كان بوداعة نسمة بصرية دافئة، ودماثة إنسان من عالم آخر، لذلك جاء نبأ رحيل الرسام العراقي صلاح جياد، في باريس، أمس، ليثير عاصفة من الحزن في مواقع التواصل، وبين كل من عرفه، سواءً أثناء دراسته الفنية في بغداد، أو في العاصمة الفرنسية التي اتخذها منفى وحضناً له، ولأسرته الصغيرة، منذ أربعة عقود.
ولد صلاح جياد في البصرة عام 1947، ومال إلى الفن التشكيلي منذ بداياته، برفقة صديقه وابن مدينته الرسام فيصل لعيبي. درس في معهد الفنون، أولاً، ثم التحق بأكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، وتخرج منها عام 1971. وعمل رساماً في عدد من الصحف، منها مجلة «ألفباء» وجريدة «الجمهورية» وصحيفتا الأطفال «مجلتي» و«المزمار». وفي تلك السنوات البهية من سبعينات بغداد، ساهم في تأسيس «جماعة الأكاديميين» مع صديق عمره فيصل لعيبي، وكل من كاظم حيدر ونعمان هادي ووليد شيت. وفي عام 1976 غادر إلى باريس، ليدرس في معهدها الشهير للفنون الجميلة، حيث حصل على شهادة عليا في تاريخ الفن.
أقام صلاح جياد، وشارك، في العديد من المعارض في بلده والخارج، ونال جوائز عديدة، وواصل اشتغاله الفني على لوحات تجمع ما بين التعبيرية والواقعية والتجريد، وكان بارعاً في التخطيط والتلوين، واستمراراً لأساتذة كبار تعلم منهم في أكاديمية بغداد، أبرزهم فائق حسن. وبموازاة ذلك برز الراحل كواحد من العلامات الفنية الأصيلة في ساحة «مونمارتر»، شمال باريس، بؤرة الرسامين الآتين من كل بقاع الأرض.
في نعيه، وتحت عنوان «عندما ينهدّ نصفك الجميل»، كتب فيصل لعيبي: «حبيبي وصديقي الأثير الفنان صلاح جياد المسعودي، لن تغيب، فأنا الآن كالكنغر أحملك معي أينما يممت».
رحيل الرسام العراقي صلاح جياد في باريس
رحيل الرسام العراقي صلاح جياد في باريس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة