إن ذلك من شأنه أن يعزز بنية الأمن الإقليمي الحالية. وأضاف أن الزعماء وافقوا أيضاً على شروط مهمة تقصّي الحقائق إلى كاليدونيا الجديدة، التي مزقتها أشهر من أعمال الشغب، لإجراء محادثات مع الأطراف المعنية لمحاولة حل الأزمة.

وأظهر البيان الختامي أن المنتدى قَبِل الإقليمين الأميركيين غوام وساموا الأميركية كعضوين مشاركين.

وأكد سوفاليني رئيس وزراء تونغا، الحاجة إلى المزيد من الموارد لمنطقة المحيط الهادئ للتخفيف من آثار تغير المناخ، وحض الدول المانحة على المساهمة للوصول إلى هدف تمويل أعلى يبلغ 1.5 مليار دولار.