وزير خارجية فرنسا يبحث في الجزائر نزاع الصحراء وأزمة ليبيا

وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم مستقبلاً نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في الجزائر العاصمة أمس  (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم مستقبلاً نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في الجزائر العاصمة أمس (إ.ب.أ)
TT

وزير خارجية فرنسا يبحث في الجزائر نزاع الصحراء وأزمة ليبيا

وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم مستقبلاً نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في الجزائر العاصمة أمس  (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم مستقبلاً نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في الجزائر العاصمة أمس (إ.ب.أ)

بحث وزيرا الخارجية الجزائري صبري بوقادوم والفرنسي جان إيف لودريان، أمس، بالجزائر العاصمة العلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي، وذلك على هامش انعقاد «الدورة السادسة للجنة الثنائية المختلطة للتعاون الاقتصادي». وأكدت مصادر دبلوماسية جزائرية أن الوزيرين تناولا أيضاً الأزمة الليبية، وتداعياتها على الأمن بالمغرب العربي وحوض المتوسط.
وقال بن علي الشريف، المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، إن الاجتماع الذي يدوم يوماً واحداً يُعدّ «فرصة للبلدين للتوقف على مدى تقدم عدة ملفات مرتبطة بالتعاون الاقتصادي والتجاري، خاصة ما يتعلق بمشروعات الشراكة الثنائية في مجال الصيرفة والاستثمار، وصناعة السيارات والصناعة الصيدلانية، والزراعة والصناعات الغذائية، زيادة على قطاعات أخرى كالتكنولوجيات الجديدة والسياحة».
وأكد بن علي أن الاجتماع «سيتيح أيضاً تعميق التشاور بخصوص مشروعات مدرجة في أجندة الدورة الخامسة للجنة الحكومية، الثنائية عالية المستوى، المقررة في السداسي الأول من السنة الجارية، وذلك طبقاً لأجندة سياسية متفق عليها بين الجزائر وفرنسا»، من دون ذكر ما هي هذه المشروعات.
وأضاف بيان الناطق باسم الخارجية أن بوقادوم ولودريان «سيتبادلان قضايا إقليمية ودولية على هامش أشغال الاجتماع، خاصة الملف الليبي، ومسألة الصحراء الغربية، والوضع في الساحل وفي مالي، والتطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، وأوضاع الصحة في العالم، وردود الفعل الدولية حيال تفشي فيروس (كورونا)».
وبين الجزائر وفرنسا ملفات أخرى لا تقل أهمية، بعضها محل خلاف بينهما، كقضية حرية تنقل الأشخاص، التي يضبطها اتفاق يعود إلى عام 1968 وتطالب الجزائر بمراجعته، و«ملف الذاكرة» المتصل بجرائم الاستعمار، وأرشيف ثورة التحرير (1954 - 1962)، واستعادة رفات رموز المقاومة الشعبية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، خلال القرن التاسع عشر، المًوجودة بمتحف بباريس.
وتطالب جمعيات جزائرية مهتمة بحرب التحرير وشهدائها باعتذار رسمي فرنسي عن جرائم الاستعمار، ودفع تعويضات عن تجارب الذرة التي أجرتها فرنسا في الصحراء بعد الاستقلال. غير أن هذا الطلب يقابله تحفّظ شديد من جانب فرنسا، التي اعترفت برغم ذلك أن احتلالها الجزائر «كان ظالماً»، وأنه «خلّف آلاماً».
إلى ذلك، التمست النيابة بمحكمة بالعاصمة، أمس، سنة سجناً مع التنفيذ، وغرامة مالية بحق رجل الثورة الثمانيني لخضر بورقعة، بناء على تهمة «إضعاف معنويات الجيش»، التي كانت سبباً في إيداعه الحبس الاحتياطي، الصيف الماضي، ثم أفرج عنه بعد أربعة أشهر إثر تدهور صحته. وأبقت النيابة على التهمة ضده التي يقف وراءها قائد الجيش المتوفّى، الفريق أحمد قايد صالح. وتعود الوقائع إلى تصريحات لـ«الرائد بورقعة»، وصف فيها الجيش الوطني بـ«ميليشيات»، على أساس أن قيادته «زجّت به في مواجهة ضد الحراك الشعبي»، المطالب بالتغيير.
وطالب المحامون في مرافعاتهم ببراءة بورقعة، بحجة أنه «عبّر عن موقف سياسي رداً على مواقف سياسية صادرة عن رئيس أركان الجيش، وفي سياق سياسي يتمثل في انتفاضة شعب ضد حكامه المتورطين في الفساد». ورافع في القضية محامون بارزون تبنوا «قضية بورقعة»، وقضايا معتقلي الحراك وهم بالعشرات. واستمرت المرافعات إلى الساعات الأخيرة من النهار، وتوقع محامون وضع القضية في المداولة للنطق بالحكم في غضون أسبوع.
كما أصدرت محكمة أخرى بالعاصمة، أمس، عقوبة 6 أشهر سجناً نافذاً وغرامة مالية ضد الناشطين بالحراك كريم بوطاطة وحسن قاضي، الموجودين بالسجن منذ الثاني من يناير (كانون الثاني) الماضي، بحسب ما أعلنه تنظيم «تجمع - عمل - شباب»، الذي ينتمي إليه الناشطان، والذي يوجد رئيسه عبد الوهاب فرساوي في السجن منذ ثلاثة أشهر، بسبب انخراطه الميداني في المظاهرات. وكان الرئيس السابق للتنظيم الشبابي حكيم عداد في السجن، لكن أفرج عنه منذ شهر ونصف الشهر، غير أنه لا يزال تحت طائلة المتابعة القضائية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».