جمجمة تقود لاكتشاف أصغر ديناصور طائر

جمجمة الطائر محبوسة في العنبر
جمجمة الطائر محبوسة في العنبر
TT

جمجمة تقود لاكتشاف أصغر ديناصور طائر

جمجمة الطائر محبوسة في العنبر
جمجمة الطائر محبوسة في العنبر

قادت جمجمة صغيرة، تم اكتشافها شمال ميانمار، إلى اكتشاف أصغر ديناصور طائر في السجل الأحفوري، وتم تسجيل الاكتشاف في دراسة نشرت أول من أمس في دورية «نيتشر».
وأثناء العمل على الحفريات في منطقة لارس شميتز (شمال ميانمار)، اكتشف فريق من الباحثين الدوليين عينة جمجمة صغيرة ناضجة كانت محفوظة في العنبر، تشبه في حجمها حجم جمجمة طائر صائد النحل الذي يعيش إلى الآن، وقادهم ذلك لاكتشاف أصغر ديناصور طائر يعود إلى فترة «ميسوزويك»، وهي الحقبة المتوسطة للحيوانات (248 إلى 65 مليون سنة).
وسميت هذه الحقبة بالمتوسطة أو الوسطية؛ لأن الحيوانات التي ظهرت فيها لم تكن تشبه مجموعات الحيوانات التي مر ذكرها في الحقب السابقة، كما أنها لا تشبه الحيوانات التي أتت بعدها، ولذلك فالحيوانات التي تنتمي لها مهمة لمعرفة التطور الذي حدث بالحيوانات.
وقال لارس شميتز، أستاذ علم الأحياء المساعد في كلية «سكريبس» بكاليفورنيا، التي قاد باحثوها الدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للكلية بالتزامن مع نشر الدراسة: «حفظ العنبر للفقاريات أمر نادر، وهذا وفر لنا نافذة مهمة على حلقة مفقودة في تطور الديناصورات؛ حيث تشير سماته التشريحية الفريدة إلى واحدة من أصغر الطيور وأقدمها على الإطلاق».
والعنبر هو صمغ كانت تفرزه الأشجار الصنوبرية المنقرضة من لحائها عندما يجرحها جارح، حتى تستطيع حماية نفسها من الأمراض، وكان ذلك يتسبب في حبس الكائنات الحية التي كانت توجد على الشجرة، وعادة ما يحبس الحشرات، ولكن الجديد هو حفظه لجمجمة الطائر، بما وفر لنا معلومات مهمة عن أصغر ديناصور.
ودرس الفريق البحثي السمات المميزة للعينة بمسح «السنكروترون عالي الدقة» لتحديد كيف تختلف هذه الجمجمة عن تلك الموجودة في عينات ديناصورات أخرى تشبه الطيور في تلك الحقبة.
ووجد الباحثون أن شكل وحجم عظام العين يشير إلى نمط حياة نهاري، ولكنهم كشفوا أيضاً عن أوجه تشابه مدهشة مع عيون السحالي الحديثة.
وتظهر الجمجمة أيضاً نمطاً فريداً من الاندماج بين عناصر العظام المختلفة، بالإضافة إلى وجود الأسنان، وخلص الباحثون إلى أن حجم العينة الصغير، وشكلها غير العادي، يوحيان بمزيج لم يسبق له مثيل من السمات، ولكنها أقرب في الحجم من طائر صائد النحل.


مقالات ذات صلة

تابوت مصري قديم يحظى بحياة جديدة في بريطانيا

يوميات الشرق استقبال للتابوت بعد ترميمه (جامعة سوانزي)

تابوت مصري قديم يحظى بحياة جديدة في بريطانيا

حظي تابوت مصري قديم بحياة جديدة في بريطانيا بعد فترة من أعمال الترميم وإعادته إلى «مركز مصر» (متحف للآثار المصرية) بجامعة «سوانزي» في ويلز.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق لعبة صغيرة تمثل حيواناً تعود لعصر «الفايكنغ» (صفحة بعثة التنقيب الأثرية عبر فيسبوك)

لعبة أطفال من عصر «الفايكنغ» تحير علماء الآثار

عثر علماء آثار على لعبة نادرة تعود إلى عصر الفايكنغ خلال حفريات أثرية في آيسلندا. ولا يزال الحيوان الذي تمثله اللعبة موضع نقاش.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق رأس مومياء من العصر المتأخر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تسترد 3 قطع أثرية من هولندا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الثلاثاء، عن استرداد ثلاث قطع أثرية من هولندا، ترجع للعصر المتأخر، كانت قد خرجت من البلاد بطريقة «غير شرعية».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق المعارض الأثرية المصرية في الخارج وسيلة للترويج السياحي (وزارة السياحة والآثار)

مصر والبحرين لتنفيذ برامج تسويق سياحي مشترك في شرق آسيا

 تتجه مصر والبحرين لتنفيذ برامج مشتركة للتسويق السياحي في شرق آسيا، بالإضافة إلى التعاون في مجالي السياحة والآثار، والعمل على إقامة معارض أثرية مؤقتة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق السفينة الحربية «إتش إم إس فيكتوري» (أ.ف.ب)

الحشرات تهدد سفينة النصر البريطاني في ترافالغار

نجت السفينة الحربية «إتش إم إس فيكتوري» HMS Victory من قذائف نابليون، ومن قنبلة خلال الحرب العالمية الثانية، وتواجه خطرا فتاكا جديدا يهدد هيكلها… وهو الحشرات!

«الشرق الأوسط» (بورتسموث )

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».