ميركل وماكرون وإردوغان يبحثون أزمة العالقين على الحدود

الرئيس التركي يواصل حربه الكلامية على اليونان

طالبتا لجوء تصنعان كمامات وقائية في مخيم بجزيرة ليسبوس اليونانية أمس (أ.ب)
طالبتا لجوء تصنعان كمامات وقائية في مخيم بجزيرة ليسبوس اليونانية أمس (أ.ب)
TT

ميركل وماكرون وإردوغان يبحثون أزمة العالقين على الحدود

طالبتا لجوء تصنعان كمامات وقائية في مخيم بجزيرة ليسبوس اليونانية أمس (أ.ب)
طالبتا لجوء تصنعان كمامات وقائية في مخيم بجزيرة ليسبوس اليونانية أمس (أ.ب)

صعّدت تركيا اتهاماتها لجارتها اليونان بسوء معاملة المهاجرين وطالبي اللجوء، بعد أن فتحت الباب أمامهم للتوجه إلى حدودها من أجل الانتقال إلى الدول الأوروبية.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكصوي، إن تصريحات وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعد دليلاً ملموساً على سياسات اليونان غير الإنسانية والمخالفة للقوانين الدولية. وأضاف أكصوي في بيان أمس، أن تعامل السلطات اليونانية مع طالبي اللجوء المحتشدين على حدودها «تذكّر بممارسات النازيين»، مضيفاً أن «السلطات اليونانية تقوم بتجريد طالبي اللجوء من ثيابهم وتسلب أموالهم وهوياتهم وتضربهم وتعيدهم إلى بلادنا، وهذا يذكرنا بممارسات النازيين».
واتهم المتحدث التركي اليونان بالعبث بجميع القيم التي بُني عليها الاتحاد الأوروبي، وعدم حماية الحدود الأوروبية «كما تدعي»، مشيرا إلى أن اليونان تستغل ملف طالبي اللجوء، لتحقيق مصالح سياسية قصيرة المدى.
ويواصل المهاجرون، الذين فتحت لهم تركيا الأبواب للتوجه إلى الدول الأوروبية منذ 27 فبراير (شباط) الماضي، الانتظار على الحدود التركية - اليونانية، أملاً في العثور على منفذ للوصول إلى دول أوروبا الغربية، رغم الظروف القاسية بدءا من الطقس السيئ إلى الأسلاك الشائكة والاشتباكات المتقطعة مع حرس الحدود اليوناني الذي يستخدم قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لإبعادهم.
ويحاول غالبية الباحثين عن اللجوء اجتياز الحدود من خلال عبور نهر مريتش الفاصل بين تركيا واليونان، فيما ينتظر قسم آخر في المنطقة العازلة بين معبري بازار كوله التركي وكاستانيس اليوناني على أمل أن تفتح اليونان أبوابها أمامهم. ويقدر عدد المهاجرين العالقين على المعبر الحدودي بنحو 10 آلاف يقيمون في خيام بدائية، مصرين على الدخول إلى اليونان، رغم البرد القارس وتعرضهم بين الحين والآخر لخراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع.
ويواصل حرس الحدود اليوناني تعزيز الإجراءات الأمنية في المنطقة؛ حيث نصب مؤخرا حاجزا مرتفعا من الأسلاك الشائكة أمام بوابة كاستانيس الحدودية. وشرعت السلطات اليونانية يوم الجمعة الماضي، في بناء جدار من الإسمنت أمام البوابة الحدودية، فضلاً عن تعزيز الأسلاك الشائكة الموجودة على ضفة نهر مريتش.
ويشكل نهر مريتش أحد أهم نقاط العبور من تركيا إلى اليونان كونه من الحدود الطبيعة بين البلدين ويقع على امتداد 200 كيلومتر من أصل 212 كيلومتراً هي إجمالي طول الحدود. وعادة، ما يستخدم المهاجرون غير الشرعيين قوارب صغيرة لعبور هذا النهر، والانتقال إلى الجانب اليوناني.
وذكرت تقارير تركية أن طالبي اللجوء في اليونان يواجهون خطر الترحيل بعد تعليق السلطات اليونانية استقبال طلبات اللجوء لمدة شهر، منذ مطلع مارس (آذار) الجاري. وبحسب التقارير، فإن قرابة 450 من الباحثين عن اللجوء في اليونان، نُقلوا من جزيرة ميدللي إلى البر الرئيسي اليوناني، لوضعهم في مخيمين مغلقين بمنطقتي سيريز ومالاكاسا.
وأوضحت التقارير أن طالبي اللجوء الـ450 وصلوا إلى الأراضي اليونانية بعد الأول من مارس، أي بعد أن علقت الحكومة في الثاني من الشهر الحالي استقبال طلبات اللجوء، ما قد يشكل تهديداً للباحثين عن اللجوء بترحيلهم نهائيا من اليونان. وأضافت أن هؤلاء نقلوا إلى البر الرئيسي، بعد إقامتهم نحو أسبوع على ظهر السفينة اليونانية «رودس» التابعة للقوات البحرية اليونانية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أكد الأسبوع الماضي أن بلاده لن تغلق أبوابها أمام المهاجرين الراغبين في التوجه إلى أوروبا.
وتعقد (غدا) الثلاثاء قمة، عبر الفيديو، بين إردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ماكرون حول أزمة المهاجرين، يتم خلالها أيضاً التطرق إلى الوضع الإنساني في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا. وكان مقرراً أن تعقد القمة في إسطنبول، مع احتمال أن ينضم إليها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلا أنه تقرر عقدها بين إردوغان وماكرون وميركل بسبب تفشي فيروس كورونا المسجد (كوفيد 19).


مقالات ذات صلة

ألمانيا تطالب باتباع نهج أوروبي مشترك في عودة اللاجئين السوريين

أوروبا لاجئون سوريون في تركيا يسيرون نحو المعبر الحدودي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (د.ب.أ)

ألمانيا تطالب باتباع نهج أوروبي مشترك في عودة اللاجئين السوريين

طالبت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر باتخاذ نهج أوروبي مشترك بشأن العودة المحتملة للاجئين السوريين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عائلة سورية متوجهة إلى بوابة باب الهوى وتبدو على ملامحهم السعادة بالعودة إلى بلادهم (أ.ب)

تركيا تدين التوغل الإسرائيلي وتؤكد تصديها لأي محاولة لتقسيم سوريا

ندَّدت تركيا بالتوغل الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وشدّدت على دعمها سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، في حين اتخذت إجراءات لتسريع عودة السوريين

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي سوريون في برلين يحتفلون بسقوط الأسد (رويترز)

ألمانيا تبدأ مراجعة سياساتها الخارجية والداخلية حول سوريا واللاجئين

بدأت ألمانيا تراجع سياساتها الخارجية والداخلية فيما يتعلق بسوريا والسوريين الذين وصلوا لاجئين إليها فور سقوط نظام الأسد، والحكومة تنتظر «أفعال هيئة التحرير».

راغدة بهنام (برلين)
المشرق العربي زحام للسوريين أمام بوابة باب الهوى (جيلفاغوزو) انتظاراً لدخول بلادهم (إعلام تركي)

تركيا تدعو لمصالحة وطنية وتؤكد دعمها «سوريا الجديدة»

في حين يتدفق مئات السوريين على الحدود بين تركيا وسوريا للعودة إلى بلادهم أكدت أنقرة أنها ستعمل على ضمان عودتهم بأمان وعلى إعادة إعمار سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.