«كورونا» يلغي مسيرة الشعلة الأولمبية في اليونان

اللجنة المنظمة قالت إن «الحشود» أجبرتها على اتخاذ «القرار الصعب»

من مراسم إيقاد الشعلة الأولمبية في اليونان (أ.ف.ب)
من مراسم إيقاد الشعلة الأولمبية في اليونان (أ.ف.ب)
TT

«كورونا» يلغي مسيرة الشعلة الأولمبية في اليونان

من مراسم إيقاد الشعلة الأولمبية في اليونان (أ.ف.ب)
من مراسم إيقاد الشعلة الأولمبية في اليونان (أ.ف.ب)

أعلنت اللجنة الأولمبية اليونانية، أمس، أنها ألغت بقية مسيرة شعلة دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020)، على الأراضي اليونانية بعد خروج حشود غفيرة رغم التحذيرات من تفشي فيروس كورونا.
وقالت اللجنة «بعد التدفق المفرط للسكان خلال مرور الشعلة في إسبرطة، وعلى الرغم من التوصيات المتكررة للجمهور بعدم التجمع، اتخذت اللجنة الأولمبية اليونانية قراراً صعباً بوقف برنامج مسيرة الشعلة على الأراضي اليونانية».
وأشار البيان إلى أن اللجنة الأولمبية اليونانية ستسلم اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو الشعلة في 19 مارس (آذار) كما كان مقرراً، لكن من دون جمهور، على ملعب باناثينايكوس في أثينا.
وأعلنت اليونان عن أكثر من 117 حالة إصابة بالفيروس، توفيت إحداها الخميس في المستشفى.
وتم اتخاذ قرار الإلغاء بعد الاحتشاد الكبير الذي حصل إثر مشاركة الممثل الأميركي جيرارد باتلر بينما كان يشعل مرجله في مدينة إسبرطة.
ويعد باتلر أحد أبرز الممثلين الذين جسدوا شخصية الملك الإسبارطي القديم ليونيداس في فيلم «300» الذي تم إنتاجه عام 2007، والمشهور بعبارة «هذه هي إسبرطة».
وأقيم حفل إيقاد الشعلة الأولمبية الخميس في مدينة أولمبيا اليونانية القديمة، وسط إجراءات غير مسبوقة شملت منع حضور الجمهور، بعدما سجلت البلاد أول حالة وفاة بفيروس «كوفيد - 19».
واقتصر الحضور على مائة شخص فقط من اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020.
وكان مقرراً أن تجول الشعلة في 37 مدينة في اليونان و15 موقعاً أثرياً على امتداد 3500 كيلومتر براً، و842 ميلاً بحرياً (1559 كيلومتراً) وستتنقل بين 600 عدّاء.
وكانت اللجنة الأولمبية المحلية حثت مطلع الأسبوع رؤساء بلديات المدن التي ستمر الشعلة في طرقاتها أو تمكث فيها خلال الليل، «على اتباع تعليمات وزارة الصحة والهيئة الوطنية للصحة العامة».
وكانت الحكومة اليونانية قد أعلنت أن كل الأحداث الرياضية خلال الأسبوعين المقبلين ستقام من دون جمهور بسبب تفشي فيروس «كوفيد - 19»، كذلك أقيمت الخميس مباراة أولمبياكوس وولفرهامبتون الإنجليزي (1 - 1) ضمن ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) على ملعب كاريسكاكيس، خلف أبواب موصدة.
وتخوض اليابان واللجنة الأولمبية الدولية سباقاً مع الزمن وفيروس كورونا المستجد قبل أشهر على انطلاق الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة في طوكيو هذا الصيف.
وتختلف الآراء حيال المسألة في ظل غياب الأرقام الموثوقة، إلا أن الخبراء يتفقون على فكرة واحدة: بأولمبياد أو من دونه، الخطر الذي يواجه اقتصاد اليابان هذا العام هو تمدد فيروس كورونا المستجد.
وقدّر المنظمون مع نهاية عام 2019 الكلفة الإجمالية للأولمبياد بنحو 1.35 تريليون ين (12.6 مليار دولار).
وينقسم هذا المبلغ بين مدينة طوكيو التي تدفع 596 مليار ين، اللجنة المحلية المنظمة التي تساهم بمبلغ 603 مليارات ين، والحكومة التي تخصص 150 مليار ين.
لكن الكلفة الفعلية التي تتكبدها البلاد لطالما كانت موضع نقاش، حيث أشار تقرير تدقيق الحسابات، إلى أن إنفاق الحكومة منذ فوزها باستضافة الألعاب عام 2013 حتى عام 2018 بلغ 1.06 تريليون ين، أي بكلفة أكبر بكثير من المتوقع لهذه الفترة.
كما ساهمت الشركات اليابانية بضخ الأموال من خلال عقود الرعاية، حيث أنفقت مبلغ 348 مليار ين (3.3 مليار دولار).
ولا تضم هذه الأرقام العقود الموقعة بين شركات كبرى واللجنة الأولمبية الدولية بشأن رعاية نُسخات عدة من الألعاب، ومن بينها شركات «تويوتا»، و«بريدجستون» و«باناسونيك» اليابانية.
ويعتبر محللون في شركة «كابيتال ايكونوميكس» للاستشارات الاقتصادية، أن عاملاً واحداً مهماً يجب أخذه في الاعتبار فيما خص تأثير إلغاء الأولمبياد على اقتصاد اليابان، وهو أن معظم الإنفاق قد سبق وحصل.
وهذا يعني أن تأثيرات الإنفاق، وتحديداً على أعمال بناء المجمعات الرياضية الجديدة، باتت جزءاً من الناتج المحلي الإجمالي في السنوات الأخيرة. إلا أن الإلغاء سينعكس على السياحة، فضلاً عن الاستهلاك الإجمالي في البلد الذي يعاني أصلاً من ضغوط بعد زيادة الضريبية على المبيعات التي أثارت الجدل العام الماضي.
وقد تأثر القطاع السياحي سلباً حتى قبل تفشي فيروس كورونا على خلفية خلاف دبلوماسي مع كوريا الجنوبية أثار دعوات للمقاطعة بين البلدين. ويشكل السياح من كوريا ثاني أكبر مجموعة تزور اليابان من بلد واحد، بعد السياح الصينيين.
ودخل اليابان من هذين البلدين في العام الماضي 31.9 مليون سائح.
وتتمتع اليابان باقتصاد صناعي ومتنوع، ولا تعتمد بشكل كبير على السياحة، حيث شكلت نفقات السائحين 0.9 في المائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي في 2018، وفقاً لشركة «سي أي آي سي» المختصة بالأبحاث الاقتصادية. لكن مع الإنفاق المحلي الضعيف أصلاً، قد يؤثر إلغاء الأولمبياد على الشراء المحلي.
ويتوقع خبراء اقتصاديون في شركة «نومورا» انكماشاً بنسبة 0.7 في المائة في الناتج الإجمالي المحلي خلال عام 2020، لكنهم يحذرون أنه قد يصل إلى 1.5 في المائة بحال إلغاء الألعاب المقرر إقامتها بين 24 يوليو (تموز) والتاسع من أغسطس (آب).
ويقول الخبير الاقتصادي في الشركة، تاكاشي ميوا، إن التأثير الأساسي سيكون على الإنفاق المحلي؛ لأن إلغاء الأولمبياد «سيؤثر بشكل كبير على ثقة المستهلك الياباني».
وأضاف ميوا، أن إلغاء الحدث الرياضي الأكبر عالمياً، سيحرم اليابان من 240 مليار ين (2.28 مليار دولار) المقدر أن ينفقها المشجعون الأجانب الذين سيحضرون الألعاب، رغم أن منظمي «طوكيو 2020» يرفضون الإفصاح عن عدد الزائرين المتوقع أن يدخلوا اليابان لمتابعة الأولمبياد.
وتم حتى الآن بيع قرابة 4.5 مليون تذكرة، ومن المتوقع أن يصل الرقم إلى 7.8 مليون، 20 إلى 30 في المائة منها على الصعيد الدولي.
وسبق أن توقع وزير السياحة الياباني عام 2018، أن يأتي 600 ألف شخص أجنبي إلى البلاد لمتابعة الألعاب الأولمبية.


مقالات ذات صلة

أسطورة السباحة المجرية هوسزو تعلن اعتزالها

رياضة عالمية كاتينكا هوسزو (د.ب.أ)

أسطورة السباحة المجرية هوسزو تعلن اعتزالها

أعلنت المجرية كاتينكا هوسزو الفائزة، بـ3 ميداليات ذهبية أولمبية في منافسات السباحة، والتي تعدّ واحدةً من أفضل السبَّاحات على مر التاريخ، اعتزالها، اليوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
رياضة عالمية توني استانغيه (أ.ب)

الأولمبية الدولية توافق على ترشيح استانغيه لعضويتها

وافقت الهيئة التنفيذية للجنة الأولمبية على ترشيح الفرنسي توني استانغيه، رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024، لعضوية اللجنة.

«الشرق الأوسط» (لوزان)
رياضة عالمية أغنيش كيليتي نجت من الهولوكوست (أ.ف.ب)

وفاة أكبر بطلة أولمبية في العالم المجرية أغنيش كيليتي عن 103 أعوام

توفيت أكبر بطلة أولمبية في العالم والناجية من الهولوكوست، المجرية أغنيش كيليتي، عن 103 أعوام في مستشفى بودابست بالعاصمة المجرية.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
رياضة عالمية تشونغ لفتت أنظار العالم في أولمبياد باريس حينما طلب صديقها الزواج منها (أ.ف.ب)

الصينية هونغ بطلة الريشة الطائرة الأولمبية تعتزل اللعب الدولي

قالت هونغ يا تشونغ، بطلة الزوجي المختلط للريشة الطائرة في «أولمبياد باريس»، إنها اعتزلت اللعب مع منتخب الصين؛ بسبب العدد المتزايد من الإصابات التي تعرَّضت لها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
رياضة عالمية إيما فينوكين (رويترز)

البريطانية فينوكين: أتطلع لـ3 ذهبيات في أولمبياد لوس أنجليس

قالت البريطانية إيما فينوكين، بطلة العالم مرتين،إنها مستعدة للعودة إلى نقطة البداية خلال سعيها للفوز بثلاث ميداليات ذهبية على المضمار في دورة الألعاب الأولمبية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».