غانتس واثق من توفر أغلبية تؤهله لتشكيل حكومة

رغم تمرد جديد في معسكره ضمّ أورلي أبو قسيس المغربية الأصل

رئيس حزب «كحول لفان» بيني غانتس في تجمع جماهيري الشهر الماضي في تل أبيب (أ.ف.ب)
رئيس حزب «كحول لفان» بيني غانتس في تجمع جماهيري الشهر الماضي في تل أبيب (أ.ف.ب)
TT

غانتس واثق من توفر أغلبية تؤهله لتشكيل حكومة

رئيس حزب «كحول لفان» بيني غانتس في تجمع جماهيري الشهر الماضي في تل أبيب (أ.ف.ب)
رئيس حزب «كحول لفان» بيني غانتس في تجمع جماهيري الشهر الماضي في تل أبيب (أ.ف.ب)

رغم انضمام نائب ثالث للمتمردين في معسكره، الذين يعارضون تشكيل حكومة أقلية مسنودة بأصوات القائمة المشتركة للأحزاب العربية، أعلن رئيس حزب الجنرالات «كحول لفان»، بيني غانتس، عن ثقته بتوفر أغلبية من النواب تؤهله للحصول على تكليف من رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، لتشكيل الحكومة القادمة وإنهاء عهد بنيامين نتنياهو.
وجاءت تصريحات غانتس، بعد أن فاجأت النائبة أورلي ليفي أبو قسيس، رئيسة حزب «جيشر» والمرشحة الثانية في تحالف أحزاب اليسار (العمل وجيشر وميرتس)، وأعلنت أنها لن تدعم حكومة ضيقة بدعم من المشتركة. وأورلي ليفي (46 عاما) هي ابنة ديفيد ليفي، أحد قادة الليكود من اليهود الشرقيين، وصل إلى ذروة العمل السياسي في منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء ووزير الخارجية. وهو مغربي الأصل. وعانى كثيرا من التمييز العنصري ضده حتى وهو قائد في الليكود، وقاد الحرب ضده يومها نتنياهو نفسه، حتى اعتزل السياسة. وحسب تقديرات إعلامية فإن شقيقها جاكي، رئيس بلدية بيسان، شوهد قبل يومين وهو يخرج من مكتب نتنياهو ويعتقد أنه أبرم صفقة يتم بموجبها انضمام أورلي إلى الليكود والفوز بمنصب وزيرة الصحة وإعلان الليكود أنه يؤيد ترشيح والدها لمنصب رئيس الدولة، مقابل الانسحاب من معسكر اليسار - الوسط، وعدم منح غانتس الفرصة لتشكيل الحكومة.
وانضمت ليفي أبو قسيس، بذلك، إلى عضوي الكنيست من «كحول لفان»، يوعاز هندل وتسفي هاوزر، اللذين اتخذا موقفا مماثلا منذ ثلاثة أيام. وبما أن نواب حزب التجمع الوطني الثلاثة في القائمة المشتركة كانوا قد أبلغوا أنهم لم يغيروا موقفهم في الانتخابات السابقة ولن يوصوا بغانتس، فإن عدد مؤيدي التوصية على غانتس يهبط إلى 56 نائبا مقابل 58 سيوصون بنتنياهو. ولكن غانتس قال، أمس، إن لديه 59 نائبا على الأقل سيوصون بتكليفه، يوم الأحد القادم، بينهم النواب المتمردون.
وقال مقرب من غانتس إن الحديث يجري حاليا عن توصية بالتكليف وليس تشكيل حكومة. وفي الوقت الحاضر يوجد 59 نائبا يؤيدون ذلك. فعندما يحصل على التكليف سيدير مفاوضات مع كل من يمكن أن يلائم للدخول إلى ائتلاف و«نحن واثقون من أن غانتس سيستطيع التغلب على المشاكل التي يواجهها حاليا». وكشفت مصادر سياسية، أن هناك احتمالا بأن يغير حزب التجمع موقفه ويوصي بغانتس حتى لا يساعد نتنياهو على البقاء في الحكم.
وصرح رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتيودنو»، أفيغدور ليبرمان، بأقوال مشابهة. وعندما سئل عن كيفية حدوث الأمر، قال: «ليس من واجبي أن أطمئن نتنياهو. فنحن نعمل بمهنية ووفق الأصول... وستسمعون التطورات لاحقا». وقال ليبرمان: «إننا موجودون في حالة طوارئ. وكان متوقعا من رئيس الحكومة أن يعمل من أجل المصالحة ومحاولة حل جميع الخلافات بعد ثلاث معارك انتخابية. وبدلا من ذلك، نتنياهو منشغل بنزع الشرعية عمن لا يتفق معه. وهو يستخدم آلة كراهية والتحريض والأكاذيب».
وكان وفد من «كحول لفان» قد التقى وفدا عن القائمة المشتركة، أمس الأربعاء، وتداولوا في التوصية بتكليف بيني غانتس لتشكيل الحكومة المقبلة، والبت في قضية ملحة هي التخلص من رئيس الكنيست المنتمي لليكود، يولي أدلشتاين، وانتخاب رئيس للكنيست مكانه يوم الاثنين القادم. كما تداولوا عددا من القضايا البرلمانية الأخرى، وأهمها تمرير مشروع القانون الذي يحظر تكليف عضو كنيست متهم بقضايا فساد من تشكيل حكومة، ووضع خطة عاجلة لمكافحة العنف في الوسط العربي ومنع التحريض ضد المواطنين العرب. واتفق الطرفان، وفقا لما صدر عنهما، على العودة إلى المؤسسات الحزبية من أجل اتخاذ قرارات بشأن هذه القضايا والعودة للاجتماع في غضون يومين.
وحاول الطرفان إعطاء صورة متواضعة لهذا اللقاء، فلم يحضره غانتس أو أي من رؤساء الحزب الأربعة، يائير لبيد ومويه يعلون وجابي أشكنازي، ولم يحضره رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة. وضم وفد القائمة المشتركة النواب أحمد الطيبي وعايدة توما ومنصور عباس وإمطانس شحادة، فيما مثل «كحول لفان» عوفر شيلح ونيسان كورين.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.