كثّفت السعودية من قراراتها وإجراءاتها الاحترازية للوقاية من الفيروس الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه «جائحة عالمية»، بتعليق السفر إلى المواطنين والمقيمين مؤقتاً إلى عدد من الدول التي ظهر فيها خطر انتشار فيروس «كورونا» الجديد (كوفيد - 19)، إضافة إلى تعليق العمل في عدد من الجهات، ودعوة هيئة كبار العلماء لتحريم صلاة الجمعة والجماعة للمصاب، وجواز ذلك لمن يخشى على نفسه.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه السعودية تعافي أول حالة من الحالات السابقة، إضافة إلى تسجيل 24 حالة جديدة، ليكون إجمالي عدد المصابين في السعودية 45 حالة تعافت منها حالة واحدة، مع استمرار إجراءات العزل المنزلي أو الحجر الصحي لـ2500 حالة، منها حالات جاءت من دول ترتفع مستوى الخطورة فيها أو بها اشتباه عالٍ بالإصابة للمخالطة.
وكانت اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات الوضع الصحي لفيروس «كورونا» أمس، قد عقدت اجتماعها الـ22 برئاسة الدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة السعودي، وتناول الاجتماع، الوضع الوبائي للفيروس على مستوى العالم، والحالات المسجلة في المملكة، مع تأكيد استمرار تطبيق الإجراءات الوقائية كافة في منافذ الدخول وتعزيزها.
وقال الدكتور محمد العبد العالي، المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية، إن إجمالي عدد الحالات المؤكدة في السعودية هي 45 حالة، منها 17 من الذكور و28 من الإناث، وجميعها لبالغين باستثناء حالتين لأطفال، مشيراً خلال حديثه لوسائل الإعلام في الإيجاز اليومي إلى أن جميع الحالات مطمئنة باستثناء حالة واحدة سبق الإعلان عنها لمواطن أميركي حالته حرجة، ولا يزال يتلقى الرعاية في العناية المركزة في أحد مستشفيات العاصمة الرياض.
وأكد المتحدث الرسمي أن الاستقصاء الوبائي مستمر لحصر جميع المخالطين الذين يصل عددهم لقرابة الألف حالة، حيث يتم تقديم الرعاية اللازمة لهم والإجراء الصحي المناسب، من عزل صحي وفحوصات مخبرية، إضافةً إلى استمرار تقديم الخدمات الوقائية عند المنافذ، حيث قدمت لأكثر من 540 ألف شخص، مضيفاً أن إجمالي من تم فحصهم حتى أمس (الخميس)، تجاوز 4300 فحص مخبري تأكيدي، والتي ظهرت منها 45 حالة مؤكدة لوجود الفيروس.
- 2500 في العزل
وقال العبد العالي إن إجمالي الأعداد التي دخلت العزل المنزلي أو الحجر الصحي المخصص للحالات الوافدة من دول يرتفع مستوى الخطورة فيها أو يكون بها اشتباه عالٍ بالإصابة للمخالطة، هي 2500 حالة، موضحاً أن هذا الرقم يتطور باستمرار سواء بالنقص أو الزيادة، حيث تظهر نتائجها خلال 14 يوماً.
كما أعلنت وزارة الصحة، أول من أمس، عن تعافي أول حالة إصابة بفيروس «كوفيد - 19»، حيث أظهرت الفحوصات المخبرية سلامة المواطن من الفيروس، كما أعلنت «الصحة» عن تسجيل 24 إصابة جديدة بفيروس «كورونا».
وأوضحت الوزارة أن الحالتين الأولى والثانية من الحالات الجديدة هما لمواطن ومواطنة، تم وضعهما في الحجر الصحي بعد عودتهما من العراق، وأن الحالة الثالثة هي لطفلة سعودية تبلغ من العمر 12 عاماً، كانت مخالطة لجدها المصاب، الذي أُعلن عنه سابقاً في محافظة القطيف، وهو عائد من إيران.
وأضافت الوزارة أن الحالات الـ21 الأخرى هي من الجنسية المصرية، وهم موجودون بالحجر الصحي في مكة، وهم من مخالطي الزائر المصري الذي أُعلن عنه الثلاثاء الماضي، وبهذا يصبح العدد الإجمالي للإصابات 45 حالة، تعافت واحدة وبقية الحالات موجودة الآن في العزل الصحي.
- تعليق سفر لدول إضافية
وإلحاقاً لقرار الحكومة السعودية تعليق سفر المواطنين والمقيمين مؤقتاً إلى عدد من الدول التي ظهر فيها خطر انتشار فيروس «كورونا» الجديد، قررت حكومة المملكة تعليق سفر المواطنين والمقيمين مؤقتاً، وتعليق الرحلات الجوية إلى كل دول إضافية.
وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية أن الدول الإضافية هي كل من دول الاتحاد الأوروبي، والاتحاد السويسري، والهند، وباكستان، وسريلانكا، والفلبين، والسودان، وإثيوبيا، وجنوب السودان، وإريتريا، وكينيا، وجيبوتي، والصومال، وكذلك تعليق دخول القادمين من تلك الدول، أو دخول من كان موجوداً بها خلال الـ14 يوماً السابقة لقدومه.
كما تم تعليق حركة المسافرين عبر المنافذ البرية جميعها مع الأردن، مع استمرار السماح بالحركة التجارية والشحن، ومرور الحالات الإنسانية والاستثنائية، ويعطي القرار مهلة 72 ساعة للمواطنين ولمن لديهم إقامة سارية المفعول من مواطني تلك الدول للعودة للمملكة، وذلك قبل بدء سريان تطبيق قرار تعليق السفر.
واستثنى قرار التعليق الممارسين الصحيين العاملين في السعودية من مواطني دولتي الفلبين والهند، ورحلات الإجلاء والشحن والتجارة.
- صلاة الجماعة للمصاب
بدورهها، نظرت هيئة كبار العلماء في السعودية بخصوص الرخصة في عدم شهود صلاة الجمعة والجماعة في حال انتشار الوباء أو الخوف من انتشاره، وباستقراء نصوص الشريعة الإسلامية ومقاصدها وقواعدها وكلام أهل العلم في هذه المسألة، حيث دعت إلى أنه يحرم على المصاب شهود الجمعة والجماعة، كما دعت من قررت عليه جهة الاختصاص إجراءات العزل إلى إنه من الواجب عليه الالتزام بذلك، وترك شهود صلاة الجماعة والجمعة ويصلي الصلوات في بيته أو موطن عزله، مضيفة أنه من خشي أن يتضرر أو يضر غيره يُرخص له في عدم شهود الجمعة والجماعة.
- تأجيل فعاليات
أعلنت وزارة الخارجية السعودية، أمس، تأجيل عقد القمتين السعودية - الأفريقية، والعربية - الأفريقية اللتين كان من المقرر أن تستضيفهما الرياض في الربع الأول من هذا العام 2020م، «إلى موعد جديد سيتم تحديده لاحقاً».
وقالت الوزارة إن التأجيل يأتي حرصاً من الحكومة السعودية على اتخاذ التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد في إطار الجهود الدولية المبذولة في هذا الجانب، وتماشياً مع الإجراءات التي أوصت بها الجهات الصحية المختصة للحد من التجمعات.
كما أعلنت السعودية أيضاً، عن تأجيل الاجتماع الوزاري لوزراء الزراعة بمجموعة الـ20 والمزمع عقده في الفترة من 18 - 19 مارس (آذار) 2020، وعزت ذلك للتدابير الاحترازية التي اتخذتها المملكة في مواجهة فيروس «كورونا» المستجد. وأكدت أن الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين تلتزم باستمرار المناقشات المهمة، وتنفيذ الترتيبات لعقد هذه القمة، وأشارت إلى أنها تشعر بالفخر لاستضافة هذا المنتدى الدولي، «بينما نمضي قدماً في جدول أعمالنا العالمي الطموح»، وأشارت إلى أن اعتماد اجتماع وزراء الزراعة في المجموعة سيتم عقده في أي فرصة تتاح لاحقاً، وأن الرئاسة السعودية لهذا المنتدى اتخذت الإجراءات الاحترازية الضرورية في مواجهة هذه الجائحة، وأجّلت اجتماع وزراء الزراعة والمياه المقرر عقده يومي 18 و19 من مارس الحالي.
وأشارت إلى أن مجموعة العشرين تعمل عن كثب مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السعودية، نظراً إلى الظروف المتغيرة بسرعة حول «كورونا» المستجد، بما في ذلك قيود السفر، وأنها ستواصل تقييم حالة الاجتماعات.
وعودة لقرار الخارجية السعودية تأجيل القمتين العربية، والعربية الأفريقية في العاصمة الرياض، أكدت الوزارة أن ذلك جاء بعد التنسيق مع «رئاسة الجانب الأفريقي»، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، «في وقت تتضافر فيه جهودنا جميعاً لتطبيق تدابير صحية متقدمة تحمي مواطنينا والمقيمين في بلداننا من المخاطر».
- قطاع الأعمال
واتخذت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية قرارات تهمّ صحة العاملين والموظفين في القطاعين العام والخاص للحد من انتشار فيروس «كوفيد - 19»، من ذلك تقليل اللقاءات وورش العمل والاجتماعات والدورات التدريبية والابتعاد عن التجمعات، والاعتماد بدلا منها على أنظمة الاجتماعات عن طريق الاتصال المرئي وتفعيل العمل عن بُعد حين يتطلب الأمر.