لعبة أطفال من عصر «الفايكنغ» تحير علماء الآثار

لعبة صغيرة تمثل حيواناً تعود لعصر «الفايكنغ» (صفحة بعثة التنقيب الأثرية عبر فيسبوك)
لعبة صغيرة تمثل حيواناً تعود لعصر «الفايكنغ» (صفحة بعثة التنقيب الأثرية عبر فيسبوك)
TT

لعبة أطفال من عصر «الفايكنغ» تحير علماء الآثار

لعبة صغيرة تمثل حيواناً تعود لعصر «الفايكنغ» (صفحة بعثة التنقيب الأثرية عبر فيسبوك)
لعبة صغيرة تمثل حيواناً تعود لعصر «الفايكنغ» (صفحة بعثة التنقيب الأثرية عبر فيسبوك)

عثر علماء آثار على لعبة نادرة تعود إلى عصر الفايكنغ خلال حفريات أثرية في آيسلندا. ورغم أن الفترة الزمنية التي تنتمي إليها اللعبة معروفة للباحثين، فإن الحيوان الذي تمثله اللعبة لا يزال موضع نقاش.

وقالت راغنهيرش تراوشتادوتير، المسؤولة عن الحفريات في بلدة «فيارفوش» بمنطقة «سايويسفورور»، لموقع «فوكس نيوز» عبر الإيميل، إن الحفريات الأثرية تجري في البلدة منذ عام 2020. وعثر على العديد من الآثار خلال هذه الحفريات، لكن العثور على لعبة مثل هذه كان اكتشافاً نادراً.

قالت تراوشتادوتير: «الأطفال لم يكونوا مرئيين كثيراً في عصر الفايكنغ، لذا نعتقد أنه أمر مذهل أن نجد لعبة يمكن ربطها بهم. كما أن لدينا عدداً قليلاً جداً من الاكتشافات في آيسلندا المتعلقة بالأطفال».

اللعبة المنحوتة من الحجر صغيرة الحجم، طولها نحو 5 سنتيمترات وعرضها نحو 2.7 سنتيمتر.

هناك عدة نظريات حول ما هو الحيوان الذي تمثله اللعبة، حيث يميل علماء الآثار بشكل أكبر نحو أنه خنزير أو دب. ويعتقد البعض الآخر أنه كلب آيسلندي. وستستمر الأبحاث حول اللعبة خلال أشهر الشتاء، ومع ذلك قد لا يحصل الباحثون على إجابة نهائية حول نوع الحيوان الذي تمثله.

منحوتات أثرية عثر عليها خلال حفريات في آيسلندا تعود لعصر «الفايكنغ» (صفحة بعثة التنقيب الأثرية عبر فيسبوك)

قالت تراوشتادوتير لـ«فوكس نيوز»: «هذا الشتاء، سنفحص جميع الاكتشافات التي عثرنا عليها، بما في ذلك الحيوان، لنرى إذا كان بإمكاننا تحديده، على الرغم من أن الأمر قد يبقى مفتوحاً للنقاش».

وحدد علماء الآثار تاريخ صنع اللعبة بناءً على مكان العثور عليها، والمادة التي صُنعت منها. وتوضح تراوشتادوتير: «تم العثور عليها في أرضية المنزل الطويل، وهي حيوان منحوت من حجر البالاغونيت المسامي. ويعود تاريخها إلى نحو عام 940 إلى عام 1000 ميلادية خلال عصر الفايكنغ».

لعبة صغيرة تمثل حيواناً تعود لعصر «الفايكنغ» (صفحة بعثة التنقيب الأثرية عبر فيسبوك)

وترى تراوشتادوتير أن المادة الصخرية التي صُنعت منها اللعبة قد ساهمت بشكل كبير في حفظها؛ لأن المنحوتات المصنوعة من مواد عضوية مثل الخشب نادراً ما تظل محفوظة بشكل جيد في آيسلندا.

واللعبة القديمة الصغيرة المصنوعة بعناية، هي واحدة من أكثر من 100 قطعة ألعاب عثر عليها خلال الحفريات.

وعثر على العديد من الأغراض الفريدة في أربعة قبور تم الكشف عنها. وتشير تراوشتادوتير إلى أنه «في أحد القبور الخاصة بالذكور، لم يبق سوى الأسنان، ومع ذلك، دُفن في قارب إلى جانب كلب وحصان ومقتنيات أخرى».

من بين القطع القديمة التي عُثر عليها في القبر، كان هناك خرز، وألعاب، ودبوس وخاتم فضيان وفأس.

وتصف تراوشتادوتير، وفقاً لموقع «فوكس نيوز»، مقبرة تعود لامرأة قائلة: «عظام المرأة اختفت، وعلى صدرها كانت هناك دبابيس برونزية بيضاوية الشكل، مع 11 خرزة كبيرة جميلة موضوعة بينهما، ودبوس برونزي مستدير صغير أسفلهما. ووجدنا بقايا الملابس على الدبابيس. بين ثديي المرأة كانت مقصات حديدية ملفوفة في قماش. على جانبها الأيمن كان هناك صندوق صغير من خشب البلوط يحتوي على حجر لإشعال النار، وعلى جانبها الأيسر كان هناك سكين وجسم حديدي قد يكون مفتاحاً».


مقالات ذات صلة

«العلامات»... معرض أثري بالقاهرة يحكي تاريخ الكتابة عبر العصور

يوميات الشرق المعرض المؤقت ضمّ كثيراً من القطع الأثرية (المتحف المصري)

«العلامات»... معرض أثري بالقاهرة يحكي تاريخ الكتابة عبر العصور

كيف بدأت الكتابة؟ من أين جاءت العلامات الأولى؟ وكيف تطورت لتصبح اللغات التي نعرفها اليوم؟ للإجابة عن هذه الأسئلة نظم المتحف المصري بالقاهرة معرضاً أثرياً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق المتحف المصري يحتفي بزيارة الأميرة ديانا لتوت عنخ آمون (المتحف المصري)

المتحف المصري ينشر صورة نادرة للأميرة ديانا أمام تابوت «الملك توت»

في إطار استعادة الكنوز المصرية والترويج لها عالميا، نشر المتحف المصري بالتحرير صورة أرشيفية نادرة تعرض لأول مرة للأميرة ديانا، أميرة ويلز، أثناء زيارتها للمتحف.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق المتحف المصري الكبير يفتتح رسمياً في 3 يوليو (تموز) المقبل (وزارة السياحة والآثار)

مصر لتعزيز استثماراتها السياحية بإقامة المتاحف وزيادة الغرف الفندقية

تراهن مصر على عدة محاور لتعزيز استثماراتها في قطاع السياحة، بما يساهم في زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر في هذا القطاع.

محمد الكفراوي (القاهرة )
ثقافة وفنون حصان صلصالي من مقبرة الحجر، يقابله رأس حصان مشابه من قلعة البحرين

حصان صلصالي من مقبرة الحجر الأثرية في البحرين

يحتفظ متحف البحرين الوطني بمجموعة متنوعة من التماثيل الصغيرة المنجزة بتقنية الطين المحروق

محمود الزيباوي
يوميات الشرق الأقصر تعج بأسرار الحضارة المصرية القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تكشف أسرار «توابيت الأطفال» بالأقصر

تسعى وزارة السياحة والآثار المصرية إلى كشف أسرار توابيت الأطفال التي تم اكتشافها مؤخراً في منطقة العساسيف بالأقصر (جنوب مصر).

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«العلامات»... معرض أثري بالقاهرة يحكي تاريخ الكتابة عبر العصور

المعرض المؤقت ضمّ كثيراً من القطع الأثرية (المتحف المصري)
المعرض المؤقت ضمّ كثيراً من القطع الأثرية (المتحف المصري)
TT

«العلامات»... معرض أثري بالقاهرة يحكي تاريخ الكتابة عبر العصور

المعرض المؤقت ضمّ كثيراً من القطع الأثرية (المتحف المصري)
المعرض المؤقت ضمّ كثيراً من القطع الأثرية (المتحف المصري)

كيف بدأت الكتابة؟ من أين جاءت علاماتها الأولى؟ وكيف تطوّرت لتُصبح اللغات التي نعرفها اليوم؟ للإجابة عن هذه الأسئلة، نظَّم «المتحف المصري» في القاهرة معرضاً أثرياً مؤقتاً يستعرض تطوّر الكتابة من النقوش إلى الخطوط عبر العصور المختلفة.

يحمل المعرض عنوان: «العلامات: من العلامات الكتابية إلى النقوش الخطية... الكاتب والخط عبر العصور»، ويضم العديد من القطع الأثرية، والبرديات، والنقوش التي تعكس ملامح الحضارة المصرية القديمة. كما يُسلّط الضوء على دور المترجمين وأهميتهم في تلك الحضارة.

فقد لعب المترجمون دوراً محورياً في مصر القديمة، إذ شكّلوا حلقة وصل أساسية لتسهيل التواصل والتفاعل مع الشعوب الأجنبية، لا سيّما مع اتساع نفوذ مصر في مجالات التجارة والدبلوماسية والعمليات العسكرية، حسبما أكّده المتحف في بيانه عن المعرض.

صور لنقوش بدائية ضمن المعرض (المتحف المصري)

ويعود أقدم ذكر للقب «مترجم» (إعاو) إلى عهد الملك ساحورع من الأسرة الخامسة في الدولة القديمة، حيث اضطلع المترجمون بمهام حيوية في صياغة المعاهدات والرسائل والاتفاقيات وتفسيرها. ومن أبرز إنجازاتهم معاهدة السلام المصرية الحيثية الشهيرة التي أُبرمت في عهد الملك رمسيس الثاني.

وأشار البيان إلى الدور المحوري الذي أدّاه المترجمون في البعثات الاستكشافية والتجارية، وكذلك في الحملات العسكرية، حيث أسهموا في التواصل مع المرتزقة، والأجانب، والحلفاء، وحتى مع الشعوب المهزومة.

وعلى المستوى الإداري، عمل المترجمون في البلاط الملكي والمعابد، وكان لهم دور بارز في إدارة العلاقات الخارجية وترجمة الرسائل الواردة من المبعوثين الأجانب.

ويضم المعرض مجموعة فريدة من أدوات الكتابة والأحبار التي استخدمها أجدادنا في تدوين التاريخ، بالإضافة إلى نماذج متعدّدة من البرديات التي تمثل مختلف الخطوط واللغات والعصور.

نماذج من الكتابات الأثرية المعروضة (المتحف المصري)

وأشار الباحث في الحضارة المصرية والخبير السياحي المصري، بسام الشماع، إلى أهمية هذه المعارض المؤقتة في إبراز الكنوز التاريخية الثمينة التي يضمها المتحف المصري، ويتجلّى ذلك من خلالها الدور الرائد للحضارة المصرية.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة المعارض المؤقتة التي ينظّمها المتحف المصري، بإدارة الدكتور علي عبد الحليم، فكرة مهمة جداً، وهي ليست المرة الأولى؛ فقد أُقيم معرض خاص عن العطور في مصر القديمة، بالإضافة إلى المعرض الحالي عن الكتابة».

وأشار إلى وجود كثير من الكنوز الفريدة في المتحف المصري التي يجب إبرازها للزائرين، قائلاً: «كما أُبرزت لوحة كوم الحصن التي يظهر عليها نص يقول، ولأول مرة، إن عدد أيام السنة هو 365 يوماً وربع يوم، هناك أيضاً تمثال مهم لـ(ناعمو)، رئيس عمال المناجم، وعليه نقوش من الكتابات السينائية المبكرة، والتي تُعد من مصادر الهجائية في العالم».

وتابع: «أنا سعيد بهذا النقش الذي رأيته أمس، بعدما كنت قد تعرّفت عليه منذ سنوات، من خلال كتاب (رحلة الكتابة) الذي طبعته ونشرته مكتبة الإسكندرية».

نموذج للكتابات القديمة في المتحف (المتحف المصري)

ونشر المتحف المصري إحدى الوثائق الأثرية التي تضم نقوشاً وكتابات قديمة، معلّقاً عليها: «تطوّرت الهيروغليفية من نظام كتابة تصويري إلى شكل أكثر تجريداً وهيكلية، مما أدى في النهاية إلى ظهور النصوص الأبجدية. ويُعدّ الخط السينائي البدائي، الذي ظهر في منطقة سيناء نتيجةً للتفاعل المصري مع السكان الكنعانيين على نطاق واسع، أول أبجدية حقيقية. وقد شكّل هذا الخط المبكر أساساً للأبجدية الفينيقية التي أثّرت بدورها في تطوّر الخط الآرامي، مما أدى في النهاية إلى ظهور الأبجدية العربية والعديد من أنظمة الكتابة الأخرى»، وذلك وفقاً لما نشرته صفحة المتحف.