«المحتوى المحلي السعودي» يلتزم بمشاريع بقيمة 2.4 مليار دولار

الشبل لـ«الشرق الأوسط»: آليات لتطوير سلاسل الإمداد وتكامل الشركات الفائزة بالمناقصات

السعودية تفعل تضمين المحتوى المحلي في المشروعات المنفذة (الشرق الأوسط)
السعودية تفعل تضمين المحتوى المحلي في المشروعات المنفذة (الشرق الأوسط)
TT

«المحتوى المحلي السعودي» يلتزم بمشاريع بقيمة 2.4 مليار دولار

السعودية تفعل تضمين المحتوى المحلي في المشروعات المنفذة (الشرق الأوسط)
السعودية تفعل تضمين المحتوى المحلي في المشروعات المنفذة (الشرق الأوسط)

كشفت هيئة المحتوى المحلي السعودية عن التزامات عقدتها بشأن حزمة من المشاريع بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية، تبلغ قيمتها 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار)، في إطار استراتيجيتها التي ستعمل على تنفيذها في المرحلة المقبلة، بجانب مبادرات تعزز بها شراكتها مع القطاعين العام والخاص مستقبلاً.
وأوضح الدكتور غسان الشبل رئيس مجلس إدارة هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أن الهيئة تمكّنت من تحقيق مكاسب سريعة للمحتوى المحلي خلال هذه الفترة من خلال التزامات للمحتوى المحلي تبلغ قيمتها نحو 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار) من خلال عدة مشاريع بالتعاون مع الجهات الحكومية. وشدد الشبل على أهمية الفرص المتاحة أمام القطاع الخاص عبر المحتوى المحلي، لا سيما من خلال آليات التفضيل التي وضعتها الهيئة، والتي تمنح الشركات الوطنية التي تقدّم أعلى التزام بمتطلبات المحتوى المحلي، فرصاً أكبر للفوز بالمناقصات الحكومية.
ولفت رئيس مجلس إدارة هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية السعودية، إلى دور هذه الآليات في تطوير سلاسل الإمداد المحلية لمختلف القطاعات، عبر تحقيق التكامل والترابط بين الشركات الوطنية التي تفوز بالمناقصات الحكومية.
من ناحيته، شدد الدكتور عبد الرحمن باعشن رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على ضرورة بناء قاعدة موحدة لتعزيز وجود المحتوى المحلي للشركات السعودية، وتبني استراتيجية تمكن المحتوى المحلي من دعم نمو الشركات الوطنية وجعلها تنافس عالمياً.
ولفت باعشن إلى إيجابية الشراكات المستدامة للهيئة مع كبرى الشركات الوطنية للإسهام في تنمية المحتوى المحلي بمختلف القطاعات، مع ضرورة وضع الضوابط والمنهجية الواضحة لمشاركة المحتوى المحلي في المنافسات والمشتريات الحكومية لزيادة الجدوى في التوسع في الإمكانات الحالية في السعودية، إضافة إلى خلق إمكانات جديدة.
ويرى باعشن أن استراتيجية الهيئة في زيادة نسب التصدير تمكن من تجاوز التقلبات الاقتصادية في المشتريات مع تعميق وجود المقدرات المحلية الوطنية، سواء كانت على مستوى المنتجات أو على مستوى الكوادر البشرية الوطنية أو الاستخدام الأمثل للمواد الأولية المحلية في جميع الاحتياجات في السعودية.
وأفاد بأن استصحاب مرئيات القطاعين الحكومي والخاص للمشاركة في وضع سياسات موحّدة تدعم رفع المكوّنات الوطنية عبر توطين الصناعة ونقل التقنية، لتسهم في خلق استراتيجية شاملة لهذا التوجه، مبيناً أن استقطاب القوّة الشرائية الوطنية لتنمية المحتوى المحلي يحقق استدامة الاقتصاد. إلى ذلك، أكدت هيئة المحتوى المحلي السعودية أنها أنهت وضع استراتيجيتها ومستهدفاتها وأدوارها بإطلاق مجموعة مبادرات مع القطاعين الخاص والعام، أبرزها مبادرة شراكات المحتوى المحلي التي تسعى إلى توحيد الجهود المنصبة في تنمية المحتوى المحلي والسعي، لتحقيق أفضلية للقطاع الخاص، ضمن المشتريات الحكومية ودعم المحتوى المحلي وبالذات في المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وطورت الهيئة تعريفاً وطنياً موحّداً للمحتوى المحلي الذي تم اعتماده من مجلس الوزراء، بالإضافة إلى تحديد منهجية قياس المحتوى المحلي على مستوى الاقتصاد الوطني وعلى مستوى المنشآت والمشاريع لحساب المحتوى المحلي تعزيزاً للاقتصاد السعودي.
وعززت قدرات إمكانات المحتوى المحلي بالاعتماد على التعاون الدائم مع القطاع الخاص وبما يفعل التطوير المستمر للإمكانات والقدرات المحلية، منوهاً بالدور الذي تقوم به غرفة الرياض ومجلس الغرف السعودية في تفعيل الجوانب التجارية والصناعية ودعم الصناعات والمنتجات والخدمات المحلية، لدعم الرؤية الاستراتيجية للهيئة.


مقالات ذات صلة

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية بالسعودية (الشرق الأوسط)

الأقل في مجموعة العشرين... التضخم في السعودية يسجل 2 %

بلغ معدل التضخم السنوي في السعودية 2 في المائة، خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)

السعودية: توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بـ2.6 مليار دولار

قال وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، إن السعودية نجحت في جذب الاستثمارات من الشركات العالمية الكبرى في القطاع اللوجيستي.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.