دور الأوبرا العالمية تقدّم عروضها إلكترونياً في ظل «كورونا»

نجم الأوبرا البولندي جاكوب جوزيف أورلينسكي  (رويترز)
نجم الأوبرا البولندي جاكوب جوزيف أورلينسكي (رويترز)
TT

دور الأوبرا العالمية تقدّم عروضها إلكترونياً في ظل «كورونا»

نجم الأوبرا البولندي جاكوب جوزيف أورلينسكي  (رويترز)
نجم الأوبرا البولندي جاكوب جوزيف أورلينسكي (رويترز)

بدأت دور الأوبرا حول العالم في ظل تفشي فيروس كورونا، كغيرها من المؤسسات، تلجأ إلى الخيار الرقمي، لتبقى على تواصل مع الجمهور، وأصبحت تبث حالياً عروضها مباشرة على شاشات التلفزيون والمنصات الإلكترونية.
يوم السبت في دار الأوبرا الملكية في فرساي في فرنسا، قدم قائد الأوركسترا فرنسوا كزافييه روث مع فرقته عرضاً في صالة، غاب عنها الجمهور، إلا أن التصفيق كان حاضراً في منازل عشاق هذا النوع من الموسيقى الكلاسيكية المجبرين على البقاء في بيوتهم في خضم أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد. واستطاع محبو بيتهوفن أن يستمعوا إلى أبرز سيمفونياته من خلال محطة «ميتزو» التي نقلت مباشرة عرض دار الأوبرا الملكية في فرساي. إلا أن هذه المحطة ليست الوحيدة التي أقدمت على هذه الخطوة. وقد حذت حذو محطة «ميتزو» قنوات ومنصات وتطبيقات عدة، ولا يقتصر بثها على الحفلات المباشرة، بل تعرض حفلات وعروضاً قديمة مسجلة، كما أن هناك بعض المبادرات الفردية لفنانين وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل بين عشية وضحاها.
وأبرز مثال على ذلك، عازف البيانو الألماني الروسي إيغور ليفيت الذي يبث منذ أيام على حسابه في «تويتر» فيديوهات له مباشرة من منزله لإسعاد نحو 60 ألفاً من متابعيه. ومن غرفة الجلوس، غنت الميتزو سوبرانو الأميركية جويس دي دوناتو، الأحد، برفقة المغني البولندي بيوتر بيزالا، مقتطفات من أوبرا «ويرثر» لماسينيه مباشرة على «إنستغرام» و«فيسبوك» مستغلين الفرصة لطلب التبرعات للمسارح وفرق الأوركسترا. في فرنسا، نشر عازف الكمان رونو كابوشون، الأحد، مقطع فيديو له على «تويتر» وهو يعزف لحناً لدفوراك باستخدام تطبيق «نوماد بلاي» الذي يسمح لعازف أن ترافقه فرقة أوركسترا افتراضية. وأطلقت قاعة «لا فيلارموني» في باريس شعار «إذا لم تأتِ للاستماع إلى الموسيقى، فالموسيقى ستأتي إليك»، معلنة أن كل حفلاتها السابقة متوافرة على تطبيق «فيلارموني لايف»، إضافة إلى قوائم وزيارة افتراضية لمتحفها للموسيقى على موقعها الإلكتروني.
وقالت دار الأوبرا، في باريس، التي تشهد موسماً سيئاً جداً، بعد إضراب تاريخي ومكلف، يضاف إليه الإغلاق الأخير بسبب فيروس كورونا، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنها ستبث برنامجاً مجانياً للأوبرا والباليه على موقعها، بالتعاون مع «كالتشر بوكس». واعتباراً من يوم الثلاثاء، ستبدأ بث الإنتاج الجديد لأوبرا «مانون». وبدأت الاثنين أوبرا متروبوليتان في نيويورك، وهي واحدة من دور الأوبرا الأبرز في العالم، إعادة بثّ إنتاجاتها مجاناً على موقعها. وقال مديرها بيتر غيلب، في رسالة: «نود أن نقدم مواساة أوبرالية لجميع محبي الأوبرا في هذه الأوقات الصعبة للغاية». وتقوم بالمثل كل من أوبرا فيينا وأوبرا ميونيخ. وذهبت أوبرا استوكهولم إلى حدّ بثّ عرض «فالكيري» لفاغنر مباشرة لمدة 5 ساعات «مع استراحات» على موقعها. أما أوركسترا برلين الفلهرمونية العريقة فقد أتاحت لمحبي الموسيقى الكلاسيكية الولوج المجاني لمدة شهر إلى خدمة «قاعة الحفلات الرقمية» التي عادة ما تكون مدفوعة.
في دار الأوبرا الملكية في فرساي، كانت التأثر سيد الموقف السبت. وكادت دموع إنريكي تيران، المندوب العام لأوركسترا «لي سياكل» التي يقودها فرنسوا كزافييه روث، تنهمر في مقابلة خلال فترة استراحة. وقال: «احترقت كاتدرائية نوتردام في باريس قبل فترة. واليوم، تحترق كاتدرائية فنون الأداء الحي». بالنسبة إليه، فإن الأثر «كارثي على جميع الموسيقيين غير الدائمين وأصحاب العمل» وكذلك «على الفرق غير الدائمة التي لا تتلقى دعماً رسمياً»، مشيراً إلى أنه في حال القوة القاهرة، فإن العقود تصبح باطلة «ولا يتم التعويض على الفنانين». على الرغم من المواساة الافتراضية، فإن هذا الوضع يؤثر بشكل كبير على المحترفين في هذا القطاع. ودعت الرابطة الفرنسية لوكلاء الأعمال الفنية، الحكومة إلى إنشاء «صندوق تعويضات»، في حين طلبت جمعية المغنين في فرنسا من السلطات أن تتصرف لمواجهة «خطورة الأزمة التي تهدد مستقبل عدد كبير من الفنانين».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.